الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين يكثّف من فاعليّته بندوات ولقاءات في مدينة أريحا

جاءنا من النّاطق الرّسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، الشّاعر علي هيبي: ضمن برنامجه للنّشاط الميدانيّ الثّقافيّ، وعلى أرض أريحا الفلسطينيّة، يوم السّبت الفائت والموافق لِ 26/11/2022 أنهى حوالي خمسين أديبًا من أعضاء الاتّحاد القطريّ وأصدقائه رحلتهم إلى مدينة أريحا الفلسطينيّة منجزين بها ومن خلالها عددًا كبيرًا من اللّقاءات والأمسيات الشّعريّة والنّدوات الثّقافيّة، على مدى ثلاثة أيّام، زيادة على برنامج سياحيّ كان هدفه التّعرّف على معالم أقدم المدن في التّاريخ، من أجل التّعرّف على معالم الوطن وتأكيد الرّسوخ على ترابه وصيانة معالمنا التّاريخيّة والوطنيّة أمام الهجمات الإسرائيليّة المبرمجة لاقتلاعنا، وهذا ممّا يصون استمرار بقائنا وتطوّرنا في وطننا الّذي لا وطن لنا سواه.

وقد بدأت الرّحلة منذ يوم الخميس الموافق لِ 24/11/2022، بتجميع الأدباء والأصدقاء من كافّة قرى الجليل والمثلّث ومدنهما، وقد شارك عدد من الأعضاء من منطقة القدس، وكانت “مدينة الأمل الرّياضيّة الشّبابيّة” في أريحا قد استقبلت الوفد الكبير على مدى ليلتيْن، ومنذ ساعات صباح يوم الجمعة بدأ الجولة السّياحيّة في معالم أريحا، وقد بدأت بزيارة “المغطس” وهو جزء من نهر الأردنّ، حيث تطهّر السّيّد المسيح به وصار مزارًا مقدّسًا للمعموديّة والطّهارة، يؤمّه السّيّاح من كافّة أنحاء العالم.

أمّا المعلم التّالي فكان “قصر هشام بن عبد الملك” وهو معلم مبنيّ منذ الحكم الأمويّ، ويشهد على عروبة المكان، كذلك يشهد على رقيّ الحضارة الإسلاميّة والعربيّة، في هندسة بنائه وإتقان صنعته. في أريحا من خلال معالمها التّاريخيّة نشهد التّآخي الإسلاميّ والمسيحيّ كمكونيْن للحضارة الإنسانيّة وعروبة الحضارة. وفي جولة إلى “دير حجلة” شاهد الوفد فيها إبداع الفنّ المعماريّ وجلال القداسة في مبنى الكنيسة القديم. ومن ثمّ قام الوفد بزيارة شجرة “الجميزة” التّاريخيّة القديمة الّتي يقال أنّ السّيّد المسيح استراح تحتها أثناء رحلاته الكثيرة في أنحاء بلادنا. ويشار أنّ مجموعة من الأعضاء والأصدقاء قد زاروا “دير القرنطل” على سفوح جبال أريحا العليا المطلّة على “وادي القلط”. ويشار أيضًا إلى أنّ الأديب الفلسطينيّ المعروف أسعد الأسعد كان قد رافق الوفد في هذه الجولة السّياحيّة. وقد أتحفنا بعض الأدباء أثناء الرّحلة بمعلومات تاريخيّة قيّمة عن مدينة أريحا وجذورها التّاريخيّة ومعالمها، شارك فيها د. بطرس دلّة، أ. د. خالد سنداوي والكاتب الأستاذ عبد الخالق أسدي.

في رحاب “مدينة الأمل الرّياضيّة الشّبابيّة” وقاعاتها الفسيحة وخضيراتها وفي اللّيلة الأولى بعد استراحة مسائيّة في مكان المبيت أقام الاتّحاد أمسية أدبيّة للقراءات الشّعريّة والأدبيّة، استهلّها د. مروان مصالحة بمحاضرة قصيرة عن لغة الجسد في القرآن، وقد شارك فيها بالإلقاء والقراءة عدد كبير من الأدباء والشّعراء من أعضاء الوفد وأصدقائه المبدعين: علي تيتي، أسامة مصاروة، سيما صيرفي، سامية، حسين حمّود، أسمهان خلايلة، خالد خليل، دوريس خوري، عايدة مغربي، عمر نعامنة، زينة الفاهوم، شادية حامد، هدى عثمان وحليمة الدّوّاس. وقد تخلّل السّهرة بعد الأمسية فقرات فنيّة: موسيقيّة وغنائيّة شارك فيها جميع المشاركين، وبرزت الشّاعرة شادية حامد بصوتها الجميل وأغانيها الكلثوميّة، بمصاحبة عود الفنّان الشّاعر يوسف أبو خيط.

ليلة السّبت أقام الاتّحاد القطريّ وبالتّعاون مع الشّاعر أسعد الأسعد ومجموعة من الأدباء والشّعراء والمهتمّين من الضّفّة الغربيّة ندوة ثقافيّة شملت العديد من جوانب المعرفة والثّقافة الوطنيّة الهادفة وانتهت بأمسية شعريّة أخرى امتدّت لساعتيّن، ويشار إلى أنّه قبل الأمسية بساعة شاركت فرقة “سفراء السّعادة” للدّبكة الوطنيّة والرّقص الشّعبيّ، بقيادة لقاء علّا، فقدّمت على بساط العشب الأخضر مجموعة من الدّبكات والرّقصات لاقت إعجابًا كبيرًا وحرّكت أعضاء الوفد للمشاركة أيضًا، ويذكر أنّ الفرقة أتت من مخيّم “عين السّلطان” القريب من أريحا.

ومن على منبر النّدوة استهلّ البروفيسور خالد سنداوي عضو إدارة الاتّحاد النّدوة بكلمة شاعريّة رقيقة، شكر فيها أعضاء الاتّحاد المشاركين وأصدقائه، وكذلك شكر المشاركين المهتمّين من الشّعراء والمثقّفين من أريحا ومن مدن الضّفة الغربيّة، وعلى رأسهم السّيّد حسن صالح الرّئيس السّابق لبلديّة أريحا، والشّاعر أسعد الأسعد، ومن ثمّ تطرّق إلى معالم أريحا ومميّزاتها وحضورها الوطنيّ.

وكانت الكلمة الأولى للسّيّد حسن صالح فعبّر بها من اعتزازه بزيارة الوفد واختيار أريحا بالذّات، وتطرّق إلى تاريخ المدينة ومحاولات الاحتلال نهب ثرواتها وخيراتها من زراعة وماء وموارد أخرى، وتحدّث كذلك من الوحدة الوطنيّة المطلوبة من أجل انجاز المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ ولحماية الوطن وثرواته الوطنيّة المهدّدة بالنَهب على يد الاحتلال الإسرائيليّ. وقد تحدّث صالح عن أريحا موئل اللّاجئين الّذي مكنّهم من البقاء، وأبرزها مخيّم “عقبة جبر” و “عين السّلطان” و “النويعمة”. وكذلك تحدّث صالح عن عظمة الشّعب الفلسطينيّ الجبّار الّذي بنى الخليج تعليميًّا وثقافيًّا ونموًا اقتصاديًّا.

وفي كلمة الاتّحاد القطريّ عبّر د. بطرس دلّة رئيس الاتّحاد عن اعتزازه بهذه الرّحلة وعن تعدّد فعاليّاتها وشكر الّذين عملوا على إنجاحها، وتطرّق كذلك إلى الاتّحاد وتأسيسه، وبرامجه ونشاطاته الميدانيّة وعن رغبته بالتّعاون مع كلّ جهة في الوطن الفلسطينيّ والعربيّ، وقد أشار في كلمته إلى ضرورة تعميق التّعاون الثّقافيّ مع الشّقّ الفلسطينيّ في الضّفّة الغربيّة. وكذلك فعل الأمين العامّ للاتّحاد د. محمّد هيبي بعد شكره هو الآخر لكلّ المشاركين في هذه النّدوة وفي كافّة الأنشطة في الرّحلة، ومن ثمّ تطرّق إلى موضوع وحدة الحركة الأدبيّة المطروحة على بساط البحث، وقد تمّت عدّة لقاءات مع أدباء من الاتّحاد الكتّاب في رام الله، للتّباحث حول هذا الموضوع الهامّ، ومن هنا شكر هيبي هذه المساعي والعاملين عليها في خدمة هذا الهدف النّبيل.

ومن بعدُ كانت الكلمة لعدد من المشاركين، كان أوّلهم الشّاعر أسعد الأسعد، أشاد فيها بدور الأخوة في الدّاخل الفلسطينيّ كأصل للوجود والبقاء من خلال صمودهم وكفاحهم من أجلنا جميعًا، وبنفس الرّوح تحدّث السّيّد خليل عودة مدير التّوجيه السّياسيّ في جامعة “الاستقلال”، وقد ألقت السّيّدة لبنى المحتسب من الخليل تحيّة للأمسية، وهي عضو هيئة القانون والنّظام الّتي يديرها د. سمير الأحمد، وقد شارك الوفد بعدد كبير من فقرات الرّحلة.

وفي الأمسية الشّعريّة توالى على منبر الإلقاء الشّعراء من مدن الضّفة الغربيّة: من جنين الشّاعر عبد العزيز بشارات وقصيدة وطنيّة عن نساء القدس، الشّاعر د. صبحي الحمدانيّ وقصيدة عن اللّغة العربيّة، الشّاعر د. أنور الزّبن قدّم قصيدة حول الأخلاق العامّة والسّلوك. ومن أعضاء الاتّحاد القطريّ ألقى الشّعراء تباعًا: الشّاعر علي تيتي وزجليّة فلسطينيّة، الشّاعرة شادية حامد وقصيدة في القدس، الشّاعر هلال إسطيلي وقصيدتيْن قصيرتيْن تحت المطر وزمن أصبح، والشّاعرة سامية شاهين وقصيدة ذاتيّة ووطنيّة، الشّاعرة عايدة مغربي ومجموعة قصائد للوطن، الشّاعر د. أسامة مصاروة وقصيدة لنا وطفلها، والشّاعر علي هيبي وقصيدة حكيم النّرويج.

وفي صباح السّبت غادر الوفد نحو جولة حرّة في المدينة وبعدها قفل راجعًا إلى منطقتيِ المثلّث والجليل، وقد تحوّلت سفرة الإياب إلى اجتماع تقييميّ وتلخيصيّ، قدّمت فيه الملاحظات والانتقادات الموضوعيّة، لخّصها د. هيبي من أجل تلافيها في النّشاطات المقبلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .