اضواء على عيد زيارة مقام النبي الخضر عليه السلام في كفر ياسيف بقلم : د .نجيب صعب – ابو سنان

 

1

كنت  قد استحدثت عام 1990 نهجاً جديداً في حينه بعد  تسنمي منصب رئيس مجلس العمال لقرى ابو سنان كفرياسيف جديدة المكر بسنتين ,  وهذا النهج  اطلق عليه ” لقاء الأعياد ” والذي استمر نحو 10 سنوات على التوالي , وقد شمل هذا اللقاء تمامما يحمله اسمه   ” لقاء الأعياد ” الذي كان يقام في الفترة الزمنية التي تتوسط تقريباً اعياد الأضحى المبارك , الفصح المجيد , الفطر السعيد , عيد العمال العالمي وعيد استقلال

الدولة, وبالطبع الغاية المنشودة منه , هي العيش المشترك , التآخي , التآلف , الاحترام المتبادل وتقريب القلوب لغرس المحبة والسلام في نفوس الناس على اختلاف شرائحهم ومللهم في هذه المنطقة خاصة والعالم أجمع.

   وقد لفت انتباهي وشدني الى تلك الأيام اللقاء الأخوي الذي دعا اليه السيد عوني توما رئيس مجلس كفرياسيف المحلي في منزله العامر وذلك كعادته من كل عام بمناسبة عيد زيارة مقام النبي الخضر عليه السلام في كفرياسيف يوم 25/01/16 .

    وبهذه المناسبة يقوم رئيس المجلس منذ توليه رئاسة مجلس كفرياسيف عام 1998 وقائم بأعمال الرئيس السيد فهد خطيب و طاقم الادارة والعاملون بعمل انساني يستحق التقدير والاحترام , وينم بكل لغة انسانية عن اهداف سامية نابعة من الأصالة وحسن الجوار والوفاء والرغبة الصادقة في الجيرة الحسنة والعيش المشترك باحترام وبكرامة للجميع حيث يقوم مشكوراً في كل عام بدعوة الكثيرين من القادة من الطائفة الدرزية ولفيف من وجهاء الطوائف الأخرى الى منزله لاستضافتهم بهذه المناسبة العطرة .

   والجميع بدون ريب يشارك فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ورئيس المجلس الديني الأعلى في كلمته التي ألقاها في منزل السيد عوني  الشكر العميق والثناء على السيد ابي مراد رئيس المجلس المحلي في كفرياسيف وجميع افراد العائلة الكريمة وعموم اهالي كفرياسيف على هذا العطاء وما يحويه في طياته من معان انسانية , الأمر الذي سيوصل السفينة الى المحبة والتفاهم بين المواطنين جميعاً , آملاً ان يحل السلام والوئام في ربوع شرقنا العزيز خاصة والعالم اجمع ويوضع حد للاقتتال وسفك الدماء هباءً , كما أعرب عن قلقه على الاخوان في سوريا ومن جميع الطوائف مهنئاً ابناء معروف بهذه المناسبة السعيدة هناك وداعياً لوقف سفك الدماء لكي تعود سوريا كما كانت بلد المحبة والتسامح لجميع سكانها .

   ومما لا ريب فيه انّ ما تفوّه به راعي الطائفة الأرثوذكسية الأب ايهاب مخول من كلمات نابعة من القلب وبدون شك تصب في جميع القلوب الرانية  والمتطلعة  الى التفاهم والمحبة والاخاء وانه يستحق التقدير والاحترام  لمثل هذه النوايا الصريحة والصادقة .

   وعليه في مثل هذه الحالات والمناسبات في مقام سيدنا الخضر في كفرياسيف ولقاء المشايخ الأجلاء والآباء المحترمين  والأئمة من مسلمين ودروز والقضاة الزمنيين والشرعيين, وجمهور رؤساء المجالس وممثلي الهيئات الرسمية والشعبية ومن مختلف الطوائف ومن الاخوة اليهود , بهذا المشهد الرائع كأننا في لقاء الأعياد فيه يلتقي ابناء الطوائف في الخامس والعشرين من كانون ثاني من كل عام فزيارة مقبولة للجميع وأعادها الله بالخير والسعادة والسلام على الجميع,  وتقديراً لهذه المبادرة والروح المليئة بالعطاء قدّم الشيخ نهاد مشلب رئيس مجلس ابو سنان المحلي درعاً للسيد توما باسمه وباسم رؤساء المجالس المحلية الدرزية وبمشاركة فضيلة الشيخ طريف عبّر فيه عن تقديره لما يفعل رئيس المجلس في مثل هذا اليوم من كل عام  متمنياً له دوام التقدم والنجاح وتحقيق المزيد .

   وأخيراً ارجو ان اتوسل في هذا اليوم المبارك الى العلي القدير بأن يكون هذا اللقاء في بيت السيد عوني توما عبارة عن رسالة سلام وتآخي لجميع ابناء الطوائف للعيش بمحبة ولمقاومة جميع مظاهر العنف والعنصرية القاتلة ليعيش الجميع حياة ملؤها الأمل والعمل المشترك لما فيه الصالح العام وأن يلهم المولى عز وجل جميع الفرقاء محلياً اقليمياً وعالمياً للعمل معاً وبنوايا صادقة لوضع حد للاقتتال والارهاب ومظاهر العنف بصوره لأنّ مثل هذه الأمور لا يمكنها الا ان تعود بالمضرة القاتلة على المجتمع لا سمح الله وعليه يترتب تدارك الأمور ومعالجتها قبل فوات الأوان , حيث واجب كل انسان ولا يهم من اية طائفة وخاصةً القيادات الدينية وممثلي المجتمع برمته أن يعملوا معاً وبشكل متواصل على نشر التوعية وتكثيف اللقاءات الأخوية بمختلف الأطر , الأمر الذي يمكنه المساهمة مساهمة فعّالة من أجل مستقبل افضل تسوده بشكل أعمق المودّة والمحبة والعيش المحترم.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .