“هذا من فضل الله عليّ”!!

مفيد مهنا

لا ادري لما اخذت تلاحقني الهواجس والمنامات المزعجة إذ لا يكاد  يمر ليل دون حلم او قلق من عدم نوم، وازداد حرجا عندما تضع ام الاولاد على الجرح ملحا بالقول: “الكبير زتوه في البير”  ودون قصد اجد نفسي داخلا في “برج بابل” لا افهم احدا ولا ادع احدا يفهمني، لكن في اكثر من ليل “لعبت عيني” على  هذا الرئيس او ذاك المسؤول، معذرة، اقصد لعبت عيني على “عابور مدهن” يأكل الواحد صوابيعه وراءه، لكن هواجس بنات افكاري كانت تسبقني قائلة؛ باين عليك، صرت تتطاول على القطاف العالية، مين كان يكيل بصاعك يا واطي ومن يعرف اكثر منك انك توظفت بالواسطة، واليوم صرت تحكي بالنحوي وتحاشر على الصفوف الامامية، وبنيّت قصرا، على انقاض تخريب بيوت الناس: هذا مخبي سلاح من زمن الانتداب وذاك يبني بدون رخصة عمار وآخر يقرأ “الجريدة” وو.. واليوم حامل مسبحة!

لم ادرِ كيف غلبني النعاس ولاحقتني الهواجس نفسها في المنام من خلال شبح قال لي يا ابن الـ.. الحكومة انا “ابليس اللعين” الذي ليل نهار تسبه مدامتك قائلة؛ “يخزي بليس”  تفو على اللعين”، لكن من يعرف اكثر من “اللعين” بانها تأكل مال الحرام وغشاشة وصدقت نفسها “اخت الشلن” انها بنت حسب ونسب مع انها  فايشة وابوها سمسار اراضي.

وأكثر من ذلك نصبتْ نفسها “شرطي سير” لمراقبة تحركات الناس وتسجيل “المخالفات” لنسوان الحارة: فهذه فساتينها قصيرة، وتلك مايعة مثل جبنة البقرة الضاحكة “لاباشكيري” وهذه مثل تلك “الزوج غايب والحال سايب”.. وطبعا وافق شن طبقة  وعلى قولة الفلاحين: “زوّجوا مُشكاح لريما وما على الاثنين قيمة”.. والذي “طيّر افيونتي” انها تدعي ان الله قد فتحها بوجهكم لأمانتها وكرمها وما تضه في المقامات المقدسة من “زيارة” ووفاء نذورات ومن بعرف اكثر من ابليس انها غشاشة وبلا ذمة و”بتوكل الجاجة بريشها”.

عن غير عادة اجتني المراجل وحملت عصا المكنسة وحاولت طرده، لكنه وقف وراء الشباك وقال لي انت تعرف يا حرامي يا زوج الهيك وهيك باني انا ابليس ادعم من مثلك من حرامية وكذابين ومنافقين وهذه شعلتي، وتعرف ان هذه النعّمة التي وصلت اليها هي من فضلي انا، لكن يا فاعل يا تارك لماذا تنقش على حجر فوق عتبة بيتكم عبارة: “هذا من فضل الله عليّ”.

(البقيعة)

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .