أحلام عابرة للشاعرة نادرة شحادة بقلم : أنطون حنا فرح / كفرياسيف

أهدتنا مشكورة الأديبة والشاعرة نادرة شحادة من كفرياسيف ديوانها الأول بعنوان ” أحلام عابرة ” الذي يقع في 105 صفحات من الحجم المتوسط , والمطبوع طباعة أنيقة وجيدة في كفرياسيف والذي صدر بتاريخ 3/12/2020 .

يحوي الكتاب 27 قصيدة تعبّر فيها شاعرتنا عن أحاسيسها ومشاعرها . عن الطبيعة والجمال والحُب . تهدي ديوانها الى زوجها الغالي وأولادها , والى ” كل إنسان حُرّ نسج من أحلامه حلماً مقدساً يعبر فيه الحياة نحو باحات الأمل ” ( صفحة 5 ) .

في مقطوعتها ” همسات في خاطرة ” تتساءل الشاعرة لماذا نتقن  في حياتنا الوقوف والبكاء على الأطلال ؟ , وننسى أننا بشر , فتقول : ” نتقن فن الوقوف والبكاء على الأطلال في زمن المحال وننسى أننا بشر يسكننا الحب والجمال . في روحنا نفسٌ يعانق الأشجار, الجبال والتلال”( ص7 ).

في أولى قصائد الديوان ” أنثى شقية ” تتحدث الشاعرة عن الثقافة القديمة المنسية فتقول :

وجهك العاري ثقافة  قديمة ..

 قصة منسية بلا تاريخ بلا هوية ” ( ص 12 ) .

ومن جيد قصائدها قصيدة : ” إعتذار ” التي فيها تستعير قلب غيرها , ربما أمها إذ تقول :

” أعذريني إن استعرت قلبك ِ ووضعتُ نبضكِ في يدي

نبضات قلبي لا تكفي بأن أحيا صباحي , مسائي وغدي ” ( ص 16 ) .

وفي قصيدة ” بكِ يستريح منامي ” تعود الشاعرة الى الذكريات والأمنيات فتقول :

” خدي ما شئت ِ  من ركام الذكريات ولا تبحثي عني في أحلامك ِ العابرة فقد انتصف الزمان واحتضر المكان وأمسى الأمل في الأحلام شوكاً يمزق فراغ الأمنيات ”  ( ص 28 ) .

نعم , المرأة قد تكون علّة وقد تكون الدواء والشفاء . وفي مثل هذا المعنى تقول في قصيدتها ” ثوب الحرير ” :

 ” عليلٌ أنا لا تزيدي علّتي

حبي سقيم ٌ لا تبخلي بشفائي .

جمرٌ تأجّج في دمي يلهب صبوتي

قد تكونين أنت علّتي أو قد تكونين دوائي ” ( ص 42 ) .

ومن أجمل قصائد هذا الديوان في نظري قصيدة ” صمت اليراع ” فتقول في مطلعها :

من أين أبدأ واليراع مكبّلٌ .. ما بين صمتٍ قاتلٍ وعتاب ِ ” ( ص 52 ) وكما نقول : قلة الجواب جواب . وفي مثل ذلك تقول شاعرتنا ” الصمت يخلق في النفوس ِ مهابةً .. وجوابه ردٌ بدون جواب ِ ” ( ص 52 ) .

وكلنا يعلم أن الغد ليس باليد , إنه هبة خالق الأرض والسماء , الكون والفضاء . وفي مثل هذا المعنى تقول في قصيدتها  ” فلسفة القدر ” :

القدر مشيئة الرّب

 والقضاء شيء من السماء

 يتوسع في معابر الخلود ..

لكننا سنبقى كالغرباء

نسيرُ خلف خريفٍ قادمْ

نلملمُ  اوراقاً  صفراءْ

تشعلُ ناراً

تفتحُ جُرحاً

حفيفاً أصفرَ وبكاء ْ  – ( ص65 ) .

إن شاعرتنا بارعة بلغة الحُب , وفي ذلك تقول في قصيدتها ” لغة الهوى ” :

لغتي في الهوى لغةُ جميلة  …  والأجمل من يفهم معانيها

لغتي في الهوى شعر ٌ مقفّى  … إن خطّها قلم ٌ ذابت قوافيها “. ( ص 72 )

وتعود الى الغرام في قصيدتها ” مناجاة ” وتقول :

لا تلومي الدهر فينا وأتركي مرّ الكلام

أرجعي حبّي إليَّ فنحن من خلق َ الغرام ْ ( ص 85 ) .

وفي قصيدتها الختامية ” وللحكاية بقية ” ترى الشاعرة أن كل شيء قد تجرّد من براءته : البحر , الشمس , الأرض , العشب , النخيل إذ تقول :

تجرّدت الأشياء من براءتها

تغيّر كلُّ شيء

لون البحر

لون الشمس ولون الأرض ْ

تغيّر لون الماء في بحري

ولون العشب ولون البرد ْ

النخيل في الصقيع  يقبعْ

الطيور تحت ظلالها تُقتل ْ “ ( ص 90  ) .

إن شاعرتنا أبدعت في ديوانها الذي نحن بصدده , وأجادت في تقديم الصور الشعرية والعبارات الفكرية والخيالية , في الحب والجمال كأعظم الشعراء من الرجال .

إننا نشُدُّ على يد شاعرتنا نادرة متمنين لها المزيد من العطاء وإصدار المزيد من الدواوين التي تتناول فيها مختلف مواضيع  الحياة .

لك ِ ولأسرتك ِ الحياة السعيدة والأعمار المديدة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .