أشارت التقارير التي نشرها مكتب مراقب الدولة عامي 2008 و 2011، إلى أن مستوى الصيانة عند ضريح الحاخام شمعون بار يوحاي، الذي يعتقد أنه مدفون في جبل الجرمق، منخفض وأن المكان غير مهيأ لاستيعاب مئات الآلاف من الأشخاص فيه، محذرًا من استمرار الوضع على ما هو عليه.
وحذر مراقب الدولة السابق، ميخا ليندنشتراوس في العامين 2008 و2011 من قصور تتعلق بالسلامة عند ضريح بار يوحاي، أينما يحتفل الحريديون، لافتًا إلى أن الإخفاقات قد تؤدي إلى كارثة.
وفي تقرير صدر عام 2008، تحت عنوان” الوضع القائم عند ضريح الحاخام بار يوحاي والاستعدادت لـلاغ بعومر”، ذكر أن المنطقة غير جاهزة كما هو مطلوب لاستيعاب عشرات ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتفلون هنا، وأن مستوى الصيانة منخفض ولا يتناسب مع قدسية المكان”.
وأضاف التقرير إلى أن كل الإضافات الخاصة بالبناء والتغييرات التي حدثت في المكان ومحيطه تمت بدون مصادقة اللجنة المحلية والأخرى اللوائية للتخطيط والبناء. كما انتقد التقرير المجلس الإقليمي في المنطقة، مشيرًا إلى أنه “امتنع عن الإشراف على الموقع وإصدار أوامر هدم للاضافات المبنية بدون ترخيص”، وأشير إلى أن “البنية التحتية في الطرق المؤدية إلى الجبل كانت غير كافية، وأن الشوارع كانت ضيقة وغير مناسبة لاستيعاب كم هائل من الناس الذين يزورون المكان”.
وخلص التقرير إلى أن الطريقة التي تم بها إدارة المكان من خلال هيئات خاصة، وتحت إشراف جزئي من قبل أجهزة الدولة “فشلت وألحقت الضرر بالمكان والجمهور” واستنتج على ضوء ذلك أنه لا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي، وأنه يجب العمل فوريًا لتغيير الوضع ووقف الإهمال وضمان سلامة وحياة مئات الآلاف من زوار المكان”.
يشار إلى أن آخر حصيلة لكارثة الجرمق، قالت إن 45 شخصًا لقوا حتفهم، وأصيب أكثر من 150 شخص بينهم 26 في حالة وصفت بالخطرة، وعلى ضوء ذلك أعلنت الدولة يوم الأحد “يوم حداد وطني” فيما تستمر العائلات بالتعرف على الجثث في محاولة لإيجاد المفقودين كذلك.
ووجه مشاركون في احتفال “لاغ بعومر” في جبل الجرمق، اليوم الجمعة، اتهامات للشرطة وحملوها مسؤولية حادث الليلة الماضية، ما أسفر عن مصرع 44 شخصًا وإصابة 150 آخرين على الأقل.
وأعلن قائد المنطقة الشمالية للشرطة، شمعون لافي، بعدما رفض ضباط كبار في الشرطة هذه الاتهامات، عن تحمّله المسؤولية الكاملة، واستعداده لأي تحقيق تقصي حقائق.
وتحقق الشرطة في أقوال مشاركين في الاحتفال، الذين قالوا إنّ الشرطة أغلقت أحد المداخل بالقرب من المدرج، الأمر الذي أدى إلى ازدحام وتدافع تسبب بالسقوط عن المدرج.