ضمن برنامجها الشهري، وبالتعاون مع دار النشر “راية”، استضافت، مساء الاربعاء، مؤسسة محمود درويش للإبداع في مقرها في كفر ياسيف، ندوة ادبية حول راوية “فاطمة”، التي صدرت مؤخرا للأديب المبدع محمد نفاع، بمشاركة مجموعة مخضرمة من الكتاب والشعراء واصحاب القلم والعلم والمعرفة ومتذوقي الادب رجالا ونساء، افتتحها الكاتب عصام خوري مدير المؤسسة، بكلمة موجزة عن الدور الثقافي السياسي والاجتماعي الانساني للمؤسسة مشيرا الى انها ستستضيف قريبا الكاتب توفيق فياض بعد عودته الى ارض الوطن.
هذا وتولى ادارة الامسية وقدم لها الدكتور بطرس دلة ومما جاء في كلمته، ان الكاتب محمد نفاع اعتاد على نشر قصصه في صحيفة الاتحاد والتي كان اخرها التفاحة النهرية، وله زاوية خاصة يعالج بها بعض المصطلحات اللغوية. كما اشار د. دله الى امكانيات الكاتب نفاع وقدراته في تكريس اللغة العامية في خدمة ابطال قصصه ، مارا على بعض الامثلة والمصطلحات في رواية فاطمة التي تثري الحوار ومجمل النص في هذه بطابعها التراثي الثقافي المميز.
ثم تكلم الدكتور محمد هيبي محللا بالتفصيل مكنونات الرواية متوقفا عند العديد من المحطات الملفتة للنظر انتهى الى القول: اعتقد ان الكاتب اعتمد في نهاية الرواية الى موت فاطمة كون فاطمة هي الارض الشهيدة والتي رأت بذلك الفتى الشجاع الشهم يستحقها وهو الذي قبلت به فاطمة هو من الجيل الجديد ـ جيل الزابود . مضيفا ان الارض لا تقاوم بل اهلها هم الذين يدافعون عنها، وراوية فاطمة تصور ان اهل هذه الارض بمعظمهم كانوا عاجزين لدفاع عنها.. كون الارض ضاعت وبقيت الارض في الرواية هي الماضي والحاضر والارض هي فاطمة وفاطمة هي الارض بالنسبة لنفاع..
اما الكاتبة والفنانة التشكيلية رجاء بكرية فقالت: اعتقد ان محمد نفاع هو مشروع قضية فاطمة بحد ذاتها ، وهو رجل حكاية توقف عن عد الزمن وهو لا يروي حكاياته بل ترويه هي،
مستطردة القول، لسنا هنا امام حالة عابرة نسجل عنها لنقلب صفحتها ونمضي لكننا امام ظاهرة كلما جدنا بلفيفها جوعتنا اكثر.
كما جالت الكاتبة بكرية في وصف ابطال وفقرات الرواية واقتران حكايا النساء بحكايات الارض بشوكها ووردها. مضيفة بانها تعود بنا الى الميجنا والعتابا والاغنية.. منتهية الى القول ان نفاعا يكتب كما يحكي ويحكي كما يكتب ويفصح ويعمم بيسر وسلاسة.. وبعد كل هذا لا يمكن لأي كان ان يتحدى فاطمة وهي تناور انوثتها وتتجاوز رجعية ربعها وتسبق زمنها.
من جانبه الكاتب محمد نفاع استعض بعض مراحل حياته الادبية مؤكدا انه حاول في اول نشأته الادبية ان يكون شاعرا ولم يوفق بذلك لكنه ما زال يحب الشعر ويحن اليه. كما تطرق الكاتب نفاع الى دور الادب والنقد مثنيا على النقاد خاصة في هذه الايام وتلك الجرأة التي يتمتعون بها، غير التي عاصرت سنوات السبعين من القرن الماضي. مضيفا بعض الملاحظات حول رواية فاطمة والادب القصصي .
يذكر انه تخلل الامسية بعض المدخلات من الادباء والشعراء برز من بينها الصوت النسائي في ملاحظاتهم حول دور نفاع الادبي وروايته فاطمة بالذات.