إصدار ديوان جديد “آمال تائهة” لعمر رزوق الشامي ـ أبو سنان

صدر اليوم 11/08/2023 عن دار الحديث للطباعة والإعلام والنشر بإدارة الأديب فهيم أبو ركن، وقد قدّمت للدوان الدكتورة والروائية رولا خالد غانم – طول كرم – فلسطين، فقالت:

“في الشعر يسكن عالم منبثق من عالم ويتجول عالم والعالم الذي ينبثق من الشعر هو هذا الوجود الذي يُشغل بمزيج من الوجدان والتأمّل والفكر ويتجلى كل شيء باللغة، أمّا العالم الذي يتجول بين هذه الوجودات المركبة من طبقات يعلو بعضها فوق بعض، فهو ذاك الوتر الممتد من الأزل إلى الأبد”..

“وفي كل مرة تقول هذه العوالم كلماتها داخل مياه الشعر ينتبه العاشق هذا أو العاشق ذاك، فينصت إلى وجوده فيرتاب مرة ويطمئن مرة ويستمتع مرة ويشتاق مرة ويتألّم مرة، ويتحين الحنين مرة ويتحينه الحنين مرة.. وهناك للشعر أيضا في عميق وجوده أبواب وحراس وملائكة. فالأبواب يعرفها المسافر والغريب والأسير والمعتقل والمنفي.. ويعرف مفاتيحها”.

واستطردت الدكتورة رولا القول: “ومن هنا كان شاعرنا متكئا على جناح الكلمة مبحرا في بحور الشعر بسفينة خيالها مجروحا بجراحاتنا، عالمها متلون الطلعات.. طلعة بيضاء لأنها من روح.. وطلعة خضراء لأنها من حلم وطلعة حمراء لأنها من دماء.. ونحن نصغي إلى مطالعها وطلعاتها.. ينسكب حبر الألم ويشربه نديم النضال.. فيتغنى العشاق كل على نايه وكل على ليلاه وليلانا كما تقرؤون هنا هي قضيتنا.. وشاعرنا يتجول بنا ضمن عوالمنا عوالم أشعاره بلغة تؤلمها الأوجاع إنه يناضل لأنه حي ويناضل حتى نهاية الوجود لأن الكلمات أحياء وقصائد للمحبين.. الوطن تراب القلوب.. والشهداء نخيل هذا التراب.. وثمارهم حيوات هؤلاء الذين ينعمون للآن بحضن وطنهم .. إنني وأنا أقلّب صفحات هذا الديوان تذكرت قول صاحب كتاب عيار الشعر حينما قال “والمِحْنَةُ على شُعَراءِ زَمَانِنَا فِي أشْعارهم أشَدُّ مِنْهَا على من كانَ قبلَهُمْ؛ لأنَّهم قد سُبِقوا إِلَى كلِّ مَعْنَى بَديعٍ، ولَفْظٍ فَصِيحٍ، وحيلةٍ لَطيفةٍ، وخَلابَةٍ ساحِرةٍ. فَإِن أَتَوْا بِمَا يَقْصُر عَن مَعَاني أُولَئِكَ وَلَا يُرْبي عَلَيْهَا لم يُتَلَقَّ بالقَبُول، وَكَانَ كالمُطَّرَحِ المَمْلُولِ”..

ثم اضافت: “لقد أطلق الشاعر “عمر الشامي” ديوانه آمال تائه.. كمن يطلق الورد عند الغروب أخذ من البساتين خضرتها.. ومن الشفق حمرته ومن الوداد عطره.. فكان مزيجا من ألم اشبه بلون الدم حمرة.. وكان أملا بالربيع تفتحا وخضرة.. وكان بوحا متعبا حزينا يستكين إليه المحب.. المحب الذي يتألم لفراق حريته.. ألمحب الذي يشعر بانكسار قلبه بين يدي أعدائه.. المحب الذي يتأمل لو تخترق الرصاصة قلب الظالم فترديه وتشرق شمس العدالة.. هذا الشاعر مسكون بآلام الوطن.. ((فلسطين)) الأمل والجرح والأمل والشعر.. الحرية والسجن الثورة والقمع القهر والبطولة.. الرحلة والإقامة.. الاغتراب والعودة.. فلسطين يعني كل هذا العالم المسكون بعوالم قصائد الشامي.. إنها تلك القادرة على اعطائنا معنى وجودنا” .

وانتهت د. غانم الى القول: “يا للشاعر ويا لكلماته!! إنه يمهد الطريق لجيل أشدّ تمسكا بالقصيدة التي يسكن فيها البيت، والبيت الذي يأوي إليه الشعراء.. والشعراء الذين يسجلون آلام ذواكرنا.. هم الذين يحيون الموتى.. إذ لو لم يكن الشعر يمنح الحياة.. لما بقي ذكر عنترة والمعري والمتنبي ونزار ودرويش وخولة ورابعة وكل البشر الذين رحلوا وبقيت أشعارهم…فإذا بهم يبعثون هنا كل ساعة في مخيلة أحد…ولا يموتون.. كذلك الشعر يحيي القضايا ويجعلها خالدة ويمنع حفارو القبور من دفنها مهما عظمت ادواتهم وتسلط جبروتهم.. إنّ آمال أبو سنان الشعرية التائهة قد وجدت لها مستقرا في هذا الديوان.. وها قد التقطت أنفاسها واستجمعت محاورها وتقدمت بين يدي القراء.. كي يستغرقوا بتناول مفاتنها. وأجمل الشعر ذاك الذي يجعل المسموع مرئيا”.

تجدر الإشارة ان هذا الديوان هو التاسع عشر والاصدار الرابع والعشرون للشاعر الاديب ابن قرية أبو سنان عمر زوق الشامي.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .