في رسالة الصحافة   بقلم : د. نجيب صعب – ابو سنان

 

1

للصحافة قوة كبرى وتقريباً بلا حدود , لا يعرفها جيداً سوى من يتعامل بها,  فهي تُعد من حيث القوة في مضاهاة السلطات الفاعلة في ادارة شؤون البلاد – كالسلطه التشريعيه , السلطه القضائيه والسلطه التنفيذية وغيرها .

والصحافة عزيزي القارئ عزيزتي القارئه متنوعة وكثيرة الاتجاهات والاطر وخاصة بعد تطورها بموجب المستجدات العلمية والالكترونيه الحديثه .

فمنها المسموعة , والمسموعة المرئيه والمكتوبة وكذلك كل الا ُطر والاتجاهات في مجال الصحافة تعمل بدون شك في نطاق معين وبموجب مقومات معلومة ,  وينبغي ان تعمل في اصول معينه ومعروفه لها حدود في كثير من الاحيان .

ولهذه الرسالة ” الصحافه ” اهمية كبرى في معظم نواحي الحياة اليومية التي يعيشها الناس , من حيث اطلاع الجمهور والافراد في ظل النظام الديموقراطي الذي يحتم على ان من حق الجمهور معرفة مجريات الامور , هذا ما نراه ونلمسه في غالب الاحيان يومياً تقريباً , ان كان ذلك في الاذاعات عبر امواج الاثير , او على الشاشه الصغيرة او من على صفحات مختلف الصحف الصادرة يومياً اوسبوعياً .

وقد تطورت اليوم هذه الوسائل واصبحنا نرى ونسمع الحدث خلال فتره وجيزه  من الزمن على المواقع الاكترونيه ومواقع الصحف , الامر الذي يعطي المرء اياً كان الامكانيه لمعرفة ما يدور حوله وما يدور في المجتمع في كل منطقه ومنطقه , هذا الامر عزٌز من مكانة الصحافة اكثر واكثر , حيث اصبحت انجح واسرع في ايصال مجريات الاحداث والامور الى المواطن بطرق سريعة جداً وفي الوقت المناسب .

ومن حيث امانة رسالة الصحافة فقد حدثت تغيرات وامور كثيرة اََُُلت بالصحافة الى اتجاهات ليست كما يجب .

فالصحافة النظيفه هي تلك التي تعمل في الحقل بشكل امين ونزية بعيدة عن الغايات الشخصية والاعتبارات الضيقه او الانتفاع المادي فقط , او لخدمه شخصية او حزب او فئه معينه تاتمر بامره وهو الموجة والممول الاول والاخير .

هذه الامور اذا اتت في خط صحيفه معينه او موقع صحافي معين , مما لا ريب فيه فانه مخطيء الطريق ولا تصيب الهدف مطلقاً , امر كهذا وغيره ربما يجعل هذه القوة ضعيفه وهزيلة من حيث المضمون , وكذلك من حيث مكانتها في الحلبة الصحفيه والاعلاميه .

وفي هذا الصدد لا أود ان اتعمق في المقومات التي توجه الصحف هذه الايام لانها عديدة وكثيراً ما تكون غير موضوعيه , وهنا يترتب الافصاح عن بعض الامور الفاعله وهي ليست في مصلحة الرسالة السامية ” الصحافه ” .

فمعظمنا يرى ويقرأ هنا وهناك بعضأ من الاخبار والمقالات الحزبيه التي تخدم ناحية معينه وفقط ناحية معينه, وكأن ما يحدث في المجتمع لا يهمها ابدأ , فهي تقدس كلمة اشخاص معينين ربما هم اصحابها دون اعطاء القارىء العزيز الثقافة الحقيقيه الاكيده , الموضوعية والشاملة , بل تعمل جاهدة على ابراز نشاط معين فقط نزولأ عند اهداف وغايات خاصة , في نظري امر كهذا لا يعتبر عملأ صحفياً, وهنا يجب التفتيش عن اسم يلائم بعيداً عن هذه المهنه الشريفه .

ومن ناحية اخرى نرى بعض الصحف تؤله شخصية ما او اطار ما مقابل عائدات مالية خفيه او علنيه اما يومياً اوسبوعياً او شهرياً وربما طول الوقت ,

فهنا اين مصداقية هذه الصحيفه ؟ او مصداقية ما تسمى نفسها صحيفة ؟؟ .

 

وقد نرى محرراً معين في صحيفه تحترم نفسها , نراه يعمل ويعتاش منها على أمل انه امين على رسالته ويؤديها ويقوم بها خير قيام , واذا تعمقت قليلاً وبدون عناء في تصرفاته , نراه يخون

رسالته السامية , ويعمل حسب رأيه غير الموضوعي لتشويه الحقيقه او للنيل من هذا وذاك الذي لا يرقص على عوده او انه ليس من حزبه او من جماعته التي تظهر نفسها في كثير من الاحيان بعكس حقيقتها متجاهلا  انه لا يمكن تغطية نور الشمس بالعباءة ؛

والامثله على تحول رسالة الصحافة من مسارها الحقيقي والموضوعي كثيرة ولا حدود لها ,

وعليه هناك حاجة ماسة دون المس بأحد الى تقييم الامور من جديد واعطاء الرسالة السامية هذه حقها الكامل بعيداً عن النظرة المادية او التمويليه كي يتجلى الصدق في الاقوال والافعال وليس ان يبقى شعاراً واهياً .

عندها في نظري يمكن ان يكون غنياً بالحقيقه ولا يعبث بهوايات هذا او ذاك , او برأي موجٌه من قبل صحيفه معينة لغسل دماغه من جديد بامور أكل الدهر عليها وشرب , فحقيقة الامور واصولها الصحيحة يمكنها ان تحقق المزيد من الانجازات والنظريات الموضوعية للامور , الامر الذي قد يؤثر ايجابياً على مجرى الحياة , وكذلك على الافراد والأسر والاطر الفاعلة في المجتمع دون مراوغة ودون غش ودون خداع وتملق ودون تزييف للحقائق , عندها تكون رسالة الصحافة انجع , انجح افضل واصدق .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .