ساعات قليلة ويسدل الستار على أحد أهم سباقات الانتخابات في التاريخ الأميركي، بعد منافسة محتدمة بين مرشحي الرئاسة، تخللها تبادل للشتائم والاتهامات والتصريحات والمواقف المثيرة للجدل.
جي دي فانس.. المرشح الجديد يتلقى ضربة قوية
بعد أيام من تقديم دونالد ترامب له أمام الرأي العام الأميركي، وجد السناتور الجمهوري، جي دي فانس، مرشح دونالد ترامب لمنصب نائب الرئيس، نفسه أمام عاصفة من الاتهامات بالتحيز ضد النساء بعد وصف بعضهن بـ”نساء القطط بلا أطفال”، في إشارة إلى نساء الحزب الديمقراطي.
وتحدث عضو مجلس الشيوخ عن أوهايو في تصريحات تلفزيونية عن “مجموعة من نساء القطط بلا أطفال، اللواتي يشعرن بالتعاسة في حياتهن الخاصة… لذا يردن جعل بقية البلاد بائسة أيضا”.
وأثارت هذه التصريحات استياء البعض، حتى داخل الحزب الجمهوري نفسه، الذين عبروا عن قلقهم من أن يكون اختيار ترامب لفانس كان خاطئا.
كامالا.. تصريح متكرر
واستغل مؤيدو ترامب تصريحا متكررا لمنافسته كاملا هاريس للتشكيك في مهاراتها القيادية وقدرتها على تولي منصب الرئاسة.
ويعيب مؤيدو ترامب على هاريس الحديث عن حياتها الشخصية وتجاربها السابقة بدلا من الرد مباشرة على الأسئلة التي تهم الناخب الأميركي.
والعبارة المكررة قالتها هاريس ردا على سؤال خلال مناظرة سبتمبر عما إذا كان الوضع الاقتصادي أفضل الآن للناخب الأميركي، وقالت حينها: “لقد نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة. وأنا في الواقع الشخص الوحيد على هذه المنصة الذي لديه خطة تهدف إلى تحسين وضع الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة في أميركا. أنا أؤمن بطموحات وتطلعات وأحلام الشعب الأميركي”، من دون أن تخوض في تفاصيل عن هذه الخطة.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وجه خصومها اتهامات بأنها لا تستطيع الإجابة على الأسئلة، حتى أن فانس نفسه استخدم هذه المناورة في تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولاينا حيث بدأ حديثه أمام الحشد بالقول: “لقد نشأت في أسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة”، ثم توقف عن الحديث ليقول للجمهور إنه كان يمزح.
وأضاف فانس: “تقول هاريس: أنا نشأت لأسرة من الطبقة المتوسطة؟ ما علاقة هذا بخفض التضخم؟”
وطرحت حملة هاريس خلال السباق خطة اقتصادية تتضمن تخفيف الضرائب عن أكثر من 100 مليون أميركي، وتقديم منح لشراء منازل، بينما يصف ترامب خطتها بأنه تروج “للشيوعية”.
بايدن.. مرتديا قبعة ترامب
وفي واحدة من اللقطات الشهيرة في سباق البيت الأبيض، ظهر الرئيس، جو بايدن، مرتديا القبعة الحمراء الشهيرة التي تحمل عبارة “فلنجعل أميركا عظيمة مجددا (ماغا)”، وهي العبارة التي اختارها ترامب شعارا لحملته.
وكان بايدن في ذلك الوقت داخل محطة إطفاء في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، في إطار جولة لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وارتدى بايدن القبعة بعد مزاح مع أحد عناصر الإطفاء الذين ارتدوا قبعات “ماغا”، لكن قيام الرئيس الديمقراطي نفسه بذلك أثار جدلا بين مؤيدي حزبه.
ووصل الأمر إلى حد قول بعض مؤيدي ترامب إن بايدن بات يؤيد الرئيس الجمهوري السابق، لكن متحدثا باسم البيت الأبيض قال إن بايدن ارتدى لفترة وجيزة قبعة ترامب في “إشارة واضحة للوحدة بين الحزبين”.
“مهاجرون يأكلون الحيوانات الأليفة”
وفي أحد التعليقات التي لقيت صدى واسعا خلال حملة الانتخابات، جاءت تصريح ترامب خلال مناظرة سبتمبر مع هاريس بأن المهاجرين “في سبرينغفيلد في أوهايو يأكلون القطط والحيوانات الأليفة”.
وأدى هذا التصريح إلى إطلاق نكات، وفي الوقت ذاته، خرج مسؤولون إلى الرأي العام لتوضيح الأمر، بينما أكد آخرون أن تصريحات ترامب صحيحة رغم غرابتها.
وتداولت حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي منشورات وروايات تقول إن مهاجرين من هايتي في ولاية أوهايو الأميركية يسرقون الحيوانات الأليفة، أو حتى تلك المتواجدة في المتنزهات من أجل أكلها.
وتضمنت المنشورات صورة لشخص يحمل في يده طائرا، وأرفقت بتعليق “تحذير لسكان سبرينغفيلد في أوهايو من أن حيواناتهم الأليفة، والبرية مثل البط أو الإوز يأكلها هايتيون”.
وظهر مؤيدون لترامب في أوهايو يرفعون لافتات ظهرت عليها صور مولَّدة بالذكاء الاصطناعي في المناسبات الانتخابية للرئيس الأميركي السابق وهو يحمل قططا أليفة، ويركض هاربا ممن يبدو أنهم أشخاص من أصل أفريقي.
ومن جانبه، قال متحدث باسم شرطة سبرينغفيلد “إنه لم تكن هناك أي تقارير موثقة أو ادعاءات محددة عن تعرض حيوانات أليفة للأذى أو الإصابة أو الإيذاء من قبل مجتمع المهاجرين”.
وفي منشور على شبكات التواصل الاجتماعي، نشرت لقطات لاعتقال امرأة في كانتون في أوهايو قيل إنها “قتلت وأكلت قطة”، لكن المتحدث باسم شرطة كانتون قال إنها “ليست مهاجرة من هايتي، إنها مقيمة في كانتون طوال حياتها”.
ترامب .. و”حمام الدم”
وفي مارس الماضي، أثار ترامب الجدل بعدما تحدث عن “حمام دم” إذا لم ينتخب رئيسا للبلاد مرة أخرى. وقال ترامب، بعد 4 أيام على ضمان فوزه بترشيح الحزب الجمهوري: “إذا لم يتم انتخابي، فسيكون ذلك بمثابة حمام دم للجميع، وهذا أقل ما يمكن أن يحدث. سيكون حمام دم للبلاد”.
وأوضحت حملته لاحقا أن ترامب، الذي كان يتحدث خلال تجمع حزبي في فانداليا بولاية أوهايو، كان يقصد “حمام دم” لصناعة السيارات الأميركية والبلاد.
لكن حملة بايدن لم تتجاهل هذا التصريح، واعتبرت أن استخدامه كلمة “حمام دم” يشير إلى أن الرئيس السابق “يريد 6 يناير آخر” في إشارة إلى هجوم أنصار له على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.
وردت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم حملة ترامب، بأن “سياسات بايدن ستخلق حمام دم اقتصاديا لصناعة السيارات والعاملين فيها”.
“نفايات”.. من هنا وهناك
آخر التصريحات المثيرة للجدل خرجت، الأسبوع الماضي، ليس من ترامب أو أفراد حملته بصفة رسمية، لكن من ممثل كوميدي حضر تجمعا انتخابيا لترامب في ماديسون سكوير غاردن.
وأثار الممثل غضب البورتوريكيين عندما وصف وطنهم بأنه “جزيرة عائمة من النفايات”. وحاولت حملة ترامب أكثر من مرة تدارك هذا الضرر، وأكدت أن ترامب لا يعرف الممثل شخصيا ولا يؤيد ما قاله.
واللافت أيضا أن بايدن أثار الجدل باستخدام الكلمة ذاتها لكن لوصف أنصار ترامب.
وقال بايدن في كلمة مصورة ردا على تصريحات الممثل أثارت بدورها جدلا واسعا: “النفاية الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره (ترامب). إن شيطنته للاتينيين غير مقبولة وغير أميركية. إنها تتعارض تمامًا مع كل ما فعلناه وكل ما كنا عليه”.
من جانبها، حاولت هاريس تدارك الموقف، قبل أسبوع من يوم الانتخابات بالقول للصحفيين إنها “تختلف بشدة” مع انتقاد الناس بناء على من يصوتون له.
المصدر: موقع الحرة