الدروز في إسرائيل عام 2022: نسبة الولادة في انخفاض مستمر (1.94) ونسبة الطلاب الجامعيين في تصاعد ملحوظ

 

د. سلمان خير  

 

يستدل من المعلومات التي نشرتها دائرة الاحصائيات المركزية عشية رأس السنة الميلادية 2022 ان عدد سكان إسرائيل بلغ قرابة 9.656 مليون نسمة, منهم 7.106 مليون يهودي (73.6٪ من مجموع السكان) ، 2.037 مليون عربي (21.1٪) و 513 ألف آخرين (5.3٪.

 

ومن بين المعلومات المتعلقة بالطائفة المعروفية في البلاد فقد تبين ان نسبة الولادة ما زالت في تراجع مستمر وقد وصلت الى  1.94 في العام المنصرم ( مقارنة الى 7.9 عام 1960  و 4.1 في عام 1990 و 3.1 أولاد في عام 2000 و 2.2 عام 2019 , ومقارنة مع نسبة المعدل العام في البلاد التي تصل الى 3.2 لدى السكان اليهود) وان نسبة الطلاب الجامعيين قد تعززت وتضاعفت بشكل ملحوظ وبالأخص لدى الفتيات.

 

خلال عام 2020 ، وُلد 2239 مولودًا جديدًا لنساء درزيّات في إسرائيل، أي ما يعادل 1.3٪ من مجموع المواليد الجدد في إسرائيل في نفس العام, وانخفض معدل الخصوبة الكلي للمرأة الدرزية بشكل طفيف حيث بلغ في العام المنصرم الى 1.94 طفل في المتوسط ​​، مقابل 02.02 في العام السابق.

 

في عام 2021 ، كان هناك حوالي 38,000 أسرة في إسرائيل يرأسها درزي ، أي حوالي 1.4٪ من جميع الأسر في إسرائيل ، على غرار العام السابق.

 

بلغ عدد السكان الدروز في إسرائيل حتى أواخر عام  2022 ما يقارب 149,000 نسمة , أي ما يعادل %1.6 من اجمال سكان الدولة, و %7.6 من اجمال السكان العرب في البلاد.

عند قيام الدولة كان عدد السكان الدروز ما يقارب 14,500 نسمة ( دون قرى هضبة الجولان ) أي بنسبة %1.2 من اجمال عدد السكان آنذاك . 

 

نسبة الاستحقاق للبجروت لدى الدروز أعلى منها من باقي الأقليات في الدولة, واحيانا اعلى من المستوى العام, ونسبة عدد الطلاب الجامعيين الدروز ازداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة, وتضاعف 3.2 مرة في اخر 17 سنة, وهذا انعكس فيما انعكس, على تزايد  عدد أعضاء هيئة التدريس الدروز في الجامعات والكليات على مر السنين ، وعلى سبيل المثال في العام الدراسي 2019-2020 بلغ 144 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس ، وفي العام الدراسي 20/21 بلغ 156 عضوًا , وفي العام الدراسي الراهن بلغ 175 عضوًا , أي بازدياد ما يقارب %12 .

 

بلغ عدد الطلاب الجامعيين الدروز في السنة الجامعية الأخيرة 21/20 حوالي 5,780 طالب ( يدرسون في البلاد, غير الجامعة المفتوحة ) , منهم %79.8 للقب الأول , %18.3 للقب الثاني , %1.1 للقب الثالث و %0.8 يدرسون لشهادة جامعية .

من الملفت للنظر ان النساء اللواتي يدرسن للقب الأول بلغن نسبة %65.9 , و %67.4 للقب الثاني .

38.6٪ من الدروز استمروا في الحصول على القب الأول خلال 8 سنوات من التخرج من المدرسة الثانوية ، مقارنة بـ 34.0٪ من جميع خريجي المدارس الثانوية في التعليم العربي.

 

يقطن الدروز في 19 بلدة في الجليل الكرمل والجولان , 8 منهم غير مختلطة , واكبر بلدة فيهم هي دالية الكرمل اذ يبلغ عدد سكانها ما يقارب  17,653 نسمة (17,149 دروز ), يليها يركا 17,171 نسمة , ومن ثم : المغار 22,957 نسمة (من جميع الطوائف, منهم 13,205 دروز), بيت جن 12,011 نسمة , مجدل شمس 11,180 نسمة , عسفيا 12,503 نسمة ( من جميع الطوائف, منهم 9,625 دروز), كسرى سميع 8,825 نسمة ( 8,411 دروز ) , بقعاثا 6,619 نسمة , يانوح جث 6,699 نسمة , جولس 6,483 نسمة , حرفيش 6,419 نسمة , شفاعمرو 5,835 نسمة ( من اصل: 73,171 نسمة), البقيعة 4,600 نسمة ( من اصل 5,900 نسمة ) , أبو سنان 4,275 نسمة ( من اصل: 14,107 نسمة) , ساجور 4,285 نسمة , مسعدة 3,718 نسمة , رامة 2,445 نسمة ( من اصل 7,736 نسمة ) , عين قنية 2,100 نسمة , وعين الأسد 850 نسمة.

 

بينما هو المعدل العام في الدولة يتراوح نحو نسبة %37 من السكان اليهود الذين يتقاضون رواتب كاجيرين من أماكن عملهم تقترب من مبلغ الأجر الأدنى, الا اننا نرى هذه النسبة تتزايد بدرجات مختلفة في القرى الدرزية, وتتراوح بين %44 ( في دالية الكرمل وكسرى) وبين %63.7 ( في بقعاثا ومجدل شمس). 

 

هنالك علامتين فارقتين وبارزتين يجب التوقف عندهما حول المعطيات اعلاه, احداهما قلة الانجاب لدى النساء المتزوجات المعروفيات وهذا جيد وممتاز من حيث الكيف وليس الكم , وسيء من حيث عدم التزايد الطبيعي المقبول , وثانيهما التسريع في جعل الأكثرية متقدمة في السن , أي ان ذلك مع مر الزمن سيجعل الأكثرية الساحقة من المعروفيين من ” صفوف الكهلة ” وليس الشباب .

 

والشيء الاخر الملفت للنظر هو تزايد ملحوظ في عدد الصبايا والنساء الجامعيات اللواتي وصلن الى أماكن ودرجات مرموقة, وكانت نسبتهن ما يقارب %66 من الجامعيين الدروز, وهذا جيد كثيرا من حيث تثقيف الام الحاضنة التي بدورها  تعكس ذلك على أبنائها ومجتمعها, سيما وان في العادة : ان علمت امرأة, علمت الاسرة بكاملها ومن ثم جيلا برمته, بيد هذا التفاوت في العلم بين المرأة والرجل من شأنه ان يضع بعض العوائق وان يخلط الأوراق بين الوظائف الزوجية التقليدية المعهودة لدى بعض الأزواج من باب العادات والتقاليد, مما قد يفكك الروابط الاسرية ويبعث بها الى ادراج الرياح.

 

بعد قراءة مستفيضة لهذه المعطيات, والاطلاع الكثيف على اوضاعنا الخاصة والعامة , أرى انه من الضروري ان أتوجه الى الجميع على حد سواء بالعمل الكلي والتام على تفعيل وتغليب لغة العقل الذي هو سيد الاحكام, وعلى تعزيز وترميم جسور الثقة المتهاوية لدى البعض بغية اعادت الحرارة الى خطوط التواصل فيما بينهم, سيما وان التعاضد والتكاتف والتلاقي والتوافق والتجاسر هم اسياد المواقف لدى أصحاب المبادئ والثبات.  

 كما اطلب من الجميع, وعلى وجه الخصوص من فئة الشباب, بعدم الضرب بعرض الحائط بتلك المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد الهامة والاساسية التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا تحت ذرائع واهية تصب في صلبها بالتحضر ومواكبة العصر كما يدعي البعض , ومن ثم اطلب من الجميع بالابتعاد الكلي والشامل عن كل الدخائل والسلوكيات الغريبة التي من شأنها ان تمزق اللحمة الواحدة بين أبناء الجسد الواحد, أو ان تسيء الى مفاهيمنا ونهجنا واسلوبنا وتعاملنا الراقي والمطلوب مع البعض ومع الاخرين, وما الى ذلك. وهنا انتهز هذه الفرصة لاذكر جميع الإباء على حد سواء, أن ابنائكم يخطوا خطاكم فأجعلوها خطى استقامة وخير وعلياء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .