وفد من مشايخ الطّائفة المعروفية يزور رام الله ويدعو إلى تعزيز التّلاحم بين أبناء الشّعب الواحد

 

قام وفد من مشايخ ووجهاء الطّائفة المعروفيّة، مؤخرا بزيارة الى رام الله التقى خلالها بعدد من الشّخصيات الوطنيّة والدّينيّة الإسلامية والمسيحيّة في مقرّ لجنة التّواصل مع المجتمع الإسرائيلي في رام الله، وأكّد أعضاء الوفد من على موقف العشيرة المعروفيّة، الرّافض لسياسات الإقصاء والتّفريق التي تمارسها السّلطة الاسرائيليّة، بين أبناء الشّعب الفلسطينيّ الواحد،  بكلّ مكوّناته ومنها العشيرة المعروفيّة، وعلى أهمّية التّلاحم بين أبناء شعبنا على اختلاف أطيافهم ومعتقداتهم في مواجهة سياسات التّفريق والتّنكيل وطمس الهويّة الوطنيّة والعربيّة، ورحّب وكيل وزارة الأوقاف الشّيخ خميس عابدة، بالوفد باسم سيادة الرّئيس محمود عباس، بكلمة أكّد فيها رفض المزاعم التي تطال الانتماء الوطنيّ والدّينيّ لأبناء عشيرة المعروفييّن الموحّدين، تلك التي تأتي في سياق “العمل المستمر على استبدال هويّة الشّعب الفلسطينيّ بأسره، والتّفريق بين أبنائه”، مشيرًا في سياق كلمته إلى أنّ المعروفييّن الدّروز هم من “أكثر مكوّنات شعبنا عرضة لمحاولات الطّمس والقمع والتّنكيل

وأثنى بدوره عضو الوفد الشّيخ اسعيد السّتاوي، في كلمته، على توجّه القيادة الفلسطينية لتعزيز أواصر العلاقة والتّلاحم بين أبناء شعبنا، وقال: “جئنا لنؤكّد على الهويّة الفلسطينيّة العربيّة الإسلاميّة للعشيرة المعروفيّة التي لا يُشكّك فيها سوى منتفعٍ أو غافلٍ عن أصالته”. وأضاف: “فلسطين باقية ونحن باقون لأنّنا متجذّرون في هذه البلاد وهذه الأرض. واستعرض الشّيخ الستّاوي تاريخ المعروفييّن العرب منذ معركة حطيّن إلى التّاريخ الحديث لمختلف البلدان العربيّة، ودورهم في إطلاق شرارة الثّورة السوريّة لطرد الاحتلال الفرنسي، التي “انتقلت إلى كلّ البلدان العربيّة، وسطّر فيها المعروفيّيون بطولات كثيرة، خاصّة في معركة المزرعة التي هُزم فيها الجيش الفرنسي أمام عدد قليل من المقاتلين المتسلّحين بأسلحة خفيفة وبيضاء، وبإيمانهم بعدالة قضيتهم.

وأشار الشّيخ الستّاوي إلى دور العشيرة عام 48 في إيواء آلاف المهجّرين في القرى والبلدات الدّرزيّة مثل بلدة يركا التي ساهمت في عودة الكثيرين إلى بلدانهم ووقف مسار تهجيرهم خارج فلسطين، كذلك الامر بالنسبة لعدد كبير من القرى، وأوضح أنّ سياسات عزل العشيرة عن محيطها لم تقف عند التفريق بين أبناء الشعب الفلسطيني، بل امتدّت إلى حرمان العشيرة من التّواصل والتّلاقي بامتداد أبنائها في البلدان العربيّة منذ النكبة حتى عام 2005 الذي كان مقدمة للقاء جمع أبناء العشيرة في لبنان وسوريا عام 2007، وشكر القيادة الفلسطينية ممثلة بسيادة الرّئيس محمود عباس على تذليل العقبات وتسهيل اللقاء في ذلك الحين، وأكّد عدد من مشايخ ووجهاء العشيرة المعروفية، في كلماتهم، عمق التّأثر بالتوجهات الدّاعيّة إلى تمتين العلاقات الفلسطينيّة الدّاخلية، وتعزيز الانتماء للهوية الفلسطينيّة والعربيّة والإسلاميّة بين كل أبناء شعبنا، ومنهم المشايخ: نايف سليم، فريد بدر،  زهدي عيسمي، منير حلبي، سليم عبد الله، حسن أبو ريش، قاسم فاخرة، نزيه ستّاوي وغيرهم من المشايخ والوجهاء حيث دعوا في مداخلاتهم إلى تعزيز العلاقات الوطنية، وتحقيق الوحدة بين كل أبناء الشّعب الفلسطيني بمكوناته وأطيافه ومعتقداته على خصوصيّة الظّروف التي يعيشها أبناء شعبنا باختلاف أماكن تواجدهم وإلى احتضان أبناء العشيرة المعروفيّة عربيًّا وإسلاميًّا، وعدم تركهم فريسة الاضطهاد والإجراءات التعسفيّة، وتعريضهم إلى الجفاء من أهلهم وشعبهم على جانبي حدود عام 1967

ودعا الأب طلعت عوّاد في كلمته إلى مزيد من اللّقاءات، وإلى تعميق الهويّة الوطنيّة الجامعة بكل مفرداتها الفكريّة والحضاريّة والدينيّة، وإلى العمل بين كل أبناء الشّعب الفلسطيني على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، إلى تحقيق الوحدة الوطنيّة ومواجهة سياسات الاحتلال لتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود الرّابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

هذا، وتوج الوفد زيارته بلقاء مميّز مع وزير التّنمية الاجتماعيّة الدّكتور أحمد المجدلاني الذي أكّد في كلمته على استراتيجيّة الخط السّياسي للحكومة الفلسطينيّة الدّاعي الى إرساء أسس السّلام العادل والشّامل ضمن حلّ الدّولتين الذي يضمن الأمن والاستقرار للجميع. وأضاف معالي الوزير انه للأسف ومنذ مقتل رابين لا يوجد شريك في القيادة الإسرائيليّة يتجرّأ على مدّ يده للسّلام مع الشّعب الفلسطيني، الاّ اننا بهذا التواصل معكم ندرك قوّة تأثيركم السّياسي مع القوى الديمقراطيّة اليّهودية في التّأثير على الحكومة الإسرائيليّة للجلوس الى طاولة المفاوضات والتّوصّل الى السّلام المنشود.

وزار الوفد قبر الشّهيد القائد ياسر عرفات، وتمثال نلسون مانديلا وبعض المعالم الرّئيسيّة في مدينة رام الله، ثم غادر الوفد المدينة بنفس الحفاوة التي استقبل فيها.

وقد بادر بتنظيم الوفد، واللقاءات، الناشط، الإعلامي حاتم حسّون والشّاعر سامي مهنا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .