في مثل هذا اليوم التاسع من آب غيّب الموت الشاعر الاسطورة محمود درويش

المحتويات
شرد كباقي الفلسطينيين سنة 1948 وهاجر مع عائلته الى لبنان بقرية اسمها رميش ثم الى قرية جزين و بعدها الى الناعمة ,,, بعدها تسللل مع اهله الى فلسطين سنة 1949 و بقي قريبا من الخليل بقرية اسمها دير الاسد ,,, لم يلبث هناك كثيرا ليرحل بعدها الى قرية الجديدة شمال قريته الام البروة التي حولها الصهاينة الى قرية زراعية ” موشاف ” ,,, واثناء دراسته الثانوية بدأ يكتب الشعر ,,, حيث لقي التشجيع من معلميه ,,, وفي عام 1958 في الذكرى العاشرة للنكبة القى قصيدة بعنوان اخي العبري في المدرسة ,,, القصيدة كانت مقارنة بين حياة الاطفال العرب ومقارنتها بحياة نظرائهم اليهود ,,, وعلى اثر هذه القصيدة استدعي محمود الى مكتب الحاكم العسكري الذي وبخه بشدة وهدده بفصل ابيه من العمل بالمحجر اذا استمر بكتابة هذه الاشعار ,,, وحينها ادرك ان اشعاره هذه مهمة للغاية وستكون ذات شأن كبير ,,, والا لماذا ينزعج منها حاكم عسكري وهي مجرد كتابات طفل !!! واستمر درويش بكتابة الشعر واصدر ديوانه الاول سنة 1960 باسم ” عصافير بلا اجنحة ” ,,, وبعد ان اكمل دراسته الثانوية سنة 1961 في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انضم للحزب الشيوعي الاسرائيلي ” راكاح ” ,,, وهو الحزب الذي كان يطرح قضايا العرب و يدافع عنهم كأقلية بالمجتمع الاسرائيلي ,,, تحت شعار ” مع الشعوب العربية ضد الاستعمار ” على امل ان يتم التعايش ,,, بحيث لم يكن لكلمة الشيوعية معنى ايديولوجي ديني بل كانت بمعنى وطني نضالي ,,, وبدأ ينشر اشعاره ومقالاته في صحف الحزب مثل صحيفة الجديد والاتحاد ,,, وانتشر اسم درويش بالاوساط الفلسطينية كشاعر المقاومة الاول ,,, للدرجة التي جعلت الصهاينة يخشون من قلم درويش كخوفهم من البندقية ,,, هذا القلم الذي يشحن النفوس ويهيج الشعوب ,,, وبدأت الشرطة الصهيونية بمحاصرة اي قرية تقيم امسية لدرويش فيها ,,, وبعد سلسلة من المحاصرات و المطاردات وجد الصهاينة ان لا حل مع هذا المقاوم المناضل سوى بتحديد اقامته ,,, وفعلا هذا ما كان حيث اجبر على الاقامة في حيه ,,, خاصة بعد ان حقق له ديوان اوراق الزيتون و ديوان عاشق من فلسطين شهرته كشاعر للمقاومة ,,, وأصبحت قصيدة ” بطاقة هوية ” التي يتحدث فيها الى صهيوني ” سجل , أنا عربي , ورقم بطاقتي خمسون ألف” ,,,
وكتب ايضا بتلك الفترة دواوين مثل ” اخر الليل ” ” العصافير تموت في الجليل ” ” حبيبتي تنهض من نومها ” ,,, وبذلك استمرت مضايقات الاحتلال له من اعتقالات و مطاردات الى حين سنة 1970 ,,, حين انتقل الى موسكو للدراسة وهناك اختلطت عليه الامور ,,, بين ما يروجه الاعلام الروسي عن ان موسكو هي فردوس الفقراء و بين واقع عايشه محمود درويش ,,, واقع مليء بالخوف والحرمان قلة ذات اليد,,, كل هذه الامور جعلت اعجاب وانبهار درويش بموسكو ينقلب الى رغبة بالرحيل منها ,,, فمباشرة سنة 1971 غير الاجواء وانتقل الى القاهرة ,,, واعتبر هذا الانتقال مفصليا بحياته حيث قرر هناك ان لا يعود الى فلسطين ,,, وقرر بدء رحلة كفاح من نوع النضال لاجل استعادة الوطن المسلوب ,,, وفي القاهرة التقى بشخصيات مرموقة من امثال نجيب محفوظ و يوسف ادريس و توفيق الحكيم عن طريق تعيينه بنادي كتاب الاهرام ,,, والتقى ايضا بعدد من ابرز الشعراء امثال امل دنقل و الابنودي و احمد حجازي و كثر غيرهم ,,, وفي ذات العام التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية,,,
وأسس مجلة الكرمل سنة 1981 لكن سرعان ما رحل عن لبنان سنة 1982 بعد ان هاجم الجيش الصهيوني لبنان بقيادة الملعون اريئيل شارون حيث حاصر بيروت لشهرين الى ان رحلت منظمة التحرير عن بيروت ,,, وهنا بدأ درويش بالتنقل بين المنافي ,,, متنقلا من سوريا الى قبرص الى القاهرة الى تونس انتهاء بباريس ,,, وبهذه الفترة تحديدا بعام 1984 اصيب درويش بنوبة قلبية حادة واجريت له عملية لعلاجه ,,, قال درويش عن العملية ” توقف قلبي لدقيقتين , صدموني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء , تذكرت طفولتي, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة ” ,,, وايضا بعد العملية تلك بثلاث سنوات بدأت الانتفاضة الاولى ,,, وكان لدرويش قصيدة مزلزلة هي ” عابرون في كلام عابر ” تلك القصيدة التي هزت اركان الكينيسيت وجعلت اسحق شامير يستشيط غضبا من كلمات تلك القصيدة ,,, وبهذه الفترة من حياته ايضا نثر درويش العديد من ابداعاته نذكر منها ” حصار لمدائح البحر ” رائعة واكثر ما عشق لدرويش ” مديح الظل العالي” ,,, نعود الى باريس ذلك المكان الذي نثر فيه درويش افضل ابداعاته واجود شعره ,,,حيث اتاحت له باريس فرصة التأمل و الابداع و تفرغ للقراءة و الكتابة ,,,فكتب فيها باقة من افضل ما كتب درويش ,,, منها دواوين ورد اقل و هي اغنية و احد عشر كوكبا وارى ما اريد ولماذا تركت الحصان وحيدا ,,, وكتب كذلك نص ذاكرة للنسيان هذا الكتاب الي كتبه ليستطيع ان ينسىى ذاكؤة بيروت العالقة فيه ,,, وكتب نص اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة حين انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مع انه كن يصر ان دوره كان رمزييا و كان يقول دائما ” انا لست رجل سياسة ” ,,, تلك التي استقال منها سنة 1993 احتجاج على اتفاقية اوسلو التي رآها مجحفة بحق الشعب الفلسطيني ,,,

600-400001300039147 

محمود سليم درويش ولد يوم 13 مارس من عام 1941 في قرية البروة القريبة من الساحل ,,, هو الابن الثاني لعائلة فلسطينية مكونة من 8 افراد

شرد كباقي الفلسطينيين سنة 1948 وهاجر مع عائلته الى لبنان بقرية اسمها رميش ثم الى قرية جزين و بعدها الى الناعمة ,,, بعدها تسللل مع اهله الى فلسطين سنة 1949 و بقي قريبا من الخليل بقرية اسمها دير الاسد ,,,
لم يلبث هناك كثيرا ليرحل بعدها الى قرية الجديدة شمال قريته الام البروة التي حولها الصهاينة الى قرية زراعية ” موشاف ” ,,,
واثناء دراسته الثانوية بدأ يكتب الشعر ,,, حيث لقي التشجيع من معلميه ,,,
وفي عام 1958 في الذكرى العاشرة للنكبة القى قصيدة بعنوان اخي العبري في المدرسة ,,, القصيدة كانت مقارنة بين حياة الاطفال العرب ومقارنتها بحياة نظرائهم اليهود ,,,
وعلى اثر هذه القصيدة استدعي محمود الى مكتب الحاكم العسكري الذي وبخه بشدة وهدده بفصل ابيه من العمل بالمحجر اذا استمر بكتابة هذه الاشعار ,,, وحينها ادرك ان اشعاره هذه مهمة للغاية وستكون ذات شأن كبير ,,, والا لماذا ينزعج منها حاكم عسكري وهي مجرد كتابات طفل !!!
واستمر درويش بكتابة الشعر واصدر ديوانه الاول سنة 1960 باسم ” عصافير بلا اجنحة ” ,,,
وبعد ان اكمل دراسته الثانوية سنة 1961 في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انضم للحزب الشيوعي الاسرائيلي ” راكاح ” ,,, وهو الحزب الذي كان يطرح قضايا العرب و يدافع عنهم كأقلية بالمجتمع الاسرائيلي ,,, تحت شعار ” مع الشعوب العربية ضد الاستعمار ” على امل ان يتم التعايش ,,, بحيث لم يكن لكلمة الشيوعية معنى ايديولوجي ديني بل كانت بمعنى وطني نضالي ,,,
وبدأ ينشر اشعاره ومقالاته في صحف الحزب مثل صحيفة الجديد والاتحاد ,,, وانتشر اسم درويش بالاوساط الفلسطينية كشاعر المقاومة الاول ,,,
للدرجة التي جعلت الصهاينة يخشون من قلم درويش كخوفهم من البندقية ,,, هذا القلم الذي يشحن النفوس ويهيج الشعوب ,,,
وبدأت الشرطة الصهيونية بمحاصرة اي قرية تقيم امسية لدرويش فيها ,,, وبعد سلسلة من المحاصرات و المطاردات وجد الصهاينة ان لا حل مع هذا المقاوم المناضل سوى بتحديد اقامته ,,,
وفعلا هذا ما كان حيث اجبر على الاقامة في حيه ,,, خاصة بعد ان حقق له ديوان اوراق الزيتون و ديوان عاشق من فلسطين شهرته كشاعر للمقاومة ,,, وأصبحت قصيدة ” بطاقة هوية ” التي يتحدث فيها الى صهيوني ” سجل , أنا عربي , ورقم بطاقتي خمسون ألف” ,,,

صرخة تحد جماعية, أردت إلى اعتقاله في مكان إقامته سنة 1967 عندما تحولت الى اغنية للاحتجاج ,,, حيث جاد برائعته ” احن الى خبز امي ” حيث عبرت هذه القصيدة عن اشتياق السجين الى امه ,,,

وكتب ايضا بتلك الفترة دواوين مثل ” اخر الليل ” ” العصافير تموت في الجليل ” ” حبيبتي تنهض من نومها ” ,,, وبذلك استمرت مضايقات الاحتلال له من اعتقالات و مطاردات الى حين سنة 1970 ,,, حين انتقل الى موسكو للدراسة وهناك اختلطت عليه الامور ,,,
بين ما يروجه الاعلام الروسي عن ان موسكو هي فردوس الفقراء و بين واقع عايشه محمود درويش ,,, واقع مليء بالخوف والحرمان  قلة ذات اليد,,, كل هذه الامور جعلت اعجاب وانبهار درويش بموسكو ينقلب الى رغبة بالرحيل منها ,,,
فمباشرة سنة 1971 غير الاجواء وانتقل الى القاهرة ,,, واعتبر هذا الانتقال مفصليا بحياته حيث قرر هناك ان لا يعود الى فلسطين ,,,
وقرر بدء رحلة كفاح من نوع النضال لاجل استعادة الوطن المسلوب ,,,
وفي القاهرة التقى بشخصيات مرموقة من امثال نجيب محفوظ و يوسف ادريس و توفيق الحكيم عن طريق تعيينه بنادي كتاب الاهرام ,,,
والتقى ايضا بعدد من ابرز الشعراء امثال امل دنقل و الابنودي و احمد حجازي و كثر غيرهم ,,, وفي ذات العام التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية,,,

بعدها سافر درويش الى لبنان  حيث شغل مناصب عدة هناك ,,, منها رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطين ثم مدير مركز ابحاث المنظمة ,,,

وبتلك الفترة كان قد كتب ايضا دواوين كثيرة منها ” احبك او لا احبك ” ” محاولة رقم 7 ” ” تلك صورتها و هذا انتحار العاشق ” ” اعراس ” ,,,

وحتى انه حسب احصاءات رسمية فان درويش كان قد بيع له مليون ديوان شعري بحلول 1977 الجدير بالذكر انه بنفس العام تزوج درويش للمرة الاولى وكانت زوجته هي الكاتبة رنا قباني ابنة شقيق الشاعر نزار قباني وانفصلا بعد 4 اعوام ,,,

