استقطبت الكلية الأكاديمية تل- حاي يوم اول امس الخميس مئات الطلاب من أبناء المجتمع العربي في نطاق اليوم المفتوح الذي اعتادت ان تنظمه الكلية لاطلاع جمهور الطلاب على التخصصات والابحاث والمسارات العلمية والاجتماعية التي تقدمها لهم، وتستضيف الكلية طلابا من ارجاء البلاد وخاصة من الشمال، ويلمس الطلاب الاهتمام الكبير من القائمين على الكلية من إدارة ومن رؤساء أقسام والمحاضرين ومركز السلام والديمقراطية الذي يسعى الى تقديم كل المساعدات لهم.
أول من استقبلنا كان ايلي كوهين مدير عام الكلية الاكاديمية تل حاي والذي قدم نبذة عن الكلية فقال: “أهلا وسهلا بكم في اليوم المفتوح برحاب الكلية الأكاديمية تل حاي والتي هي من أقدم الكليات المستقلة في البلاد، وواحدة من أكبر وأفضل كليات البلاد، وتحتضن قسمان كبيران، الاول قسم العلوم الاجتماعية، والآخر قسم العلوم، وهي الكلية الأكاديمية الوحيدة في البلاد التي تقدم للطالب قسما للعلوم، فتنافس الجامعات في هذا المجال، حيث يضم قسم العلوم عدداً كبيراً من الاختصاصات بالإضافة الى مراكز أبحاث عملية ونظرية، وهو تنوع غير موجود في الكليات الأكاديمية بشكل عام وما يميز هذه الكلية مستواها التعليمي العالي، والعمل بمساواة تامة بين طلابها العرب واليهود”.
وأضاف ايلي كوهين:” يدرس في كلية تل حاي طلاب من مختلف مناطق البلاد، مستوى التعليم في الكلية عال جداً، وان نتائج الاستطلاعات الاخيرة تؤكد بأن كلية تل حاي قد احتلت المركز الرابع في البلاد من بين الجامعات والكليات في البلاد، وهذا يمنحنا القوة في أن نواصل مشوار الخدمة لطلابنا، وكون أن لدينا شروط قبول محددة لا نتنازل عنها، وهذا ما يجعل الشهادة التي يحصل عليها الخريج لدينا محترمة ومقبولة في أماكن العمل، ويهمنا جداً أن تكون الأجواء مريحة للطلاب في الكلية، بغض النظر عن انتمائهم أو المكان الذي يأتون منه، فنحن نؤمن بالتنوع والفسيفساء الذي يتكون منه المجتمع الإسرائيلي، ونبذل جهوداً كبيرة للوصول الى الطلاب في الوسط العربي، وأن يأتوا إلينا، ونلمس في السنوات الأخيرة اقبالا كبيرا من الوسط العربي والدرزي على الكلية حتى وصل هذا العام الى ما يزيد نسبته عن 20%، وذلك بسبب الأجواء التي يعيشها الطلاب معا في رحابها ونحن سعداء بذلك، ونرى اقبالا كبيراً على قسم العلوم والتكنولوجيا وعلم الحاسوب وعلم التغذية، وفرع البيوتكنولوجيا والمسارات الاخرى، ونفتح هذا العام مسار الفنون للقب الثاني وعلوم المياه والامكانية واردة جدا بدمجهم بسوق العمل وهو أمر مهم جدا لإدارة الكلية، وهنا لا بد لنا الا ونؤكد ان في الكلية كادر من المحاضرين الاكفاء من الوسط العربي وبينهم محاضرين يتولون ادارة الاقسام”.
وتحدث كوهين على التسهيلات التي تقدمها الكلية من حيث المنح الجامعية ومن حيث السكن الطلابي وقال:” اعتقد ان الطالب اليوم يختار الكلية لأجل المعاملة الحسنة بين الإدارة والطالب، إضافة الى الأجواء الطبيعية الجميلة جدًا والتي تدخل الراحة النفسية، كما يوجد في الكلية مركز للتوجيه الذي يعمل على دمج الطالب في سوق العمل كما وتم افتتاح مركز السلام والديمقراطية والذي يساهم بمساعدة الطلاب العرب والدروز في جميع المجالات، سواءً على المستوى المهني او التمويل وحل اشكاليات اخرى، كما وخصصنا طاقما لمرافقة الطلاب العرب للتغلب على الصعوبات وخاصة القدرة على التأقلم مع اللغة العبرية، ونوفر الامكانية لهم سنة تحضيرية لكل المواضيع لتأهيله الدخول لجميع المواضيع ويعفيه من علامة البسيخومتري وهنالك دورات تحضيرية تستمر مدة 3 اشهر بهدف رفع معدل الطالب لتأهيله الدخول لمواضيع علمية ونجري لهم امتحانات للتأكد من أنهم قادرون على الاندماج بالدراسة، كما وهناك دورة خاصة لتقوية اللغة العبرية عند الطلاب العرب (ياعيل) ومرافقة دائمة خلال السنة الاولى في الدراسة، واستطعنا قبل سنتين ان نقنع وزارة المواصلات بتسيير حافلات من ثلاث مسارات من مدينة عكا والعفولة والناصرة لنقل الطلاب الراغبين بالذهاب والاياب بنفس اليوم لمنازلهم دون حاجة لتغيير مكان سكناهم، وننصح كل طالب عربي يتسجل للكلية بأن يقوم بالتسجيل أيضا لسكن الطلاب لضمان مكانه بالسكن”.
سليمان خطيب محاضر منذ 2001 في تل حاي يحمل لقب الدكتوراه في الكيمياء ويعمل في الكلية قال:” خلال السنوات الاخيرة نشعر بارتفاع ملحوظ باهتمام طلابنا العربي في مجالات العلوم ولدينا اكثر من 20% من الطلاب هم من بلداتنا العربية، وموضوع البيو تكنولوجيا عندنا عدة مسارات وفتحنا مسارا جديد يتعلق بالكيمياء الطبية مما يساهم بالتعمق بالكيمياء وتزويد الطلاب معلومات الكيمياء العضوية والغير عضوية والتحليلية، والبيو خيميا ويتم استخدام مختبرات الابحاث في مجالات الكيمياء العضوية والتحليلية، وايضا لدينا مسارات بيو تكنولوجيا الزراعية، واكثر ما يواجه الطالب العربي صعوبة هي اللغة العبرية، وأشعر أن الكلية توفر كل امكانياتها لتقليص الفجوة والتغلب على هذه المشكلة”.
أمير جولدشتاين عميد الطلبة قال: “نقدم الخدمات لألاف الطلاب ومنهم الطلاب العرب، ونحن نعي مدى التخبط الذي يتبلور عند كل طالب في بداية الالتحاق بالدراسة الاكاديمية، ونحن سعداء بأن هناك نسبة كبيرة من الطلاب العرب في الكلية، وفي الوقت الذي لا توافق الكلية التنازل عن المستوى الدراسي فإنها تعمل على دعم الطلاب بكل الامكانيات في سبيل الوصول الى النهاية مع مستوى عالي من التحصيل، ويتم المساعدة في المجال العلمي، ولدينا تخصصات علمية الى جانب تخصصات اجتماعية مفتوحة امام الجميع، ونهتم بالتغلب على الصعوبات في التعليم وخاصة باللغة العبرية، ونوفر منح دراسية للمئات من الطلاب بالإضافة الى مشاريع التعليمية التي يمكن ان تعود بالمنفعة عليهم، ونهتم بان يتزود الطالب بالقدرات الاجتماعية وكيفية مواجهة الصعوبات”.
امير ادري مدير التسويق في الكلية قال:” كلية تال حاي هي احدى الكليات الكبرى في البلاد وهي كلية مدعومة والاقساط الجامعية مشابهة لأقساط الجامعات تتضمن 24 مسار تعليمي، و15 مسار في اللقب الأول و9 للقب الثاني، وتتضمن مركز ابحاث من اكبر مراكز الابحاث العلمية في البلاد، ولدينا مسار جديد للطب مدة 3 سنوات، ومن لم يتم قبوله للطب بإمكانه الانتساب لدينا للمسار الجديد وبعد السنوات الثلاث بإمكانه الاندماج في احدى الجامعات لموضوع الطب، او الاندماج في مجالات الابحاث العلمية “.
وتعمل الكلية في عدة اتجاهات للوصول الى الطلاب من الوسط العربي والدرزي، وتعيش الكلية اجواء اخوية رائعة بدون تفرقة في أي من المجالات المختلفة، واليوم وجدت اننا نتواجد بتزايد كبير في عدد الطلاب العرب المسجلين لدينا، واعتقد ان ذلك بفضل السمعة الطيبة التي يتحدث عنها طلابنا العرب الخريجين لما شعروا به من دعم خلال فترة دراستهم”.
وأضاف ادري:” أصبحت كلية تال حاي اليوم علامة مميزة فارقة بفضل العلاقة الوطيدة بين الطالب وعائلته من جهة ومع الكلية من جهة اخرى، ونحن نبذل جهد كبير لكسب ثقة كل طالب من طلابنا، وهذا يعطي الانطباع والسمعة الجيدة في المجتمع العربي، خاصة وان الشهادة التي يحصل عليها الطالب محترمة في جميع مؤسسات الدولة”.
الأستاذ عبد الحليم زعبي المستشار للكلية قال:” الكلية تبذل كل جهد مستطاع لتسهيل امور الطلاب من مجتمعنا، من خدمات عامة وسفريات ومنح دراسية وسكن الطلبة، والكلية تحاول استقطاب الطلاب في تخصصات علمية لكي تضمن لهم فرص عمل بعد التخرج ، وفي الكلية مركز التوجيه المهني حيث يساهم في مساعدة الطلاب في المواضيع العلمية المناسبة”.