اختتم يوم السّبت الماضي في رام الله، المخيّم الثّاني لشبكة “الّ التّعريف- شبكة طلابيّة ثقافيّة”، بمشاركة ثلاثين ناشطًا من مختلف الجامعات في البلاد، حيث أقيمت على مدار يومين عدّة ورش تنظيميّة لتخطيط البرنامج الثقافيّ الطلابيّ الجماهيريّ للشبكة.
وقد تأسست “الّ التّعريف- شبكة طلّابيّة ثقافيّة” المنبثقة عن برنامج المنح الدراسيّة التابع لجمعيّة الثّقافة العربيّة، العام الماضي بهدف خلق حالة حراك طلّابيّ ثقافيّ عربيّ فلسطينيّ مستقلّ داخل الجامعات الإسرائيليّة وللإجابة على النّقص في النشاطات الثّقافيّة الفنّيّة العربيّة في الجامعات، كما وتهتمّ بترسيخ الهويّة الوطنيّة لدى الطّلّاب العرب، تقع ضمن إطار تطوّعيّ متاح لجميع الطّلّاب العرب في الجامعات. وقد أثبتت حضورًا قويًّا بتنظيم عدّة نشاطات في مختَلَف الجامعات لاقت صدًى وتفاعلًا كبيرين من قبل الطلّاب والطّالبات العرب.
“سلاحٌ تنظيميّ من أجل ثورة ثقافيّة”
بهذه الكلمات عبّر الطّالب في جامعة حيفا هشام مراد عن تجربته في المخيّم الثّاني للشّبكة الطلّابيّة الثّقافيّة “الّ التّعريف” حيث قال: “كفرد من هذا المجتمع وكطالبٍ عربيٍّ أرى أنّ هناك فجوةً ثقافيّةً بين مجتمعنا العربيّ والمجتمعات الأخرى، وأعرف جيّدًا حجم وأهميّة الشّريحة الطلّابيّة في رفع المستوى الثّقافيّ في المجتمع، فكم بالحريّ عند الحديث عن الطّلّاب في الجامعات الإسرائيلية، حيث نُبتر فجأةً من ثقافتنا ونبدأ بالتّعامل مع واقع ينفيها “.
وأضاف مراد: “كنت دومًا أرى أنّنا بحاجة إلى ثورة ثقافيّة، إلى حركة تصِلُنا كطلّاب مع النشاطات والمشاريع الثّقافيّة والفنيّة العربيّة، لكنّني كنت دومًا أشعر أنّها غير قابلة للتّحقّق! لقد أكسَبَنا المخيّم أدوات ومهارات تنظيميّة لتساعدنا على تنظيم نشاطات في جامعاتنا، وهي أكثر ما نفتقده كطلّاب عرب، وأكثر من ذلك، لقد سلّحنا المخيّم بأملٍ جديد من خلال ما اكتسبناه فيه من أدوات تنظيميّة”.
مقاومةُ التّغييبِ فرضُ الحضور
الطّالبة في الجامعة العبريّة في القدس، وجيهة حمودي، ترى في “الّ التّعريف” حلًّا ممكنًا لحالة الاغتراب الّتي يعيشها الطلّاب والطّالبات العرب في الجامعات الإسرائيليّة، فتقول: “تغيب الكثير من ملامح الهوية وتفاصيلها في ظلّ العيش والانخراط في حياة الجامعات الإسرائيلية فنغدو مغيبات عن نشاطات ثقافية تحاكينا وتحاكي انتماءنا العربي الفلسطيني ومن هنا تنبع أهمّية وجود إطار كما شبكة “الّ التّعريف” حيث الهدف الأساسي هو إقامة نشاطات ترسّخ تواجد الثقافة العربيّة الفلسطينيّة في الجامعات الإسرائيليّة”.
وعن مشاركتها في المخيّم قالت: “إنّ كوني طالبةً في الجامعة العبريّة في القدس يجعلني شئت أم أبيت جزءًا منفيًّا، مبعدًا عن الثّقافة، وعليّ أن أنتظر –كما حال كلّ طالب عربيّ في جامعة إسرائيليّة- ما تعرضه علينا الأجسام التّابعة للجامعة وللمؤسّسة الإسرائيليّة فأقف موقف المتفرّجة! إنّ مشاركتي في المخيّم أكسبتني مهاراتٍ أساسيّة في تنظيم نشاطات ومشاريع، أي أعطتني أدواتٍ تخوّلني للقيام بفعلٍ ما، لا ردود أفعالٍ فقط”.
نحو القادم: طاقات عالية وخطط غنيّة
خلال المخيّم والورشات الّتي أقيمت فيه تم التخطيط لعدّة برامج مختلفة ومتنوّعة للفترة القادمة، تخرج قريبًا إلى حيّز التطبيق بدافعيّةٍ عاليةٍ، طاقةٍ كبرى للعمل. في هذا الصّدد قالت خلود أبو أحمد مركّزة شبكة “الّ التّعريف”: ” بطاقات عاليّة وخطط غنيّة ستنطلق شبكة “ال التّعريف” في الجامعات لتسد احتياجات الطلاب الفلسطينيين، وبهذا فإننا ندعو الطالبات والطلاب بمشاركتنا نشاطاتنا الثقافيّة الغنيّة، وبالانضمام إلى طواقمنا”.