*على مدى ثلاثة عقود، عرف الجميع أن تلك الفتاة، التي تدعى اليوم “سماهر سلامة”، كانت تسعى دائمًا للتميز بشكل ايجابي.
وعن مسيرتها وتميزها كان لنا معها هذه الدردشة السريعة.
- تقول سماهر: في صغري، لم أكن راضية عن نفسي كل الرضى، لكنني كنت أشعر أنني مختلفة عن الآخرين، ولا أقصد بأنني كنت الأفضل، فربما كان الكثير مثلي، فقد كنت أحلم بأمور مختلفة وغريبة، مما جعلني أن أسعى لتحقيق ذاتي، وفي رحلتي هذه بدأ الجميع ينظر إليّ بشكل مختلف، وقد أصبحت ما أنا عليه اليوم.
- ما هو دور المدرسة في مسيرتك هذه؟
- انهيت تعليمي الثانوي في حيفا، وكنت أحب اللغات جدًا، وربما كان هذا الشيء يميزني، فتوجهت لدراسة اللغات، وأصبحت أجيد بعضها بطلاقة، حتى أنني بعد ذلك عملت في تعليمها للصفوف الابتدائية على مدار 6 سنوات، وقد كانت تجربة جميلة، وكان تأثيرها كبير على حياتي، حتى أنني أشعر في بعض الأحيان ودون إرادة مني، أنني أقوم بدور المعلمة، إن كان ذلك في الحوارات مع الأصدقاء والأهل، أو في تعاملي مع أولادي، وعندما أنتبه لهذا الأمر، أغير طريقة التعامل بسرعة، فالمعظم لا يحبون المعلمون والتعليم كما هو معروف.
- كما هو معروف أنك لم تتوقفين عن التميز، فأنت منذ سنوات عديدة تشاركين مع شقيقك فوزي سعيد بتمثيل شخصية “توتي” في أشهر برنامج للأطفال على قناة “اليوتيوب” في العالم العربي، باسم “فوزي موزي وتوتي”، والذي يشاهده مئات الملاين. فما هو سر هذا النجاح؟
- الحقيقة هو أنني أحب العمل مع أخي فوزي، وأنا معجبة جدًا بأفكاره، وقد خطط منذ بداية هذا المشروع وبعد ظهورنا معًا في عدّة نشاطات، خطط لأن يعمل بشكل مهني واستعان بطاقم محترف للغاية، ولم تأتي الشهرة على الفور، فقد عملنا بكد وصبرنا، إلى أن نلنا هذا الإعجاب الكبير، وقد شكلنا مع مرور الوقت، فريق ممتاز يتعامل جميع أعضاءه بحب منقطع النظير.
- نحن نعرف أنك لم تكتفي بالشهرة الواسعة التي حققتها من خلال شخصيتك “توتي”، فما هي قصة صفحتك الخاصة على “الفيسبوك”؟
- لقد قمت باستغلال أكبر مساحة من قدراتي الأخرى ووضعتها في صفحة خاصة على “الفيسبوك”، ومن خلال تجربتي كفنانة وكمربية وكأم لثلاثة أطفال، استطعت في فترة قصيرة جدًا أن أحصل على أكثر من 56 ألف معجب بصفحتي، حيث تمتاز صفحتي بجميع الأمور النسوية، فأنا أبحر مع المعجبين في مطبخي وطريقة طبخي الذي اكتسبته من والدتي “أمية” وهي معروفة في المجتمع الحيفاوي بطبخها الممتاز، وأيضًا بتدبيري لمنزلي ولأولادي وأشارك الجميع بمعرفتي الواسعة وذوقي الخاص، فالكثير من رواد صفحتي، يستشيروني في تلك الأمور، ويزيدون من عندهم اقتراحات وأسماء جديدة لطبخات معينة وغيرها، والأمر ممتع للغاية ومجدي للجميع ولي.
- شاهدنا في هذه الفترة أن هناك مشروع جدي على صفحتك هذه؟
- الحقيقة هي محاولة، ويساعدني فيها مدير أعمالي زوجي “سمير سلامة”، فهو ينسق كل الأمور، كما أنه يساعدني بتربية الأطفال، حتى أتفرغ أكثر لهذا المشروع الخاص الذي بدأته على صفحتي، وقد أطلقت عليه اسم (BIY) من منطلق الايمان بالنفس، وهو تشجيع لكل من فقد إيمانه بنفسه، وملخصه: أنت قادر، بادر وجرّب! وكبداية أعتقد بأنه سيكتب له النجاح، ولكنني لن أوكد ذلك الآن، علينا أن ننتظر بعض الوقت، وألخص الموضوع بأنني بادرت وها أنا أجرب، وأتمنى لكل مريدي الصفحة الاستفادة من هذه التجربة، وأن يحذو حذوي، في أي مجال يحبونه. كما أنني بدأت بتقديم وصفات مصورة لطبخات معينة، وعليها اقبال منقطع النظير، والتجاوب يسر القلب…