تصوير الشرطة
اعترف وزير الداخلية آرييه درعي هذا الأسبوع، بأن 70% من مرضى الكورونا في البلاد، الذين فاق عددهم الإجمالي عن 16500 شخص، هم من الحريديم، المتزمتين دينيا، الذين تبلغ نسبتهم من اجمالي السكان 13,5% مع العلم انهم رفضوا في البدايات الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة، وانصاعوا لبعض زعاماتهم الدينية. وقد ساعد على انتشار المرض، هو كثرة أعداد العائلة في مجتمع الحريديم.
ونقلت صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية عن درعي هذا الاعتراف، الذي جاء بعد أن طلب تفصيلا لانتشار البلدات، وعلى مستوى الأحياء، ليظهر له أنه ليس فقط مستوطنات ومدن الحريديم تتبوأ قمة البلدات المنكوبة بالفيروس، بل أيضا أحياء الحريديم في المدن المختلطة بشرائح أخرى من اليهود.
وهذه النسبة التي يذكرها درعي، وهو من الزعامة السياسية للحريديم الشرقيين، لا تشمل أولئك الذين انتقلت لهم العدوى من الحريديم، مثل حال قرية دير الأسد.
وأسوة بمجتمعات أصولية دينية في العالم، من مختلف الأديان، فإن الحريديم اعتقدوا أن ايمانهم سيخلصهم وأن هذا وباء لا يصيبهم. وأطلق أحد أكبر حاخامات الحريديم الأشكناز، ويدعى كانييفسكي فتوى تلزم الحريديم بالاستمرار في التوجه للكنس، وللمعاهد الدينية المكتظة، ورغم أنه اضطر للتراجع عن الفتوى لاحقا، إلا أن الفتوى كانت قد فعلت فعلها.
وفي بدايات الاغلاق في شهر آذار الماضي، تعرضت الطواقم الطبية، وحتى الشرطة، لاعتداءات وحشية في أحياء الحريديم، حينما جاؤوا لجمع المرضى. واستمرت معارك هناك وهناك طوال الأسابيع الماضية، وآخرها الليلة الماضية، في جبل ميرون، قرب قرية الجش، واشارت الشرطة في بيان لها وصل موقع الوديان نسخة منه انها اعتقلت أكثر من 300 شخص من الحريديم، الذين جاؤوا لاحياء ذكرى الحاخام الذي يدعى، شمعون بار يوحاي. (المناسبة ما تُعرّف بـ “لاغ بعومر”، أي مرور 33 يوما على الفصح العبري).
وقد تدفق مئات الحريديم على قبر حاخامهم، رافضين الانصياع لأوامر الوقاية والسلامة.
واستغلت الصحافة الاقتصادية تصريح درعي، للادعاء بأنه من دون الحريديم فإن انتشار المرض في البلاد قليل، ولا يستدعي استمرار الإجراءات التي تقيد الحركة الاقتصادية والتجارية، خدمة لأصحاب رأس المال الذين يدعون في البلاد، وفي كل أنحاء العالم لوقف الاغلاق بزعم أنه ليس مجديا ويكلف اقتصاد الدول خسائر مالية فادحة، بغض النظر عن مئات آلاف الضحايا.
وكان أصحاب العقلية الرأسمالية الشرسة، يتذرعون بتجربة السويد، التي رفضت الإغلاق، متعمدة على وعي الجمهور، ولكن السويد اعترفت في الأيام الأخيرة، أنها أخطأت في شكل معالجتها لأزمة الكورونا، والكارثة هناك تسجل أعدادا رهيبة.