نسرين حسين فراج شاعرة الرقة وملكة الإحساس بقلم: شاكر فريد حسن

 

نسرين حسين فراج امرأة يسكنها الحب والشعر وهجًا متقدًا لا تنطفئ جذوته. فهي تعشق الجمال، وتكتب خواطر حب ممزوجة بالوجع والحنين وليالي العاشقين والمعذبين والناس الطيبين، وتنسج هواجسها وشاحًا على صفحة الروح والذكرى، وتستوحي في نصوصها وخواطرها صورها بلمسات شعرية مثخنة بالوجدانية المتقدة والصدق التعبيري العفوي.

نسرين حسين فراج من بلدة الرامة الجليلية المتربعة على سفوح جبل حيدر، خريجة جامعتي تل- أبيب وحيفا، تعمل معلمة للغة العربية في المرحلة الثانوية بمدرسة ساجور الثانوية، ومركزة ارشاد للغة العربية في المرحلتين الاعدادية والثانوية.

تفتحت موهبتها الشعرية في وقت مبكر من عمرها، ونشرت قصائدها في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية وعلى صفحتها في الفيسبوك. صدر لها العام 2014 ديوانها الشعري الأول ” على شرفة الذكرى ” عن دار الوسط اليوم للإعلام والنشر في رام اللـه، وضم بين ثناياه مجموعة من خواطرها الشعرية الوجدانية العاطفية.

نسرين حسين فراج تذهب بسلاسة نحو تخوم العشق بلغة رقراقه، وتتدفق بالمعنى والصياغة الشعرية إلى حد ملامسة ما هو عميق بتلقائية وجمالية وعذوبة، تكتب بإحساس تستحوذ عليه مخيلتها، ونرى في نصها أن الجمال والحب لا ينفصلان عن الوطن، فهما جدلية واحدة، وذلك من خلال عبارة مبتكرة، وتشكيل بنيوي، وجملة شعرية واضحة من السهل الممتنع، معتمدة الومضة الشعرية السريعة والخاطفة المحملة بالصور الفنية الجمالية العذبة والألفاظ الناعمة، والاستعارات الصريحة، والتشبيهات البديعة، وتوظيف الخيال عبر مفردات اللغة.

قصائد نسرين فراج هي باقات نسرينية فواحة الأريج، لها عبق خاص، وعطر مميز. إنها خواطر وجدانية من فيض الروح وخلجات النفس، وهي صلوات حب، وتراتيل عشق، وهمسات دافئة تطفح بالمشاعر الانسانية والخيال الواسع والمعاني الصادقة. وتخضع مفرداتها لحرارة مشاعرها الداخلية وعواطفها المتأججة، فتبكي العيون، وتنزف القلوب من شدة التأثر، وتلامس عباراتها شغاف القلب، وتأسرنا ببوحها الشفاف، ولغتها المنسابة بسلاسة. فلنسمعها تقول في هذه المقطوعة الجميلة:

عندما تشتاق

عانِقْ حَرفَكَ

اِبعَثْ فيهِ روحَكَ

غازِلْ كلماتِكَ

واهْمِسْ بوحَها

وحدَها اللّغةُ لا تخذِلُكَ!

عندما تشتاق

اِفْتَرِشْ قلبَكَ

اُنْثُرْ على غشاوةِ النّفسِ

عطرَكَ

قبّلْ صِدقَكَ

وغازِلْ فِكرَكَ

وحدَه الفكرُ لا يَهجُرُكَ!

عندما تشتاق

لَـمْلِمْ شظايا حَنينِكَ

اُنْفُثْ فيها طُهرَ نواياكَ

بدِّدْ لوْمَك وعُدْ إلى ذاتِك

وحدَها الذّاتُ لا تَملُّ انتظارَك!

عندما تشتاق

لا تعودُ أنتَ كما أنتَ

اِبْحَثْ لكَ عن دليلٍ

لا يَدفعُكَ إلى هلاكِ روحِك

وفِكرِكَ وذاتِك

أو تَعَلّم. كيفَ لا تشتاق

وتِهْ في سَراديبِ العَدَمِ

لتُصبحَ

في عِدادِ اللّا إنسانْ

نسرين حسين فراج ذات مزاجية انفعالية هادئة، توظف التعبيرات المشحونة بطاقة التوتر للحفاظ على العاطفة، تعتمد على هندسة فنية وتقنيات تثري نصها، وتحول صورها من نبضها الفكري إلى نص جمالي. وهي تتماهى بقدرتها الفنية المتميزة، وتفتح كتابًا في العشق لما فيه من رومانسية وبوح دافئ وإحساس صادق، وتعيش الحب بخيالها وروحها ويراعها.

صفوة القول، نسرين حسين فراج تتمتع بموهبة شعرية أنيقة، وهي رومانسية النزعة، وجدانية في موضوعاتها وأغراضها الشعرية، يطغى على نصوصها الطابع الرقيق الشفاف المحلى بلغة سلسة انسيابية، تدهشنا بعذوبتها ورقة ألفاظها، ولما فيها من تمجيد أخاذ للحب الجميل الراقي العفيف، الذي يتعمق ويزداد اتساعًا بالصور الشعرية الزاهية والاستعارات اللافتة، وبالخيال الأنثوي الذي يمتاز بالخصوبة.

فتحية للصديقة الشاعرة نسرين حسين فراج، وكل التمنيات لها بالمزيد من العطاء والإبداع المتجدد والحضور الأدبي الألق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .