الاتّحاد القطريّ ومجلس دبّورية المحلّيّ  يكرمّون د. مروان مصالحة على إنتاجه الثّقافيّ الغزير

 

جاءنا من النّاطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، الشّاعر علي هيبي: في أمسية ساجية الأجواء تغمرها أنداء الثّقافة وأصداؤها وتكتنف حضورها رغبة توّاقة للمعرفة، وأمام جمهور لافت ونوعيّ من أعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء وأصدقائه، وكوكبة من مثقّفي دبّورية والقرى المجاورة، من شعراء وكتّاب ومربّين ومهتمّين، وبحضور رئيس المجلس المحلّيّ السّيّد زهير يوسف ومدير المركز الجماهيريّ السّيّد أكرم مصالحة ورئيس الاتّحاد القطريّ د. بطرس دلّة ونائبه د. أسامة مصاروة والأمين العامّ د. محمّد هيبي ونائبه الكاتبة أسمهان خلايلة ورئيس لجنة المراقبة الكاتب عبد الخالق أسدي،  في هذه الأجواء احتضنت قاعة المركز الجماهيريّ يوم السّبت الفائت، الموافق لِ 16/9/2023  أمسية ثقافيّة وأدبيّة رائعة كان فارسها ونجمها السّاطع الكاتب والباحث الاجتماعيّ والشّاعر د. مروان مصالحة، عضو إدارة الاتّحاد القطريّ، ابن دبّورية الرّابضة على سفوح جبل الطّابور الشّامخ، وكان محورها إبداعه الثّقافيّ الغزير والمتنوّع في مجالات المعرفة والعلم والأدب.

وقد توّلت عرافة الأمسية الكاتبة أسمهان خلايلة فاستهلّت بالتّرحيب والشّكر لكلّ من أسهم في نجاح هذه الأمسية، وبشكل خاصّ المحتفى به د. مصالحة الّذي كان سبب اللّقاء الجميل. ومن ثمّ تطرّقت إلى عرض سريع لأهمّ النّقاط في مسيرة الكاتب الإبداعيّة وإلى إنجازات الاتّحاد القطريّ في السّاحة الأدبيّة المحلّيّة.

وقد قدّم رئيس مجلس دبّورية المحلّيّ كلمة رحّب بها بالحضور من القرية وخارجها وشكر للاتّحاد القطريّ دوره الدّؤوب في رفع مكانة الأدباء ونشر الحركة الثّقافيّة وترسيخها، وثمّن إبداعات د. مصالحة في خدمة مجتمعنا وأجيالنا، ومن ثمّ أعرب عن استعداده للتّعاون في كلّ المجالات الثّقافيّة ومع كافّة الأطر. أمّا مدير المركز الجماهيريّ فقد أثنى على د. مصالحة كونه جمعنا مع كوكبة مرموقة وأسماء معروفة من الأدباء والمثقّفين، وأعرب بدوره عن استعداد المركز للتّعاون مع الاتّحاد في المستقبل بنشاطات وفعاليّات مفيدة وممتعة.

وقد ألقى الأستاذ والكاتب نظمات خمايسي كلمة شاعريّة رقيقة نيابة عن الاتّحاد القطريّ تطرّق فيها لدور الأدباء الّذين جعلهم الله سياجًا يحمي اللّغة والمجتمع من الضّياع، وقد عبّر فيها عن تقديره للأستاذ مروان الّذي نما في بيت مهتمّ بالعلم والثّقافة، حيّاه على إنتاجه الكبير والكثير والّذي يتناول ويمسّ كلّ جوانب الحياة، وتحدّث كذلك عن الاتّحاد ونشاطاته وإنجازاته، هذا الاتّحاد الّذي بدأ بأقلّ من 50 عضوًا والآن يزيد عن 170 عضوًا.

وقي باب المداخلات النّقديّة لبعض إنتاج د. مصالحة كانت هناك ثلاث مداخلات، استهلّها عضو الاتّحاد القطريّ د. صالح عبّود وبلغة راقية المستوى في تعابيرها العميقة وانتقاء ألفاظها الدّالّة ذات الأثر الجميل على المتلقّي، بدأ عبّود حول كتاب “أهمّيّة الدّعابة في الحياة” للمحتفى به، تطرّق في غمار مداخلته إلى معاني الدّعابة منذ القدم وفي التّراث العربيّ والأجنبيّ، وقد ذكر أنّ الكتاب جاء على عشرة فصول تناولت مضامين الدّعابة وأساليبها ومنافعها ومضارّها ووظائفها وارتباطها بالذّكاء، وقد قدّم الكتاب نماذج من الدّعابات والنّكات من مجتمعات مختلفة.

أمّا المداخلة الثّانية فكانت داخلة رصينة الدّلالات من صديق المحتفى به المربّي أسعد شبلي عضو الاتّحاد القطريّ حول كتاب “التّفكّك الأسريّ وجنوح الأحداث” وهو كتاب يبحث قضيّة اجتماعيّة حارقة، خاصّة بعد ما صرنا نشهد الكثير من حوادث الطّلاق، على حدّ تعبير الأستاذ شبلي، وقد أشاد بتناول د. مصالحة لهذه القضايا الّتي تمسّ صميم المجتمع وأخلاقيّاته وسلوكيّاته واختلال موازينه وقيمه ممّا يهدّد الفتيان بالجنوح الخطر للحياة الّتي قد تقوده إلى العنف والجريمة بغياب الحنان والرّعاية في مناخ أسريّ سويّ.

وكانت مداخلة د. عبد النّاصر جبّارين، عضو الاتّحاد مسك ختام المداخلات وبلغة عربيّة فصيحة وبليغة تترك أثرًا ومتعة في نفوس سامعيها، ناهيك عن الفائدة العلميّة، فقد تناول كتابين مختلفيّن في الأسلوب والمضمون والموقف محاولًا الرّبط بينهما رغم الاختلاف والفروق. الأوّل بعنوان “تطوير لغة الحوار عند الصّغار” وهو بحث اجتماعيّ يتحلّى بكلّ مواصفات الدّراسة الّتي تتناول الموضوع من كافّة جوانبه وتمتح من المعرفة السّابقة في المصادر والمراجع، وقد أشاد د. جبّارين بعمل المؤلّف الّذي أحاط بموضوع لغة الحوار وأهمّيتها على نمو الأطفال وأوضح أهمّيّة الحوار للقائل والمتلقّي مشيرًا إلى كافّة أشكاله ومدى تأثيره من النّواحي النّفسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والسّلوكيّة، الحوار هو اللّغة واللّغة هي المجتمع، هذا هو المحور الرّئيس للدّراسة. أمّا الكتاب الثّاني فهو رواية بعنوان “عروس في زنزانة”، وقد تجلّت بالكاتب د. مصاروة ناحية أخرى من قدراته الإبداعيّة فبأسلوب سرديّ روى قصّة البطلة “صابرين” الّتي عاشت ظروفًا صعبة في سجون المجتمع الّذي حرمها من كلّ شيء، حتّى من الحوار، ولكنّها تحدّت ولم تستسلم وانتصرت على كلّ العوائق الّتي اعترضت سبيل تحقيق وجودها وأحلامها.

وكانت كلمة المحتفى به مسك ختام الكلام، فقام د. مروان مصاروة بالشّكر للجميع من الحضور والهيئات الرّسميّة، وتحدّث باختصار عن تجاربه في الكتابة، ومن الجدير بالذّكر أنّ له أكثر من ثلاثين مؤلّفًا، منها عشر قصص للأطفال والقصص والقصائد إلى جانب كمّ هائل من الأبحاث الاجتماعيّة والأخلاقيّة والسّلوكية ومدى تأثيرها على حياة المجتمعات الإنسانيّة.

وقد أقفلت الأمسية بكلمة من الأمين العامّ حيّا بها دبّوريّة جمهورًا ومجلسًا ومركزًا، وأشاد بإنجازات د. مصاروة في مجال التّأليف الثّقافيّ. وانتهى اللّقاء بتقديم الدّروع الرّمزيّة للكاتب من جهات مختلفة وأصدقاء. ويشار إلى أنّ موقع “العين السّاهرة” من مجد الكروم بحضور صاحبه السّيّد حسام إدريس قد غطّى وقائه الأمسية.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .