رسالة الى امي تحت التراب في عيد الام

الغالية حلّوة..

لا حاجة لأن لاطيل وانتِ في المثوى تحت الثرى، لكن دعيني اتفاخر بانك امي، وبانكِ صارعتِ شظف العيش وارتوت الارض بندى عرق جبينك، واذكر زنودك  وذراعيكِ وهي تحتضن غمار القمح ولا ترحمها الاشواك المرافقة وقت الحصاد، وما الى ذلك من شقاء وتعب تحديته بصبر والجلادة حامدة شاكرة تقية راضية بما كتب لكِ في هذه الحياة، نعم لم تشكِ يومًا، بل تميزتِ بتضحياتك وصبركِ وسخاء يدكِ، ورغم قصر ذات اليد في تلك الايام، لكنك لن تبخلي بـِ “ثمنية” حليب من عنزاتنا لجار، او اكام فقوسة  من ارضنا لصديق، او سلّة بطاطا او ضمة فجل من حاكورة السقي لقريب او ضيف، او كوزين رمان لعابر سبيل بجانبها…  ما كنتِ تحبي تفوتي لعند اولادك او أي كان وايدك فاضي، او عند الأحفاد بتلك الهدايا المتواضعة بمختلف المناسبات، ولا شك ان رفات والدي، فيما بعد وهو في مثواه الاخير، كانت تتململ فرحًا وغبطة، فمن في قريتنا لا يعرف مهنا المعطاء الكريم النفس واليد والاخلاق والصديق والاخ للكبير والصغير وللجميع ..

نذكرك ويذكرك الاحفاد يا  اماه، فنحن ما زلنا نعيش محبتكِ وعطفكِ وحنانكِ الذي يفوق كل تصوّر.

ايتها الغالية تحت الثرى، قلبي مدفون معكِ فدعيه يقبل يدك وقدمكِ فلا اجد سواها اليكِ، في عيد الام، بديلا.

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .