قام وفد عريض يمثل “اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية”، يوم الجمعة 25 آب بزيارة مؤازرة ومساندة لسيادة المطران عطالله حنا، أسقف سبسطية للروم الأرثوذكس، في مقر جمعية حاملات الطيب الأرثوذكسية في القدس، وذلك على اثر الحملة التحريضية التي يتعرض لها سيادته من عناصر ظلامية وجهات سلطوية اسرائيلية، بعد زيارته الأخيرة لسوريا والتقائه برئيسها الدكتور بشار الأسد، وكذلك وقفته العروبية في المسجد الأقصى الى جانب اخوته المسلمين في الدفاع عن المسجد.
** وصفي عبد الغني: في قلوبنا شوق مستعر لملاقاة دمشق قلب العروبة النابض **
تحدث باسم الوفد سكرتير “اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية”، السيد وصفي عبد الغني الذي أكد على مكانة المطران حنا الرفيعة بين جماهيرنا والنابعة من صدق مواقفه الوطنية، وأضاف ” في قلوبنا شوق مستعر لملاقاة دمشق قلب العروبة النابض كما وصفها القائد العربي الخالد جمال عبد الناصر.” وأعلن استنكاره باسم اللجنة ومؤيديها حملة التحريض التي يتعرض لها سيادته جراء مواقفه المعلنة والواضحة. وأكد عبد الغني أنه “يتوجب علينا الالتفات بشكل أوضح الى معاناة الشعب اليمني الذي يتعرض لمجازر يومية من التحالف السعودي وبدعم من أمريكا ويتصدى للعدوان عليه ببسالة وشجاعة.” كما استنكر عبد الغني المؤامرة التي تحاك على الأوقاف الأرثوذكسية العربية في القدس ومناطق أخرى من قبل أطراف مشبوهة والتي تهدف الى القضاء على الوجود العربي.
**المطران عطالله حنا: الرئيس بشار الأسد حملني محبته وسلامه لكل من وقف مع سوريا**
وتحدث سيادة المطران عطالله حنا مطولا عن زيارته الى سوريا، لكنه ابتدأ كلمته بالتأكيد على ” تمسكنا بالقدس وبهويتها العربية الفلسطينية ورفضنا لاجراءات الاحتلال التي تستهدف كل المدينة، مهما تكاثر المتخاذلون والساعون الى اضعاف مكانتها العربية، ستبقى القدس مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة لمقدساتنا الاسلامية والمسيحية.” وأشار سيادته الى حملة التحريض التي يتعرض لها فقال ” بعد عودتي من سوريا بدأ التحريض عليّ من جهات محلية معروفة بأجندتها ومواقفها، وكذلك من جهات اسرائيلية وخاصة وسائل الاعلام وصلت ذروتها بالمطالبة بسحب بطاقة الهوية وابعادي عن القدس، وهذا على خلفية وقفتي في المسجد الأقصى، حيث أزعجهم هذا المشهد الوحدوي الوطني وهم يريدوننا منقسمين مشرذمين.”
وانتقل سيادته للحديث عن زيارته لسوريا التي جاءت تحت غطاء كنسي، وتخللها لقاءات مع شخصيات دينية منها بطريرك الروم الكاثوليك وبطريرك السريان الأرثوذكس الجديدين لتهنئتهما باستلام منصبيهما، وكذلك زيارة بطريركية الروم الأرثوذكس ولقاء مفتي سوريا، الشيخ بدر الدين حسون وزيارة معلولا والوقوف على الدمار الذي لحق بكنائسها وأديرتها وبيوتها على أيدي عصابات داعش الارهابية التكفيرية، وزيارة صيدنايا ودمشق ولقاء فنانين ومثقفين سوريين لم يتركوا وطنهم في محنته.
وتوقف المطران عطالله حنا عند لقائه المميز مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، فقال أنه أصر ” أن يكون حديثنا عن فلسطين قبل حديثنا عن سوريا، واني أحمل محبة شخصية من سيادته لكل فرد منكم، حيث حيّى كل الذين وقفوا مع سوريا وخاصة منذ بداية الأزمة ورفعوا علم سوريا في حيفا وشفاعمرو والناصرة وكل مكان والذي أكد ان سوريا رغم الآلام والمعاناة لم تتخلّ عن قضية فلسطين.”
وشكر سيادته الوفد على زيارته التضامنية وهنأ اللجنة على نشاطاتها ومواقفها منذ بداية الأزمة في سوريا، حيث يسعى الكثيرون اليوم الى تقليدها واللحاق بركبها.
** أعضاء الوفد: نفتخر بقامة وطنية عروبية شامخة مثل المطران عطالله حنا **
وتحدث عدد من أعضاء الوفد بذات الروح، حيث أشار الدكتور عدنان بكرية من عرابة الى ضرورة الشروع بحملة فكرية تثقيفية لتعرية الفكر الداعشي والتصدي للتحريض الطائفي الذي يسعى الى تفكيك مجتمعنا. واستنكر أحمد حمدي من شفاعمرو تصريحات أصحاب الفتنة الذين سيحاسبون من قبل الشعب على ما يرتكبوه بحق شعبهم. ووصف سعود نعامنة من عرابة سيادة المطران بأنه قامة وطنية كبيرة يلقى الاحترام والتقدير من قطاعات واسعة في صفوف شعبنا. واعتبر سعيد بدر من طرعان سيادة المطران مدرسة في العروبة نظرا لمواقفه وآرائه المعلنة والصريحة من قضايا الوطن العربي. وقام عضو اللجنة وعضو بلدية شفاعمرو زهير كركبي بتقديم درع اللجنة لسيادة المطران مع أعضاء اللجنة، تحية لسيادته على مواقفه الجريئة وزيارته الشجاعة لسوريا.
وشاركت في جانب من اللقاء السيدة نورا قرط، رئيس جمعية حاملات الطيب التي حيت اللجنة الشعبية ودعت الى مزيد من التشبيك والتواصل دفاعا عن القدس ومقدساتها، وأعلنت أن المؤامرة لم تستهدف سوريا فحسب بل تستهدف فلسطين في المقدمة، وأكدت على وقوف الشعب السوري الى جانب قيادته مما ساهم في صمود وانتصار سوريا على المؤامرة.