وأسس مجلة الكرمل سنة 1981 لكن سرعان ما رحل عن لبنان سنة 1982 بعد ان هاجم الجيش الصهيوني لبنان بقيادة الملعون اريئيل شارون حيث حاصر بيروت لشهرين الى ان رحلت منظمة التحرير عن بيروت ,,, وهنا بدأ درويش بالتنقل بين المنافي ,,,
متنقلا من سوريا الى قبرص الى القاهرة الى تونس انتهاء بباريس ,,, وبهذه الفترة تحديدا بعام 1984 اصيب درويش بنوبة قلبية حادة واجريت له عملية لعلاجه ,,,
قال درويش عن العملية ” توقف قلبي لدقيقتين , صدموني صدمة كهربائية, ولكنني قبل ذلك رأيت نفسي اسبح فوق غيوم بيضاء , تذكرت طفولتي, استسلمت للموت وشعرت بالألم فقط عندما عدت إلى الحياة ” ,,, وايضا بعد العملية تلك بثلاث سنوات بدأت الانتفاضة الاولى ,,,
وكان لدرويش قصيدة مزلزلة هي ” عابرون في كلام عابر ”  تلك القصيدة التي هزت اركان الكينيسيت وجعلت اسحق شامير يستشيط غضبا من كلمات تلك القصيدة ,,,
وبهذه الفترة من حياته ايضا نثر درويش العديد من ابداعاته نذكر منها ” حصار لمدائح البحر ” رائعة واكثر ما عشق لدرويش ” مديح الظل العالي” ,,,
نعود الى باريس ذلك المكان الذي نثر فيه درويش افضل ابداعاته واجود شعره ,,,حيث اتاحت له باريس فرصة التأمل و الابداع و تفرغ للقراءة و الكتابة ,,,فكتب فيها باقة من افضل ما كتب درويش ,,, منها دواوين ورد اقل و هي اغنية و احد عشر كوكبا وارى ما اريد ولماذا تركت الحصان وحيدا ,,,
وكتب كذلك نص ذاكرة للنسيان هذا الكتاب الي كتبه ليستطيع ان ينسىى ذاكؤة بيروت العالقة فيه ,,, وكتب نص اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة حين انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مع انه كن يصر ان دوره كان رمزييا و كان يقول دائما ” انا لست رجل سياسة ” ,,,
تلك التي استقال منها سنة 1993 احتجاج على اتفاقية اوسلو التي رآها مجحفة بحق الشعب الفلسطيني ,,,

وفي عام 1996 بات بامكان درويش ان يعود الى ” جزء ” من الوطن ,,, هنا وقف درويش طويلا وشعر ان واجبه الاخلاقي والوطني ان لا يبقى في المنفى فانتقل الى رام الله ,,,
ورغم ذلك بقي يقول انه لا زال بالمنفى وظل يقول ” المنفى ليس حالة جيوغرافية , احمله معي اين ما كنت كما احمل وطني ” ,,, وهنا تنقل درويش بين رام الله و عمان ,,, حيث احب الاردن وقال دائما انها مكان رائع وهادئ وبه ناس طيبون ,,,

وفي عام 1998 داهمته نوبة قلبية ثانية نظرا لكونه عاشق لشرب القهوة وايضا لكونه مدخنا شرها جدا ,,, وفي هذه العملية الثانية قال درويش ” رأيت نفسي في سجن , وكان الأطباء رجال شرطة يعذبونني , أنا لا أخشى الموت ألان , اكتشفت أمرا أصعب من الموت: فكرة الخلود ، أن تكون خالدا هو العذاب الحقيقي , ليست لدي مطالب شخصية من الحياة لأنني أعيش على زمان مستعار , ليست لدي أحلام كبيرة . إنني مكرس لكتابة ما علي كتابته قبل أن اذهب إلى نهايتي ” ,,,

وبعدها اجبره الاطباء على الامتناع عن التدخين والتقليل من شرب القهوة ,,,
هذا الامر جعل درويش يرى الحياة من منظور آخر ” شهوتي للحياة اقل , أحاول التمتع بكل دقيقة , ولكن بطرق بسيطة جداً , التمتع بالطبيعة , مراقبة قطط الحارة , استمتع بشكل افضل , كنت أتحدث , غير أنني أصبحت حكيماً ” ,,,

وبهذه الفترة من حياته المتنقلة بين عمان ورام الله جاد درويش علينا بالعديد من اروع ما كتبه مثل ” سرير الغريبة ” ” حالة حصار ” ” كزهر اللوز او ابعد ” ” في حضرة الغياب ” ” اثر الفراشة ” ” انت منذ الان غيرك ” التي انتقد بها التقاتل الداخلي المشين ,,,

وفي عام 2008 داهمته ازمة قلبية ثالثة للاسف كانت ثابتة ,,, حيث ذهب الى نيويورك لاجراء عملية القلب المفتوح حيث دخل بعدها في غيبوبة لم يفق منها ابدا ,,, لتعلن وفاة اسطورة المقاومة عاشق فلسطين محمود درويش يوم 9/8/2008 ,,,
وعندها اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد لثلاثة ايام ,,,
ووري الشاعر الراحل الثرى يوم 13/8 بارض مركز محمود درويش الثقافي في رام الله و شارك بجنازته المهيبة الاف الفلطسينيين العاشقين لهذا الصرح الشامخ ,,,

رحمك الله يا محمود درويش ,,,

 IMG_4675resized

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .