روى جدي فياض عن آدم أنه عندما وزع الأسماء على الحيوانات لم يجد (أسذج) من الحمار حيث ذَكَرَه باسمه عدة مرات دون جدوى. ولكي لا ينسى “ابو صابر” اسمه وعقابا له على هذا الغباء حكم عليه بأن يكون نهيقه بصوت عال وعلى منوال: ححـممـاا..ررر..ررر. ويقال ان من يصغي لصوت الحمار يصدق هذه الأسطورة ويخالف ما كان يردده عمي يوسف بأن حمارهم “بريش” يفهم، وليس مثل البعض، “أكل ومرعى وقلّة صنعة”.
بلا طول سيرة، “بريش” (انتوا كبريين القَدِر) “حمار بأربع دنين”. وفي إسطبله طاقة للمهملات.. أصبحت مضربا للمثل. إذ كانت كل دعوة لمقابلة الحاكم العسكري او (اخطار) لدفع ضريبة او غير هذا. يدفعها نحوي عمي يوسف قائلاً: “حُط بْطَاْقة بريش”. فبدأ الكثير من أهل البلد يرددون هذا القول على كل ما يريدون إهماله لكن عمي يوسف لم يهمل بعض التنبيهات. خوفا عليّ لأن مال الملعون، (شموس) ويرفس. و”يخرب كواشينه” لا يحلو له النهيق إلا إذا اقتربت منه او بعد أن يكون، نام من نام من أهلٍ وجيران. فيرفع سيدي فياض رأسه من تحت اللحاف ويسب الحمير والحكومة وكل من قلع شرش الحياء.
وبدون “كآني ماني” تجد بريش يجيبه بكل صوت من فوق
مقابله واحد من تحت (بعيد منكم) ريحته بتسطح ومخالفة لأسطورة آدم وعلى لحن؛ الغراب، والبومة، وأبن الحكومة. لا تترجى منهم خير…
لا تترجى في حياتك أحدا (ولو على عروس) وما الى هذا من نظريات كان يرددها عمي يوسف. ومع انه قد دوّخ بمقالبه بلدا بحاله. إلا أنه حط الطاعة لبريش. فـ(مال العمى) منذ أن كان (كُرّاً) اعتمد “التخمّع” على جانبي الطريق، ولا يطيب له البرطعة و(المرمغة) إلا في ارض الغير!!
غير هذا يوم “فِطِس” “مال الملعون” نصبنا المناحة علية كأنه أحد أفراد العائلة وكل من جاء للمجاملة قائلا، “حملنا همكم”، “يعوض عليكم” تجد جدي فياض يقص عليه كيف ربى هذا الجحش على يده يومًا بيوم واعتنى به ليس اقل من اعتنائِه وتربيته لي. (أنا ابن ابنه ـ حفيده)!!
وبناء عليه أخشى، يا أولاد الحلال ، اذا عاد آدم ليتفقد أحوال البشرية ووجد ان كل محاولاتي للإقتداء بنهج عمي يوسف. وتقليد سيدي فياض راحت فطيس. ونسيت ان كثير من الناس مثلي تردد طرفة تقول : “ان الكر سأل ابوه الحمار قائلا : يابا امتى انا بدي اتزوج، فاجابه بس تصير حمار مثلي ” فسيقول لي آدم، يا حمار انتِ كمان: حُط بطاقة بريّش .
مفيد مهنا ـ البقيعة؛ الجليل