أهالي عربًا ويهودًا شاركوا بنهاية الأسبوع في مؤتمر القيادة الجماهيري الثالث لجمعية يدًا بيد في واحة السلام، وذلك لمناقشة مسألة المساواة وعدم المساواة بين العرب واليهود في الحيز الجماهيري والعام. كما وتناول المؤتمر الجوانب السياسية الإجتماعية للعلاقات اليهودية الفلسطينية في البلاد.
أفتتح المؤتمر شولي ديختر المدير العام لجمعية يدًا بيد الذي اثنى على مشاركة الأهالي مؤكدًا على أهمية النشاطات التي تقوم بها المجتمعات المحلية لأطر يدًا بيد، والتي يسعى من خلالها النشطاء لخلق واقع مختلف في الواقع المركب الذي نعيش به، كونه يحقق حلم الحياة المشتركة بين العرب واليهود المرتكز على المساواة التامة. ورحب محمد مرزوق بالمشتركين في المؤتمر معبرًا عن سعادته إثر نجاح هذا اللقاء الذي يعقد في كل عام، معربا عن أهميته التي تساهم في توفير مساحة للحوار المفتوح بين الأعضاء المشاركين من جميع البلدان التي تعمل بها مدارس يدًا بيد.
وإستضاف القسم الأول للمؤتمر محاضرة مركزية حول مسألة “عدم المساواة القومي، الإجتماعي والإقتصادي في المجتمع الإسرائيلي”، قدمتها عرين هواري من مركز مدى الكرمل للأبحاث وناشطة سياسية نسوية، بالإضافة إلى رون غيرلتس مدير عام مشارك في جمعية سيكوي. قام الإثنين بتسليط الضوء على علاقة المواطنين العرب مع الدولة التي تعمل بشكل ممنهج على إستثنائهم من الحيز العام والمشترك، يظهر ذلك من خلال الحقوق التي لا تمنح لهم إلا بشروط معينة ولذلك أكد الإثنين على أهمية النشاط العربي اليهودي المشترك من أجل تحقيق التغيير المأمول في هذا الوقت بالذات.
أما في القسم الثاني فتم طرح النقاط التي نوقشت في المحاضرة من خلال العمل بمجموعات حوار أشرف على إدارتها طاقم موجهي الحوار في جمعية يدا بيد، الذين أتاحوا للمشاركين التعبير عن رأيهم ومشاعرهم إثر المعطيات التي برزت خلال المحاضرة ومناقشة سبل تحقيق المساواة على الصعيد اليومي. واستمر النقاش في القسم الأخير ليتناول دور المجتمعات المحلية في السؤال عن مدى المشاركة بداخل المجتمعات المحلية المشتركة، في جوانب متعددة مثل: اللغة، العقيدة الفكرية للمجتمع المحلي، الممارسات والنهج اليومي.
بنهاية اليوم الثاني أعرب المشاركون عن إنطباعهم الجيد خلال اليومين الدراسيين مؤكدين بأن هناك حاجة للدفع قدما بلقاءات كهذه، التي تساهم في إكتساب معلومات جديدة، وتعلم أساليب عمل مبدعة من خلال المجموعات الاخرى المشاركة في نفس المؤتمر، وأن بفضل هذا اللقاءات نحن جاهزون للعمل على نطاق أوسع من أجل تطبيق رؤيتنا المشتركة.
ثروت مصالحة مشارك من المجتمع المحلي جسر على الوادي عقب:” لقد منحنا هذان اليومان الكثير من القوة والطاقة، وذلك على الرغم من انها لم تكن مشاركتي الأولى، فلم أكن أتخيل أن هذان اليومين سيضيفان الي الكثير من المعلومات الجديدة، وبالتالي فإن تعرفي على الجمعية من خلال هذان اليومان زادا من ايماني بضرورة ما نقوم به في جسر على الوادي، ومن اصراري على بلوغ الاهداف التي نسعى اليها في مجتمعنا المحلي “جسر على الوادي”، بالاضافة الى الفرصة التي ساعدت بالتعرف على أصدقاء جدد يتفقون مع أهدافي ويملكون نفس الرؤية، ما ساهم في خروجي من هذا المؤتمر مع افكار جديدة تمكننا من تبني اساليب عمل متنوعة. لذلك فانا على ثقة بأنها ستساعدنا خلال عملنا الميداني واليومي في مجتمعنا المحلي”.
وأضافت المشاركة أسماء إغبارية زحالقة عضوة مجتمع يافا المحلي بما يلي: ” انضممت مؤخرا للنشاطات المحلية التي يعقدها الأعضاء في يافا، لأنهم يمثلون نفس الرؤية ويساهمون بنشر معتقداتي. فهناك حاجة ملحة تدفعني للنشاط قدما من أجل بناء تربية صالحة لأبنائنا تعود بالفائدة على جميع أقطاب مجتمعنا. مشاركتي بهذين اليومين ساهمت في إثرائي ومنحي العديد من أساليب النضال المشتركة من أجل بناء مجتمع يتسع لنا جميعا، مبني على قيم التسامح والمساواة. كما وأن إطار يدا بيد هو المكان الوحيد الذي يستطيع تطبيق هذه القيم من خلال نشاط المجتمعات المحلية الذي يدعوا لتطبيق المساواة، فمثلا هناك امكانية للتحدث بلغة الأم بدون الشعور بالغربة، من هنا ادعوا لتكثيف العمل الميداني والنضال في الحيز الجماهيري العام بواسطة لجان الأهالي. لذلك فأنا فخورة بإنضمامي لمجموعة أهالي كهؤلاء يشاركونني بنفس الهدف والرؤية”.