سَفرٌ أم رحيل.. فوز فرنسيس

مسّدُ شعرَها المُنسدل على كتفَيْها المُتعبتيْن
تسحبُ بعضَ شعيراتٍ عَلقَت على مِشجبِ الوقت
بسمةٌ خافتة تعلو محيّاها
تترقرقُ دمعةٌ على وجنتِها
تحملُ حقيبتيْنِ كانتا بالجوار تبدو كأنّها مُزمعةٌ على السَّفر
تنسلُّ خفيةً واللّيلُ بهيم..
لا أحدَ تحقّقَ من ملامحِها
بعضُ مُتسكّعي الطّريق مرّوا بالجوار واجتازوها..
باحث ومطّلع ممّن همّهما أمرَ التّحقيقِ والتبصّر في صغائرِ الأمور
لمَحاها تخطو مترنّحة من ثِقَلِ ما تحمل..
استوقفاها وشرعَا يستطلعان..
عن وُجهةِ الانطلاق والسّفر ، ولمَ الرّحيل وعن آمالِ وأحلامِ المستقبل..
وراحا يستذكرانِ معها ذكرياتِ الأمس
علَت سريعا قهقَهاتهم قضّت سكينةَ اللّيل
شرعَ واحد بالبحثِ عن لقاءاتٍ جمعتهم بها
استذكر صورًا وثّقتها عدساتُ العيونِ والهواتف
والعيونُ كأنّها تسبحُ في نهرٍ رقراق.. تستجدي البقاء
أيّ دمعٍ هذا الآن يسيلُ في المآقي؟
فرح وذكريات .. حزن وتأوهات.. أم دموعُ الوداع …
تسكنُ كلّ الحواسّ وتتجمّد..
حينَ تشدُّ العزيمةَ ثانيةً
لا تكترثُ لكلماتٍ أو عَبَرات
تُجيلُ النّظرَ إلى العيونِ الجاحِظةِ المُستفسِرة
نظرةً خاطفة توزّعها بصمتٍ
وبسمةَ لومٍ أو عتابٍ أو …
ما من أحد فهمَ مكنونتِها
وعلى الشّفاهِ ارتسمت وانطلقت كلماتٌ وتَمتَمات…
أذكروني..
تسلّحوا بالأمل..
وإذ ذاك…
……….
عانقَت سدائلَ العتمِ بصمتٍ
وأوغَلت في الغياب…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .