الشّجرة الخالدة.. اياد الحاج ـ كفر ياسيف

كان زرعُهُ في التّراب

كاقتلاعِ شجرة توتٍ

عُمريَّة

من قلبي

والتّوتُ هَوايَ

والتّرابُ ملعبي

***

كانت أثوابُنا القصيرةُ

تضحكُ

وضحكاتُها

كَـ “توتةِ” دارِ جدّي

عالية

لا يُنزلُنا عن فروعِها

بقطوفِها الدّانية

إلّا عكّازُهُ

تَهُشُّ على طيشِهِ

وشقاوتي

***

تنامُ طفولتُنا على راحتيها

مأخوذةً بالحُلمِ تحتَ أجفانِها

تدورُ الأرضَ إلّا حفرةً

وتصحو على وقعِ أقدامِي

في جُمعةٍ حزينة

حاملًا كبدي

وأحلامي

***

هذا الحصى، أيُّها الأحبّة

لحمي

وهذا التّرابُ، على رِسلِكم

دمي …

وصارَ فضاؤُها الصّامتُ

يملأ أضلعي

ومَدمَعي

ومَسمَعي

***

وفي صباحٍ يشبهُ العيد

حفرتُ ترابَ طفولتي

غارسًا شتلةَ التّوت

في قلبي

راويًا جذورَها من دمي

ولم تتوقّفِ الأجراس

في صدري

إلى أحدٍ

لا ينتهي

إياد الحاج

28

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .