الانتخابات في المجلس الديني الدرزي: المسرحية مستمرة   بقلم: كايد سلامة ـ حرفيش

 

20160708-056102068217632

عقد يوم السبت الموافق 18/2 اجتماعا شكليا للمشايخ الاجلاء أعضاء المجلس الديني الأعلى في إسرائيل في مقام سيدنا الخضر عليه السلام في قرية كفرياسيف، لإعادة انتخاب فضيلة الشيخ موفق طريف رئيسا له، الشيخ موفق كان المرشح الوحيد للمنصب، بعد اجراء الانتخابات وفرز الأصوات البالغ عددها 75 صوتا تبين انه لم يكن هناك أي ممتنع او أي معارض، فاز الشيخ بكامل أصوات المجلس!!!. بعد أكثر من 26 عاما من توليه المنصب الجميع راض عن عمله كرئيس نتيجة خارج حدود المنطق حتى في الأنظمة الرجعية هناك نسبه ربما شكلية قليلة لتبين للعامة ان هناك من معارضين هناك من هو مستاء هناك من يجرأ ويقول لا!!! الكلام في هذا السياق اشبه كمن يسير على حبل في علو، قول الحقيقة واجب وفرض ديني حتى لو كان الثمن الصلب على محراب كلماتها، يبق أفضل من السكوت والتغاضي عنها او اخفائها ومحاوله تجميلها، هذه الانتخابات لا يمكن وصفها الا بمسرحيه يعاد تمثيلها بين الحين والأخر بعيده كل البعد عن مبدأ التوحيد، هي استيلاء غير شرعي على الطائفة المهمشة أصلا والمسيرة في قراراتها.

هل فعلا الجميع راض عن عمله وهو يحظى بهذه المحبة؟؟، انبيائنا ورسلنا الكرام لم يحظوا بهذه الثقة !!! ام انها الطريقة التي تتم  بموجبها الانتخابات وطريقه تعين الأعضاء المرسومة مسبقا لتكون النتيجة مضمونه وساحقه وتضمن البقاء الابدي وتحفظ الفوز ايضا لأي  رئيس ووريث. في المجتمعات المتقدمة وعلى وجه الخصوص الدينية منها التعاطي بهذه الأمور يتم بشفافية في تعاملها مع رعيتها في كل الأمور التنظيمية والمالية وتشغيل المناصب المركزية والشاغرة، اما عندنا فهناك تعتيم على جميع هذه الأمور ومن يجرؤ ويطالب بتغيير وتطوير الوضع مصيره القذف والتشهير كأن أي مقاومة او معارضة للمجلس الديني تجعل من منتقديه غير محسوبين على طائفه الموحدين.

ما حدث يوم السبت يحتم على الغيورين من أبناء طائفتنا وخصوصا المشايخ الاحرار ان ينتفضوا ضد هذه الطريقة والمطالبة بتغيرها لتتلاءم مع العصر، مع كل الاحترام للأعضاء المشايخ الاجلاء لا يمكنهم انتخاب رئيس للمجلس الديني ما داموا هم نفسهم غير منتخبون من قبل ابناء الطائفة، من المفروض ان يتم انتخاب أعضاء المجلس الديني الأعلى على يد المواطنين الدروز الذين يحق لهم الانتخاب والفائزين هم المخولين بانتخاب رئيس للمجلس الديني. حشركم لمشايخنا الاجلاء اعيان الطائفة ومباركتهم نتيجة الانتخابات ما هي الا علامة لتبرير الخطأ.

لو حصلت انتخابات ديمقراطية حقيقيه لا يراودني أدني شك بأن الشيخ موفق سيفوز بها، لكن هذا الإصرار على هذه الطريقة التي لا تفسح المجال لاحد بالمنافسة وإظهار القوة الحقيقية لكل منافس او تيار هدفها اخماد الصوت الآخر.

أعضاء المجلس الديني عددهم 75 عضوا طريقه تركيبتهم كل سايس خلوه عضوا للمجلس (طبعا مدى الحياة) لا يهم ما هو سنه او إذا كان يستطيع القيام بالمهام التي من المفروض ان تكون ملقاه على عاتقه او لا ومن بعد عمر طويل سيكون ابنه في غالب الأحيان خليفه له او أحد اقربائه!!   وأيضا كل رئيس مجلس قرية درزية يحق له ان يعين عدد من المشايخ نسبه لعدد سكان القرية ومن الطبيعي ان يعين من كتلته وعائلته، ربما يكون التعين بعيدا عن الموضوعية والمواصفات المطلوبة، ويبقى المجلس ناقص 14 عضوا هؤلاء يا أبناء معروف يتم تعينهم من قبل وزير الداخلية!!!!. طائفه تحترم نفسها هل تقبل بهذا التدخل السافر في لب شؤونها الدينية ؟؟ووفق ايه معايير يتم تعينهم !! للأسف لا من معايير اطلاقا في السابق عين وزراء الداخلية رجال دين ينتمون هم او أحد اقربائهم الى حزبه وأيضا التعين لا يكون وفق مؤهلات او المزايا التي يجب ان تتوفر في العضو. ان الاستمرار في هذه الطريقة واتباع هذه اللعبة الانتخابية هو استخفاف في عقول الرعية.

علينا كأبناء للطائفة الدرزية العمل لتحرير المجلس الديني من عقليه العصر الجاهلي ومن الايادي التي تتحكم به من وراء الكواليس، ما دمنا نستمد من مشايخنا واهلنا في لبنان والبياضة الشريفة المرجعية الدينية لماذا لا نستنسخ ما قاموا به، مجلس مذهبي لرعاية شؤون الطائفة فيه تمثيل لجميع شرائح المجتمع الدرزي ومنتخب من قبل من يحق له الانتخاب من المواطنين الدروز، هذا المجلس قام ببناء مؤسسه العرفان التوحيدية التي تضم مدارس توحيديه وجمعيات داعمه ومراكز طبيه وعده مستشفيات متقدمة وحسب التخطيطات سيقوم ببناء جامعه…. اين نحن من هذا؟؟

المطلوب هو حل المجلس وصياغة قانون انتخاب جديد يحفظ للجميع حق الترشيح والانتخاب.

(حرفيش ـ 2017/02/20)

تنويه: موقع الوديان سينشر أي رد او تعليق او مقالات اخرى  بحالة وصولها  الينا، وبحيث تراعي اصول النشر.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .