القاسم: كتب قصائد تحوّلت إلى أناشيد شعبيّة
محمد علي طه: كان سميح القاسم شاعرا عروبيّا إنسانيّا مناضلا في قصيدته ومقاله وفي حياته وفي مواقفه الوطنيّة الشّجاعة. قاوم الحكم العسكري والاضطهاد ومصادرة الأراضي، ووقَف مع الثورة الفلسطينيّة ومع الانتفاضة الفلسطينيّة، وكتب قصائد تحوّلت إلى أناشيد شعبيّة للثوّار.
سميح رأى في القصيدة الكلاسيكية قيمة تراثيّة لا يُمكن التفريط بها
د. نبيه القاسم: سميح القاسم رأى في القصيدة الكلاسيكية قيمة تراثيّة عربية قومية يتميّز بها العرب عن غيرهم من الشعوب، ولا يُمكن التفريط بها وإهمالها بحجة الحداثة وما بعد الحداثة.
وتقمّص الرموز التاريخيّة والدينيّة.
طول كرم- الموقد الثقافي: استضاف في يوم الاثنين 25أيار 2015 حزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في مدينة طول كرم الكاتب القاصّ الرّوائي محمد علي طه والناقد د. نبيه القاسم في ندوة أدبيّة عن الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم في قاعة مدرسة بنات العدويّة الثانويّة.
سميح القاسم: تقمّص الرموز التاريخيّة والدينيّة ووظّفها لقضيّة شعبه
أدار الندوة ورحّب بالضّيفين الأديبين د. فيّاض الفيّاض. ثمّ تحدّث الدكتور نبيه القاسم عن فَرادة وتميّز سميح القاسم في تطوير القصيدة العربية في شكليها الكلاسيكي والحديث. ففي كتابته للقصيدة الكلاسيكية اهتم القاسم أن يُدخل المتلقّي في الجو التراثي الصحراوي العربي القديم ليعيش المكان ومع الناس ويحسّ بالحياة التي عاشها العربي قديما، فاستعمل الكلمات الغريبة والصعبة وخلق الصور وتلاعب بجرس الحروف وتشابك الصور وبناء العبارة، كما أضاف على البيت العمودي صدرا أو عجزا فجاء البيت بصدرين وعجز أو صدر وعجزين. كما اهتم باستحضار وتقمّص الرموز التاريخيّة والدينيّة، واستخدم الأساطير وأكثر من استحضار الآيات القرآنية واقتباسات من الإنجيل والتوراة.
وتحدث د. نبيه القاسم عن تطوير سميح القاسم لقصيدة التفعيلة والتجديدات العديدة التي أدخلها على بنيتها وموضوعاتها. واستخدامه للأغاني الشعبية والأساطير وتجديده في ما عرّفنا به من السربيّةوالكولاج والليزر. ممّا دفع بالناقدة سلمى خضراء الجيوسي لتقول إنّ سميح القاسم هو الشاعر الذي تظهر في أعماله ملامح ما بعد الحداثة في الشعر العربي.
القاسم أبدع في لونَين جديدَين من الشعر هما “السّربيّة” و”الكولاج”
وتحدّث الكاتب محمد علي طه فتطرّق غلى دور الأدب الفلسطيني الوطني في ترسيخ الهويّة العربيّة الفلسطينيّة والمحافظة على اللغة العربية السّليمة، ومقاومة الأسرلة والعَبْرنة. وتوقّف عند مراحل هامّة في حياة الشاعر سميح القاسم منذ عمله في التدريس وفي صحيفة “هذا العالم” إلى انتسابه للحزب الشيوعي وعمله في جريدة “الاتحاد” و”الغد” و “الجديد”، ومن ثمّ في صحيفة “كل العرب”.
وذكر طه أنّ سميح القاسم كتب القصيدة العموديّة في مجموعاته “الحماسة” وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وأبدع لونَين جديدَين هما “السّربيّة” و “الكولاج”.
وقال: كان سميح القاسم شاعرا عروبيّا إنسانيّا مناضلا في قصيدته ومقاله وفي حياته وفي مواقفه الوطنيّة الشّجاعة. كان يدعو إلى الوحدة العربية ويعادي دول سايس بيكو. قاوم الحكم العسكري والاضطهاد ومصادرة الأراضي ووقَف مع الثورة الفلسطينيّة ومع الانتفاضة الفلسطينيّة، وكتب قصائد تحوّلت إلى أناشيد شعبيّة للثوّار.
وقال: اهتمّ محمود درويش بالبحر وخصّه بقصائد عديدة، وامّا سميح القاسم فذهب إلى الصّحراء وكتب “سربيّة الصّحراء” و “خذلتني الصّحارى” .
وتحدّث طه عن علاقته الخاصّة بالشاعر وصداقتهما المتينة التي بدأت في خريف عام 1958 عندما زار القاسم في بيته في الرامة مع صديقيه محمود درويش وسالم جبران، وعن تأسيسهما مع عدد من الأدباء لاتّحاد الكتّاب العرب في العام 1987. وتطرّق إلى ميلاد قصائد معروفة للقاسم مثل قصيدة “تقدّموا تقدّموا” وقصائد عن يوم الأرض وعن حصار بيروت . كما تحدّث عن الرّسائل التي تبادلها القاسم والدّرويش عندما كان طه محرّرا ثقافيّا لصحيفة “الاتّحاد” فاختار لها عنوان “رسائل بين شطرَيّ البرتقالة” وكيف انتشر هذا العنوان في بلادنا والعالم العربيّ، وقد أشار إلى ذلك الكاتب إميل حبيبي في مقدمّة كتاب ” الرّسائل”.
تمثّل اللقاء بحضور رسمي وشعبي مميّز
وحضر اللقاء محافظ طولكرم الأخ عصام أبو بكر وممثّلون عن الفصائل الفلسطينيّة: فتح وحزب الشّعب وجبهة النضال الشّعبي والجبهة الشّعبيّة والصّاعقة وعدد من الشّخصيّات السياسيّة والأدبية مثل الرّفيق سهيل سليمان والرّفيق محمد قاسم جوابري والشاعر محمد علّوش والأستاذ حكمت قعدان والمناضل المخضرم عبد الرحيم السفاريني وآخرون.