” غار وزعتر ” جديدة الشاعر القرعاوي عبد القادر عرباسي /  “والنرجس إذا بكى” جديد الشاعرة السورية نرجس عمران

كتب: شاكر فريد حسن

بعد مجموعتيه ” ذريني مع الربح ” و ” قمر يؤرقني ” صدر لشاعر الوادي، ابن كفر قرع عبد القادر عرباسي المعروف بأبي صخر ، المجموعة الشعرية الثالثة بعنوان ” غار وزعتر “. وتتنوع قصائدها من حيث الغرض، فنجد الوطني والسياسي والاجتماعي والانساني والوجداني العاطفي.

عبد القادر عرباسي شاعر عريق مسكون بالوطن وجراحه، وملتزم بقضايا الشعب والناس والجماهير الكادحة المسحوقة ومنحاز لهم. نشر بواكير قصائده في مجلة ” الغد ” المحتجبة، وفي صحيفة ” الاتحاد ” العريقة.

وفي قصائده نجد فيض الاحاسيس الوطنية وسمو المشاعر وعمقها، وصدق البوح. إنه يعبر عن خوالج النفس من خلال تجارب وأحاسيس جماعية .

وهو بارع في اقتناص الفكرة والصور الفنية، وشد القارىء وادهاشه.

اننا اذ نبارك للصديق أبو صخر عرباسي بصدور مجموعته ” غار وزعتر “، ونمتنى له المزيد من النجاح والتألق والعطاء الدائم.

 

“والنرجس إذا بكى” جديد الشاعرة السورية نرجس عمران

صدر عن مؤسسة الكاظمي الاعلامية العراقية، للشاعرة السورية المرموقة نرجس عمران، مجموعة شعرية اختارت لها اسم “النرجس إذا بكى”. وهي المجموعة الثالثة لها بعد ” أجراس النرجس ” و ” بصمات على أوراق النرجس “. وتحتوي على مجموعة من القصائد النثرية، فيها شجن وحزن وألم ووجع إنساني، ومراثي لزوجها وشريك حياتها الذي سقط شهيدًا.

وجاء في الاهداء:

لمن سكنوا ذاكرة السراب

واتبعوا الرحيل

في وجهته إلى حيث اللا عودة

حين أصبح الفقد فلسفة الأنفاس المتداولة

في صدر الكرامة

أقدار تناولت الوجود بسوط الموت

شرعت للفقدان

نوافذ الأب والزوج والأخ والقريب والحبيب…..

لتسبك الوطن لكن برائحة الطيب

لبلوغ مقاصدهم

تندى النرجس عبرات

ونثر العبير

لكن برائحة الأشجان

في الخلجات

نرجس عمران ابنة سورية التي تقطن في العاصمة دمشق، هي فراشة اختارت اللهب في قصائدها الجميلة ونصوصها الشفافة المعبرة ولغتها الجميلة جدًا. لم تختر الشعر، بل هو الذي اختارها فكتبته ولما زارها استضافته على الورق، أحاسيس نحس بها ومشاعرنا التي تنساب في فيض الروح- كما قالت ذات مرة.

وما يميز نرجس عمران هي البساطة الكامنة في نصوصها، ممزوجة بالرصانة الشعرية والانسيابية العذبة، واللسعة اللذيذة للكلمات والمفردات وهي تمضي نحو ألقها ومفاجآتها وادهاشها، فضلًا عن لغتها الصافية المتكئة على خيال ممزوج بالتجربة الحياتية التي تضفي رونقًا خفيًا يتبدى عند الغوص في عمق النص وقراءته.

ومن أجواء المجموعة اخترت هذه القصيدة بعنوان : ” إلى هاجري – احتاجك ” .. حيث تقول:

أحتاجك …والحنين مدرار

في شغاف الوقت

في صميم الأعمار

 

أحتاجك …

الأ يا ولّه أن انعكفْ

الجوارح

باتتْ أفواهَ شوق ٍ غدار

 

كيف لا تدغدغني أصابع اللهفة ؟؟

وقد ناغتْ

في خلجاتي خواصر الأفكار

 

إلى روحي تعدو أطيافك خفقة

واحدها ذكرى وتسعتها أذكار

 

ارحمني يا سُهاد

فما أنا الإ نديمٌ

وسيف الوحدة بتار

 

تراك أدمنت آهاتي سكرة ٌ

وباتت نشوة الأماني طور اختمار

 

لا تعبث بما بقي من أنفاس

الروح تنعي أخرها

وأخيرها يتبعه بإصرار

 

هبني من ظلامك مخدعا

أتوق غفوة ليس بعدها إبصار

 

هو الحنين شرذم اليقين

وبتنا مع الضياع كرا وفرار

 

لا فرحا يسلي وجع الأنين

فقدُ السند سقمٌ لا إنكار

 

هي الدموع تؤذن مل ءَ العين

بدء جولةٍ من وغى الأفكار

 

وشاح الغوى بات شحوب

النبض في الرحيل

لا إقبال بل إدبار

اخلقني وجوداً أبعاده لوحتك

ما كنت لولا فرشاة ٌ

لها كفكَ اختار

 

تراني مازلتُ على العهد الذي

رضعناه سويةً

وأشعل المأقي أنوار

 

تسابقنا فسبقنا زماناً وفياً

تركنا دمى بين أيدي الأقدار

واننا اذا نهنئ الصديقة الشاعرة نرجس عمران بصدور مجموعتها، نتمنى لها مستقبلًا شعريًا زاهرًا زاخرًا بالعطاء، مع خالص التحيات.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .