قبل أعوام تسعة رحلَ صديقي الصدوق المربِّي الشاعر سلمان فراج.
في يوم ذكراه وفي رثائي له في المركز الثقافي في البقيعة الجليلية قلت:
“دائرة الاصدقاء دائرة صفاء وبهاء”
“في رحمها وطنٌ حدوده نقاء وانتماء”
في هذه الأيام السوداء الملأى بالعنف وأحداث القتل والعُسْف، أتحسر على أيام كان فيها التسامح شعلةً متوهجةً تنير دروبنا جاعلة أيامنا السوداء ناصعة بيضاء.
في حديثي هذا اترحم على صديقي سلمان العربي المعروفي رجل الصفاء والبهاء والنقاء والانتماء..
أترحم عليه مستذكرًا عمي (يوسف الصالح) والد سلمان الذي في بيته تعانق الجليل مع الكرمل يوم اختار سيدة كريمة من آل حسون لتكون أمًا لأولادهما.
في بيت أبي سلمان اتَّحد الكرمل مع الجليل – في الكرمل كرَمٌ وفي الجليل جلالٌ وإجلال.
كنت وسلمان يافعين عندما قدم طيب الذكر والد سلمان درسا للصغار والكبار.. درسا في المروءة والتسامح والصفح وذلك عندما تجرع ابنه الصغير كأس الموت تحت دواليب سيارة كان يقودها سائق مسيحي من قريته، فوقف طيب الله ثراه مسامحا معتمرا الصفح والنخوة مشيرا للسائق أن يذهب الى بيته آمنا وآمرًا الا يعترض سبيله أحدٌ.
ما أحوجنا في هذا الزمن الرديء الملتحف باللهب والاحقاد والتعصب الاعمى.. ما احوجنا لرجال يلبسون معطف المرحوم العم يوسف.. رجال يكونون أسيجة للفضيلة وأمثلةً للسماحة والتسامح!
استمطر الرحمان على صديقي ووالده راجيًا أن تسعفنا العناية الالهية على تهشيم أنصاب الكفر التي ملأت ربوعنا محوِّلة جميل حياتنا الى قبح بغيض يُبعدنا عن رسالة الأنبياء الاتقياء الانقياء.
صباح الخير لأهل التسامح والسماحة في كل مكان.