شوق اليركاويّ إلى الكبّة النّيّئة/محمد علي طه

1
التقيت في هذا العام بعدد كبير من تلاميذ المدارس الابتدائيّة والثّانويّة في النّاصرة وشفاعمرو وحيفا وعين ماهل وكفر برا والجديدة والمكر والشّيخ دنون وترشيحا وعرب العرامشة ويركا وقرى أخرى، ووجدت التّرحيب والاهتمام من مديري المدارس ومن المدرّسات ومن المدرّسين ومن التّلاميذ بهذه اللقاءات الأدبيّة الثّقافيّة كما لمست عودة “خير صديق”، وما أحلى الرّجوع اليه، وفرحت عندما حدّثوني عن روايات طه حسين والسّباعيّ ومحمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وحنّا مينة وفكتورهوجو وباولوكويلو وروايات عديدة لكتّاب عرب وأجانب، وعن كتب تراثيّة مثل: “ألف ليلة وليلة” و “كليلة ودمنة”. وشعرت براحة واعتزاز عندما ناقشوا بعض كتبي للأطفال مثل: الأميرة رشا، وجبة فطور، ماذا قالت الطّيور؟، أميرة الفصول، القطّ الذي يتكلّم لغتين، في حارة المهن، كما ناقشوا قصصي القصيرة التي درسوها مثل: النّخلة المائلة، وغطّت السّماء غمامة بيضاء، حارق التّراث، وردة لعينيّ حفيظة، وبعض مقالاتي القصيرة مثل: أنا أحمد، علّمتني الحياة.
أبدى التّلاميذ الاهتمام بالمكان وبالقرية الفلسطينيّة وأحيائها وأشجارها ونباتاتها وبأسماء السّهول والجبال والوديان والجداول التي عبرنتها السّلطات الإسرائيليّة في سعيها لطمس الوجود الفلسطينيّ كما أبدوا اهتماما بمواضيع الأرض والمخيّمات واللاجئين والقدس.
تفاعل التّلاميذ مع المحاضرات حينما حدّثتهم عن عشقي للّغة العربيّة الغنيّة بمفرداتها وبتراثها وبكلماتها المموسقة وبأساليب التّعبير والكتابة المختلفة. هذه اللغة هي صخرة وجودنا في هذا الوطن فما موقفنا وما ردّنا على محاولات إضعافها وتعرّضها للهجوم اليوميّ من اللغة العبريّة ومن المؤسّسة الحاكمة؟ وتساءلت معهم عن موقف السّلطات المحليّة العربيّة وعن المحامين العرب والمهندسين وبعض المؤسّسات العاملة في مدننا وقرانا التي تتراسل وتتواصل مع أهلنا باللغة العبريّة. لماذا اختار عدد من التّجار ورجال الأعمال والمهنيّين أن يكتبوا يافطات وآرمات على واجهات متاجرهم ومطاعمهم ومشاغلهم باللغة العبريّة على الرّغم من أنّ المكان – المدينة أو القريّة – عربيّ والزّبائن عرب، لماذا لا يكتبون اليافطة بكلمات عربيّة وبأحرف عربيّة بارزة ويكتبون تحتها بأحرف وكلمات عبريّة إذا ما كانوا معنيّين بالزّبون اليهوديّ الذي يزور بلدتهم ومصلحتهم؟
سألني أبنائي وأحفادي التّلاميذ عن عاداتي في الكتابة وكيف أكتب القصّة ومتى أكتبها كما سألوني عن أثر النّكبة والحياة السّياسيّة والاجتماعيّة على قصصي ونتاجي الأدبيّ كما قرأوا أمامي وأمام زملائهم نماذج من محاولاتهم الإبداعية شعرا ونثرا.
لا بدّ لي من أن أشير إلى لقاء متميّز في مدرسة “السّرّيسة” في بلدة يركا الجليليّة وهي بلدة جميلة أهلها من الشجرة المعروفيّة يمتازون بالكرم العربيّ الأصيل وبالدّماثة وبحبّ الحياة. كان هذا لقائي الأوّل مع تلاميذ مدرسة عربيّة درزيّة يحبّون اللغة العربيّة والمطالعة والعلم والحياة ويطرحون أسئلة غير تقليديّة عن الوطن وعن السّلام وعن العلاقة مع الآخر. خرجت من هناك متفائلا ومشتاقا للعودة إليهم كما يشتاق “اليركاويّ إلى الكبّة النّيّئة”.


التقيت في هذا العام بعدد كبير من تلاميذ المدارس الابتدائيّة والثّانويّة في النّاصرة وشفاعمرو وحيفا وعين ماهل وكفر برا والجديدة والمكر والشّيخ دنون وترشيحا وعرب العرامشة ويركا وقرى أخرى، ووجدت التّرحيب والاهتمام من مديري المدارس ومن المدرّسات ومن المدرّسين ومن التّلاميذ بهذه اللقاءات الأدبيّة الثّقافيّة كما لمست عودة “خير صديق”، وما أحلى الرّجوع اليه، وفرحت عندما حدّثوني عن روايات طه حسين والسّباعيّ ومحمد عبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وحنّا مينة وفكتورهوجو وباولوكويلو وروايات عديدة لكتّاب عرب وأجانب، وعن كتب تراثيّة مثل: “ألف ليلة وليلة” و “كليلة ودمنة”. وشعرت براحة واعتزاز عندما ناقشوا بعض كتبي للأطفال مثل: الأميرة رشا، وجبة فطور، ماذا قالت الطّيور؟، أميرة الفصول، القطّ الذي يتكلّم لغتين، في حارة المهن، كما ناقشوا قصصي القصيرة التي درسوها مثل: النّخلة المائلة، وغطّت السّماء غمامة بيضاء، حارق التّراث، وردة لعينيّ حفيظة، وبعض مقالاتي القصيرة مثل: أنا أحمد، علّمتني الحياة.
أبدى التّلاميذ الاهتمام بالمكان وبالقرية الفلسطينيّة وأحيائها وأشجارها ونباتاتها وبأسماء السّهول والجبال والوديان والجداول التي عبرنتها السّلطات الإسرائيليّة في سعيها لطمس الوجود الفلسطينيّ كما أبدوا اهتماما بمواضيع الأرض والمخيّمات واللاجئين والقدس.
تفاعل التّلاميذ مع المحاضرات حينما حدّثتهم عن عشقي للّغة العربيّة الغنيّة بمفرداتها وبتراثها وبكلماتها المموسقة وبأساليب التّعبير والكتابة المختلفة. هذه اللغة هي صخرة وجودنا في هذا الوطن فما موقفنا وما ردّنا على محاولات إضعافها وتعرّضها للهجوم اليوميّ من اللغة العبريّة ومن المؤسّسة الحاكمة؟ وتساءلت معهم عن موقف السّلطات المحليّة العربيّة وعن المحامين العرب والمهندسين وبعض المؤسّسات العاملة في مدننا وقرانا التي تتراسل وتتواصل مع أهلنا باللغة العبريّة. لماذا اختار عدد من التّجار ورجال الأعمال والمهنيّين أن يكتبوا يافطات وآرمات على واجهات متاجرهم ومطاعمهم ومشاغلهم باللغة العبريّة على الرّغم من أنّ المكان – المدينة أو القريّة – عربيّ والزّبائن عرب، لماذا لا يكتبون اليافطة بكلمات عربيّة وبأحرف عربيّة بارزة ويكتبون تحتها بأحرف وكلمات عبريّة إذا ما كانوا معنيّين بالزّبون اليهوديّ الذي يزور بلدتهم ومصلحتهم؟
سألني أبنائي وأحفادي التّلاميذ عن عاداتي في الكتابة وكيف أكتب القصّة ومتى أكتبها كما سألوني عن أثر النّكبة والحياة السّياسيّة والاجتماعيّة على قصصي ونتاجي الأدبيّ كما قرأوا أمامي وأمام زملائهم نماذج من محاولاتهم الإبداعية شعرا ونثرا.
لا بدّ لي من أن أشير إلى لقاء متميّز في مدرسة “السّرّيسة” في بلدة يركا الجليليّة وهي بلدة جميلة أهلها من الشجرة المعروفيّة يمتازون بالكرم العربيّ الأصيل وبالدّماثة وبحبّ الحياة. كان هذا لقائي الأوّل مع تلاميذ مدرسة عربيّة درزيّة يحبّون اللغة العربيّة والمطالعة والعلم والحياة ويطرحون أسئلة غير تقليديّة عن الوطن وعن السّلام وعن العلاقة مع الآخر. خرجت من هناك متفائلا ومشتاقا للعودة إليهم كما يشتاق “اليركاويّ إلى الكبّة النّيّئة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .