الجنوب في المركز: عرض نتائج البحث خلال مؤتمر “كو إمباكت” في رهط

 

 

نشرت مبادرة “كو إمباكت” لتعزيز ودمج المجتمع العربي في سوق العمل، نتائج بحثها الأخير حول تشغيل المجتمع العربي البدوي في النقب، والذي صدر بالتعاون مع صندوق “أدموند دي روتشيلد”. وعرض البحث خلال مؤتمر خاص عُقد في مدينة رهط تحت عنوان “الجنوب في المركز”.

 

هرتسوغ: قصص النجاح أصبحت واقعًا بفضل الشراكات المتينة

وافتتح المؤتمر بتحيّة من رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ وزوجته ميخال هرتسوغ المؤتمر، من خلال فيديو مصوّر. وأشار هرتسوغ إلى دور “كو إمباكت” في سدّ الفجوات والتعامل مع التحدّيات الكثيرة مثل التمييز والإقصاء. ولفت إلى أهمية الشراكة مشيرًا إلى مئات قصص النجاح المسجلة على اسم “كو إمباكت” والتي “أصبحت واقعًا رغم التحدّيات، نتيجة الشراكات المتينة التي تبنيها المبادرة مع مؤسسات الدولة، القطاع الخاص، المجتمع المدني والمجتمع العربي”.

وأضافت زوجة الرئيس: “مبادرة كو إمباكت تعمل في واقع ليس سهلًا، وتنجح بخلق بيئة عمل متساوية، منصفة وعادلة”. وتابعت: “أهم ما نصبو إليه هو المساواة في الفرص، لأنه فقط من خلال ذلك سننجح بخلق شراكة حقيقية ومجتمع مشترك”.

 

أبو صهيبان: الإعلام العبري يكترث فقط للجوانب السلبيّة

الكلمة التالية كانت لرئيس بلدية رهط فايز أبو صهيبان الذي رحب بالحضور باسم البلد المضيف، وخصص بالذكر رؤساء السلطات المحليّة المشاركين بالمؤتمر، وتطرّق للتحديّات التي تعاني منها السلطات المحليّة في النقب وأشار إلى أن “رهط كمثال، أحدى أكبر المدن في البلاد، ما زالت في أسفل التدريج وفق السلم الاجتماعي-الاقتصادي”. وتابع: “أنظروا حولكم ستجدون هنا في المؤتمر، الإعلام العربي فقط، لأن الإعلام باللغة العبرية لا يكترثون بنا عادة، ويبرزون المشاكل والجوانب السلبيّة، لذلك مؤخرًا نسمع عن رهط في العناوين الإخباريّة عند التطرّق لقضايا العنف والجريمة، أمّا القضايا الأخرى والتي من شأنها أن تساهم بالحد من العنف، كقضايا التربية والتعليم والتشغيل، فلا تجد آذان مصغيّة في الإعلام”. وشدّد أبو صهيبان على أهمية التعاون وبناء الشراكات التي تزيد من إمكانيات التأثير والنجاح.

 

زيف، الرئيس المشارك في “كو إمباكت”: للشركات دور وعليهم مسؤوليّة

كذلك الرئيس المشارك لـ”كو إمباكت” تسفي زيف، تطرّق لأهمية بناء الشراكات من أجل توسيع رقعة التأثير وضمان استمراره. كما أشار إلى دور ومسؤوليّة الشركات في القطاع الخاص، وأشاد بدور الشركات التي قامت بخطوات فعليّة من أجل دمج موظفين من المجتمع العربي. وقال: “نموذج العمل الذي طورته مبادرتنا يثبت نجاحه يومًا بعد يوم، لقد بدأنا عملنا قبل سنوات مع عدد صغير من المشغلين، ونعمل اليوم من عشرات الشركات الكبيرة في البلاد”.

مواسي: أكاديميون لكن معطلون عن العمل

أما مدير قسم المجتمع العربي في صندوق “أدموند دي روتشيلد”، أحمد مواسي، فقد تطرّق لقضيّة أصحاب الألقاب الأكاديمية المعطلين عن العمل، وأشار للتحديّات الكثيرة التي يواجهها الشبان والشابات في النقب بعد إنهاء تعليمهم الجامعي. كما قال إن “الشراكة مع كو إمباكت تهدف لسدّ الفجوات، وتعزيز التشغيل خاصة لدى فئات الأكاديميين”.

 

غولان: أنا هنا لأنني شريك

وفي كلمته، قال عضو الكنيست يائير غولان، نائب وزيرة الاقتصاد والصناعة: “لست هنا كضيف أو مشارك، أنا هنا كشريك. تطوير النقب ودعم سكانه هو مشروعنا المشترك، ومصلحتنا مشتركة”.

وتطرّق غولان لـ4 قضايا يجب وضعها في رأس سلم الأوليّات في النقب بنظره، من أجل تطوير مجال التشغيل، وهي “الجريمة والعنف، القرى غير المعترف بها وقضيّة الأراضي والبنى التحتية، التربية والتعليم، تعزيز مكانة السلطات المحليّة”.

واختتم غولان: “لا يهمني من الذنب، يهمني أن نبني معًا مستقبلًا أفضل. ولذلك يجب ترجمة البحث لخطط عمل تطبّق على أرض الواقع”.

 

د. نسرين حاج يحيى تعرض نتائج البحث: التحديّات جسيمة ولا يمكن عزلها عن الواقع السياسي

“كيف لشابة من قرية مسلوبة الاعتراف أن تندمج في سوق العمل، وقريتها محرومة من البنى التحتية والانترنت والمواصلات العامة؟!”

وافتتحت د. نسرين حدّاد – حاج يحيى، من شركة “ناس” للأبحاث والاستشارة، عرضها لنتائج البحث بالتطرق لدور ومسؤولية المؤسسات الحكوميّة تجاه المجتمع العربي البدوي في النقب. وأشارت إلى أن البحث الذي قامت به بمبادرة من “كو إمباكت” لم يبدأ من الصفر، بل اعتمد أولًا على معطيّات وأبحاث سابقة، ومعلومات من مؤسسات المجتمع المدني.

وقالت حاج يحيى: “المجتمع العربي البدوي في النقب يضم حوالي 300 ألف نسمة، يشكلون نحو 15% من المواطنين العرب في البلاد، وثلثهم يعيشون في قرى مسلوبة الاعتراف، ونحو 70% من أهالي النقب تحت خط الفقر”.

وتابعت: “هذه المعطيات مهمة، لأنها تشكّل أساس بحثنا حول التحدّيات التي تواجه أهالي النقب في سوق العمل”.

وأضافت: “لا يمكننا أن نتحدّث عن التشغيل وسوق العمل بمعزل عن الواقع السياسي القائم، فكيف يمكن لشابة من قرية غير معترف بها أن تندمج في عالم العمل اليوم، والذي يعتمد كثيرًا على العمل من البيت، بينما قريتها مسلوبة الحقوق، تعاني من النقص في البنى التحتيّة الأساسيّة كالماء والكهرباء والانترنت من جهة، وانعدام المواصلات العامة من جهة أخرى”.

وأشارت إلى أن “73% من النساء العاملات في النقب تعملن في مجالات التربية والتعليم والصحة والرفاه” وأنه “بالرغم من ارتفاع عدد الأكاديميات، وهذا أمر إيجابي ويدعو للتفاؤل، ولكن المعطيات تشير إلى أن مجال التخصص الأوّل الذي تختاره النساء هو التربية والتعليم، الأمر الذي يمكن أن يخلق أكاديميات معطلات عن العمل، في أعقاب ارتفاع العرض على الطلب”.

واختتمت مؤكّدة على دور المؤسسات الرسميّة في تذليل العقبات أمام المجتمع العربي البدوي في النقب، وفتح الأبواب لمجالات العمل المختلفة.

سامر فار من “كو إمباكت”: وظيفتنا أن نبني الجسر

وبعد عرض نتائج البحث وتوصياته قام سامر فار نائب المديرة العامة في “كو- إمباكت” بعرض برنامج العمل وفق نموذج كوليكتيف-إمباكت، الذي يدعو لتضافر القوى وبناء شراكات تعمّق التأثير. وقال: “بعد سنوات من التجربة والعمل في الحقل والتعلم، نبني هذا البرنامج للعمل في النقب، ونحن مدركون لحجم التحديّات، ومؤمنون بالقدرة على التغيير”. وتابع: “وظيفتنا بناء جسر بين كافة الأطراف في هذه المعادلة”.

 

ثم عُقدت ندوة حواريّة تحت عنوان “الطريق إلى التعامل مع تحديّات سوق العمل في المجتمع العربي البدوي في الجنوب” شارك فيها د. بيني تسارفاتي – من وزارة الرفاه الاجتماعي، د. صفاء أبو ربيعة – مديرة مشاريع المجتمع العربي في صندوق “ياد هنديف”، محمود العمور – مدير الشركة الاقتصادية في رهط، سليمان العمور – مدير عام مشارك في “أجيك”، موسى القريني – مدير “ريان”، د. غالية أبو كف مديرة قسم التطوير الاقتصادي- الاجتماعي في جمعية “ينابيع”، وراحلي بوهدنا من شركة ICL  العالميّة.

حيث أكد المتحدثون على أن تقليص الفجوات هو سيرورة عمل تحتاج لتكاتف عدّة أطراف، وأن التحدّيات كثيرة ولكن العمل على تخطيها سيؤثر إيجابًا على جميع مناحي الحياة في النقب.

 

المديرة العامة لمبادرة “كو إمباكت”: سنبدأ العمل في الحقل صبيحة يوم غد

واختتمت المؤتمر المديرة العامة لـ”كو إمباكت” نوا جهشان- بطشون، التي لخصت أعمال المؤتمر وأجابت على أسئلة الحضور ومداخلاتهم. وأكّدت جهشان – بطشون أن العمل والتأثير على الواقع في النقب هو تأثير على كل المجتمع العربي، يشمل المجتمع البدوي في الجنوب. كما أشادت بعمل المؤسسات الأكاديميّة والمنظمات الأهليّة الفاعلة في الحقل. وشكرت جهشان – بطشون شركاء “كو إمباكت” وطاقم العمل وأكّدت أن هذا التعاون وهذه الجهود ستترجم منذ يوم الغد لخطة عمل.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .