أمّي / هادي زاهر ـ عسفيا

أحلمُ بوجهكِ الغائب ْ

طرقات المدينة

في مساءٍ موجعٍ شاحبْ

يسكنُ ملامحكِ الحزينة

 في حضوركِ المباغتِ

في كلّ صباحٍ فائتْ

وكلّ مساءٍ صامتْ

حين تأتين مطمئنة

على نومي

وحين توقظيني

من سرير حلمي

لأبدأ يومي

 بوجهك العذب ِ الغارقِ

بعطور الجنّة

أحلم بكِ ..آه.. يا أمّي!

أحلم بصوتكِ المُذهب يكسو

مطلَّ الشرفة

حين يرسو

كملاكٍ في أرجاء الغرفة

بعطرك الأموميّ الذي لا يزالْ

يؤثث وقتي بكل آيات الجمالْ

أحسّكِ الآن تفيضين فيّ الحواس

وتملئين كل فراغات الانتظار

وأحسّكِ أكثر

كلّما داهمني وجع النعاسْ

وردّ تفتح في قلبي وأزهرْ

يصبُّ الندى في هذا اليباسْ

ويدفقُ في عروقي عبقَ الإزهارْ

في عتم الليل وضوء النهارْ

ويُزيّت بالبخور جسمي

ويرفع صوب الحقيقة

بيرقَ حلمي

أحلم بكِ.. آه يا أمي!

************************

أحلم بأصابعك الحنونة

وهي تلامس جبهتي

إن مرضتُ

هذا الحنان دواءٌ وبلسمْ

فكيف لي أن أعيش دونه

به تكتمل صبوتي

وكم مرة نهضتُ

وكان شفائي مُحتّم

يا أروع الأمهات

في هذا الملكوتْ

فأنت نبعُ الحياة

ضجيجُ فرحٍ..

زحام سكينةٍ..

أعراسٌ تتقدمْ

كلُّ شيء يمضي.. يفوتْ

سوى حنانك باقٍ لا يموتْ

فهو تعويذة تلازم اسمي

هادٍ في ضجيجْ

زاهرٌ كورد الحديقة بهيجْ

هيهات أكفّ عن الحلمِ

أحلمُ بكِ.. آه يا أمّي!

  

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .