قصة الشاب من قرية حرفيش هي قصة قديمة، لكن مع شخص جديد، يدعى أدهم مرعي، كما في السابق ” المتذيلين منا بدأوا باحتواء الازمة، كما هي المنترا المعهودة بأن هذا رأي مجموعة صغيرة لا تعبر عن السياسة العامة اتجاهنا! وأيضا هذه المرة اقول لقاده الجيش والدولة كونوا مطمئنين ان “قيادتنا” ستقبل العذر على ما حصل وسيكون هناك مصالحة احتفالية مع صور تنعي القضية، ولا استغرب إذا قدّم أحد المسؤولين منا العذر لأحدهم إذا شعر بالإهانة من جراء التعميم! ، ان تقزيم القضية هو مس بكرامة طائفة برمتها طبعا لا أتوقع من قسم من حضراتكم ان يستشرس في الدفاع عنها (لأسباب تعود الى منصبه وحسابه البنكي.)
هناك عشرات القصص التي تحدث مع أولادنا في الجيش، لكن القلائل يملكون الجرأة ويخرجون بها الى الاعلام، هذه العنصرية هو مسؤولية المؤسسة برمتها، وهي وليدة الاجواء المشحونة السائدة في الدولة ضد الاقليات حتى وصلت بطبيعة الامر الى هؤلاء الجنود، لهذا تصرفاتهم لم يأتي من فراغ.
أدهم مثله مثل باقي الشباب مر بعده مراحل لغسيل الدماغ عن طريق جنود مأجورين عملهم اقناع أولادنا بالتجنيد، بعد ان رأوا ان نسبة المتجندين في هبوط مستمر عند شبابنا، هؤلاء المأجورين يدخلوا الينا حيث يتواجد أولادنا، بدعم من كل المؤسسات يسخروا لهم كل الإمكانيات للوصول لمبتغاهم! اقناعهم ليس بما سيحصلون عليه بعد التجنيد لكن بتخويفهم من عدم التجنيد.”. لن تقبلوا في الكثير من أماكن العمل، لن تحصلوا على قسيمة بناء، عدم تأديتك للخدمة فقط بتصريح غير ملائم اي بمعنى آخر شهادة مجنون! وكل الأبواب ستقفل بوجهك إذا اردت النجاح في مستقبلك امامك فقط ان تدخل الحياة من باب التجنيد الاجباري”.
بعد ما مررنا بأزمات عديدة مخجلة جدا و”قيادتنا الحكيمة” لم تحرك ساكنا، تخمد القضية تلو الاخرى ظنا منها بأنها حلت الازمة استذكر قول الشاعر العملاق احمد مطر:
اتصلت بالأمل
قلت له هل ممكن
ان يخرج العطر لنا
من الفسيخ والبصل؟
قال: اجل
قلت وهل يمكن ان
تشعل النار بالبلل؟
قال: اجل
قلت: وهل من حنظل
يمكن تقطير العسل؟
قال: نعم
قلت: وهل يمكن
يمكن وضع الأرض
في جيب زحل؟
قال: نعم، بلى، اجل
فكل شيء محتمل
قلت اذن “قادتنا”
سيشعرون بالخجل؟
قال: تعال ابصق على وجهي
اذا هذا حصل.