جميل السلحوت: بدون مؤاخذة-البغاء السياسي العربي ـ العلني

 

اعلان ترامب ونتنياهو ومحمد بن زايد عن تطبيع العلاقات وتبادل السفارات بين دولة الإمارات العربية وإسرائيل ليس مفاجئا لمن يتابع تطوّر أحداث الشّرق الأوسط، ومدى انحدار بعض الأنظمة العربية في مستنقع خيانة أوطانها وشعوبها وأمّتها. فنتنياهو أعلن أكثر من مرّة عن علاقات بين اسرائيل وأنظمة عربيّة منذ سنوات، وأنّه قد ملّ من استمراريتها في الخفاء وعدم الإعلان عنها.

ويأتي إعلان العلاقات بين الإمارات وإسرائيل ضمن الحملة الإنتخابية لترامب في السّباق على الرّئاسة الأمريكيّة التي ستجري انتخاباتها في 3 نوفمبر القادم. كما تأتي دعما لنتنياهو الذي يعيش في ضائقة بسبب ملفات الفساد التي تنتظره في المحاكم، وبسبب مظاهرات المحتجين على سياساته في مواجهة جائحة كورونا.

وواضح أن  محمد بن زايد وفي محاولة منه لضمان استلامه لرئاسة الإمارات العربيّة، فإنّه غارق في مستنقع المشروع الأمريكي “الشّرق الأوسط الجديد” الذي يسعى لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعي، ومساندته لقوى الإرهاب في حربها الظّلاميّة على سوريا لتدميرها وقتل وتشريد شعبها لم تعد سرّا، تماما مثلما هو دوره في حرب الوكالة على المستضعفين في اليمن، وفي غيرها من دول المنطقة العربيّة.

ورضوخا من بن زايد لشروط ترامب ونتنياهو فقد خرج من البغاء السّياسيّ السّرّيّ إلى البغاء العلنيّ، وهو بقراره المشين لا يتبرّأ من مبادرة “السّلام العربيّة” فقط، بل يتعدّاها للمتاجرة بفلسطين الوطن والشّعب، ويحاول أن يغطي خطيئته “بوقف قضيّة ضمّ الضّفة الغربية حسب “صفقة نتنياهو التي أملاها على ترامب” وسمّياها “صفقة القرن”، وهذا الوقف مؤقّت مع أنّه مستمرّ ومتواصل يوميّا بشكل جزئيّ، فالمستوطنون يعربدون يوميّا في الضّفّة الغربيّة وجوهرتها القدس.

وواضح أنّ البغاء السّياسيّ العلنيّ هذه المرّة لن يتوقّف على دولة الإمارات، فقبل انتخابات الرّئاسة الأمريكيّة ستتبع الإمارات كلّ من البحرين ودول خليجيّة أخرى والسّودان، كدعاية انتخابيّة لترامب. ولن يتوقّف التّصفيق لسياسة بن زايد العلنيّة في العلاقة مع اسرائيل على الرّئيس المصريّ السيسي ونظام البحرين، بل ستتعدّاه إلى آخرين من “كنوز اسرائيل وأمريكا” في المنطقة العربيّة، فمنذ صفقة ترامب ونتنياهو وفي محاولة من أنظمة تتكلّم العربيّة والضّغوط متواصلة على السّلطة الفلسطينيّة للقبول بهذه الصّفقة، وهذه الأنظمة قطعت مساعداتها الماليّة للسّلطة باستثناء الجزائر. كما تنشط أنظمة عربيّة بالتنسيق الأمني والعسكري مع اسرائيل.

وبن زايد في سياسته الجديدة المعلنة بثبت رسميّا اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأنّ الضّفّة الغربيّة جزء من اسرائيل ستضمّه اسرائيل على مراحل.

كما يمثّل اعترافا من دولة الإمارات بسيادة اسرائيل على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وسيصلي فيها بعض العربان بإمامة بن زايد في الأقصى بالعبريّة الفصحى.

14-8-2020

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .