جولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة بقلم : د. نجيب صعب – ابو سنان

 

  1

  في مجال الحق والباطل تتسع دائرة التوضيح , وكذلك دائرة التنويع وبدون شك دائرة الاقناع في هذين الأمرين اللذين تتحدث عنهما جميع الأديان بدون استثناء , حيث انّ كل ديانة لا تبخل  بالشرح والنهي عن الباطل وعواقبه وتشيد بالحق وفاعليه عكس ما هو الحال في الباطل وفاعليه.

   فعلى سبيل المثال  كلمة ابطل اتى بالباطل يعني كذب فهو مُبطل , وتبطّل القوم بينهم اي تداولوا بالباطل . والبُطل هو الكذب بعينه , والباطل وجمعها اباطيل معناها ضد الحق وتساوي الشيطان  هذا مسند الى المصادر الأكيدة,  والحق جمعها حقوق , ضد الباطل , والحاقه الى القيامة لأنها تحق كل مجادل ومخاصم في دين الله بالباطل فتحقه اي تغلبه .

   ومهما طالت جولة الباطل الذي هو : الاحتيال , التجني, الكذب ’ السرقة , التزوير, الاغتياب , النميمة , خيانة الأمانة والمخادعة, انتهاز واستغلال الموقع للمصلحة الخاصة , واخراج الضمير الى اجازة بدون حدود كل هذا “باطل” والخيانة ليس فقط خيانة الأمانة فهي اكبر باطل في البيت , الاسرة والمجتمع.

   والحق يتجلى في الاستقامة والايمان الصادق , والتعامل الامين والصادق , العمل بموجب توجيهات ضمير حي في كل اطر ومجالات الحياة المختلفة بدءاً من البيت .العائلة , الاسرة , الناحية , القرية ومن ثم المجتمع

بكامله .

   واذا نظرنا الى محيطنا القريب ومن خلاله الى المحيط الابعد وما بعده , بدون ادنى شك نفقه وبسرعة

ومن خلال فراستنا خاصة في الظروف الآنية , نعم نرى ونلاحظ وبدون عناء معظم الظواهر التي نعيشها تستند على الغالب على تصرفات عكس الحق وتميل الى الباطل ظناً من فاعليها والمبادرين اليها بأن الجمهور لا يدري , او انّ هذا الجمهور او ذاك مغفّل … او انّ هذه الفعلة او غيرها والتي تعد وتعتبر انها تنتمي الى جيش الباطل  , ستُخَلّد وستبقى غامضة وخفيّة , وربما فاعلوها لا يحسبون حساباً للحق الذي هو الاساس الصحيح , والمبدأ الانساني الشريف , والنهج الذي تهدي اليه جميع الديانات وتدعو اليه العرف الاجتماعية ايضاً في كل امة أياً كانت هذه الامة .

   وقد يظن البعض الباطل فيما ذكر انفاً انه دائم , وألاّ يمكن لاحد التصدي له  في كل المرافق الحياتية , اقولها صراحة مدوية  وبأعلى صوت : ليدرك الأفراد والناس والمجتمع برمته انّ جولة الباطل ساعة , وهذا لا يعني ساعة صاحبة ال 60 دقيقة , المقصود مدة زمنية محدودة ليس اكثر ,  وانما جولة الحق , الى قيام الساعة , فالحق يعلو ولا يُعلا عليه مطلقاً ولا بد الا ان ينتصر على الباطل ويحد من تواجده حتى ولو اخذ ذلك وقتاً طويلاً.

   وعليه ارجو ان اسدي بقدر الامكان نصيحة وفقط لمن ضميره حي ولديه امكانية حساب النفس انه من الافضل ان نقاوم جميعاً الباطل بكل صورة وليس فقط بما ذكر في هذه العجالة وانما في جميع دروب الحياة , لأنّ  في ذلك بدون شك نقاء للتعامل , نقاء للأسرة , نقاء للجماعة ومن كل الأطياف والملل ومن ثم نقاء  للضمير الذي ينعكس  حتماً ايجابياً على المجتمع من كل الجوانب الحياتية والانسانية فطوبى لمن ناصر الحق ووقف الى جانبه وتمشى بموجبه في نهج حياته وبئس لكل من فعل ويفعل غير ذلك .

 

   

   

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .