شهدت قاعة الحديقة الصناعية في مدينة الناصرة، الأسبوع الفائت، اجتماعا احتفاليا مميزا برقيه وتنظيمه وأجواء لم الشمل بين عدة أجيال من الأكاديميين وزملاء الدراسة، الذي نظمته رابطة خريجي بلغاريا إيذانا بانطلاقتها جمعية رسمية مسجّلة، وذلك بمشاركة سفير جمهورية بلغاريا في البلاد الدكتور ديميتر ميخائيلوف وعقيلته نورا ميخائيلوفا ورئيس لجنة المتابعة للجماهير العربيّة محمد بركة، ووفد عن رابطة خريجي روسيا والاتحاد السوفيتي سابقا.
تولت عرافة الحفل المولّدة نهلة ابو ليل وقدّم كلمة الهيئة التأسيسية للرابطة المهندس سامي حنيف، رئيس الجمعية.
وجاء في كلمته أن الرابطة اطار اجتماعي وثقافي، يجمع كل خريج من جامعات ومعاهد التعليم العالي في بلغاريا، يرغب بالانضمام طوعا، ويقدم طلب انتساب، ويدفع رسوم الانتساب والرسوم الشهرية، ويوافق على دستورها وأهدافها ويعمل على تطبيقها على ان تصادق الهيئة التأسيسية او الادارية لاحقا على طلبه.
وأكد حنيف بأن الرابطة هي مؤسسة غير حزبية وأبوابها مفتوحة لكل خريجي بلغاريا على مختلف انتماءاتهم واّراؤهم السياسية والحزبية وهي ديمقراطية بكل هيئاتها ومركباتها، تعمل وفق الدستور المعتمد ومع ذلك نرى انه لمن المنصف في مثل هذا اليوم وفي كل يوم أن نذكر ونتذكّر ونقدر أصحاب الفضل في إتاحة الفرصة لنا بالتعليم والوصول الى ما وصلنا اليه من ألقاب جامعية ووظائف ومناصب ومكانة اجتماعية في كافة مجالات الحياة. واصحاب الفضل هؤلاء هم الحزب الشيوعي الاسرائيلي والحزب الشيوعي البلغاري والشعب والدولة البلغارية.
وختم حنيف كلمته قائلا “اننا نقدر ونثمن عاليا دور الحزب الشيوعي الاسرائيلي والحزب الشيوعي البلغاري في ترتيب سفرنا ودراستنا والشعب والدولة البلغارية الذين احتضنونا وأتاحوا لنا الدراسة فيها وتخريج مئات الطلاب من بلغاريا مع لقب أكاديمي، طبعا بالإضافة الى اّلاف الخريجين من باقي الدول الاشتراكية سابقا من أطباء ومهندسين ومحامين وفنانين وغيرهم من اصحاب التخصصات العلمية العالية، في الوقت الذي عانى شعبنا وطلابنا من سياسة التمييز العنصري التي مارستها وما زالت تمارسها المؤسسة الاسرائيلية تجاه الاقلية الفلسطينية في البلاد من تضييق الخناق وتصعيب الالتحاق بالجامعات الاسرائيلية وإغلاق بعض الكليات في وجه الطلاب العرب. لذا نقولها بصوت عال : شكرا للشعب البلغاري، شكرا للحزبين الشيوعي الاسرائيلي والبلغاري، شكرا لكافة الاحزاب الشيوعية في الدول الاشتراكية سابقا والدول الاشتراكية.
ووقف الحضور دقيقة صمت استذكارا لروح الخريجين والطلاب الذين قضورا خلال السنين السابقة وهم في ريعان شبابهم وهم: محمد حبيب الله (عين ماهل)، محمود العمري (صندلة)، سهيل حمودة (البعينة)، علي غنايم (سخنين)، لبيب حنا (الرامة)، روضة بشارة(الناصرة)، محمود سعد (أبو سنان)، عودة معلم (حيفا)، زيدان سلامة (شفاعمر)، هشام أبو رومي (طمرة)، ابراهيم أبو عيشة (المكر)، نبيل طنوس (ترشيحا)، سفيان شلاعطة (الطيرة\سخنين)، صالح شلاعطة (الطيرة\سخنين)، عبد الكريم حاج يحيى (الطيبة)، وليد البسيوني (الناصرة)، صقر سلامة (جولس)، حسن الحسن (البعنة)، وزهير سبيت (كفر كنا).
بعد ذلك قدم الرفيق محمد بركة تحيّة لجنة المتابعة العاليا للجماهير العربية مشيدا بهكذا مبادرات تعزز روح التعاون واخذ الاكاديميون لدورهم في نشر روح التطوع والعمل من اجل خدمة مجتمعهم ورحب بدوره بالسفير البلغاري موجها الشكر من خلاله للشعب والدولة البلغارية.
ثم قدّم السفير البلغاري تحيّة حارة وموجزة لكنه فاجأ الحضور بلغته العربية الفصحى عالية المستوى والاستحضار الادبي، وهو دارس اللغة العربية اكاديميا في جامعة دمشق والحاصل على شهادة الدكتوراه بالادب العربي من جامعة صوفيا، وشدد على استعداد السفارة والدولة البلغارية على التعاون مع الرابطة وتقديم كل دعم ممكن من اجل تحقيق اهدافها معبرا عن سروره واعجابه بهذا الحب والتقدير للشعب والدولة البلغارية. وقال: “شكرا لكم لانكم تعتبرون بلغاريا وطنكم الثاني”. وقوبلت كلمة السفير بالتصفيق الحار وقوفا من قبل الحضور.
ثم قدم المحامي مروان مشرقي كلمة خاصة مرحبا بعميد الخريجين من بلغاريا وعموم الدول الاشتراكية سابقا والمتخرج منذ العام 1970، الدكتور أنور عوض إبن قرية الرامة، مشيرا الى أن مسيرته الشخصية العصامية تمثل مسيرة كل هذا الطريق الذي تحدى سياسة التجهيل والترهيب واغلاق ابواب العلم والعمل في وجه جماهيرنا عموما واكاديمينا وطلاب العلم العرب خصوصا.تلى ذلك تقديم درع تقدير للدكتور عوض الذي القى كلمة شكر حارة ومعبرة مشيرا انه يبلغ في هذه الايام الثمانين من العمر قضاها ملتزما بالطريق الذي سار عليه منذ كان يافعا داعيا الى المحافظة على هذه البوصلة.
اما مسك الختام فكانت فقرة غنائية خاصة من الفنانة ميرا أنور عوض التي قدمت أغاني فلسطينية وبلغارية تعكس هويتها الشخصية.
هذا وقام السفير البلغاري برفقة زوجته، بجولة سياحية صباح اليوم التالي، على معالم الناصرة الدينية والتراثية رافقها خلالها عضوا الهيئة التأسيسية للرابطة المحامي مروان مشرقي والاعلامي والدليل السياحي رائد نصرالله.