بأجواء دافئة شارك نواب الجبهة – القائمة المشتركة، رئيس القائمة ايمن عودة، عبد الله ابو معروف وعايدة توما في معرض الرسومات الخاص بالطفلة الفلسطينية الغزيّة المُقعدَة ماريا أمن التي أصيبت بالشلل الكلي وهي بعمر خمس سنوات، جراء قصف صاروخي لحيّ الشجاعية في غزة عام 2006، وقد استضافت صالة العرض (جاليريا بن عامي) في تل ابيب يوم السبت الماضي معرض لرسومات ماريا.
وقد أودى الانفجار بحياة والدتها وجدّتها وشقيقها مهنّد، وبقيت ماريا مع شقيقها الناجي ووالدها حمدي الذي يعتني بكافة احتياجاتها، تواجه كابوس جريمة مقتل عائلتها أمام أعينها، حتى أصبحت اليوم شابة يافعة (16) عاما تتنقّل مع والدها من مستشفى إلى آخر في اسرائيل بمساعدة مديرة مكتب القائمة المشتركة في الكنيست اليوم داليا بيكر.
وتجول نواب الجبهة في معرض الرسومات، استمعوا خلال ذلك من ماريا ووالدها وشقيقها عن الأسلوب الإبداعي لبطلة المعرض التي قهرت الإعاقة وأصبح لديها القدرة بأن تقود عجلتها الكهربائية بذقنها ولوحدها، وتخطّْ بريشتها أجمل اللوحات المعبِّرة من خلال إمساك الريشة بفمها، حيث تعلّمت الرسم بهذه الطريقة خلال السنوات الأخيرة، لتعبّر عن مشاعرها من خلال الرسم.
وأبدى نواب الجبهة عن تقديرهم العالي لماريا الطفلة الشابة ماريا التي لم يترك من جسدها سالما سوى رأسها ودماغها وتواصل حربها على الحياة بإرادتها القوية أولا، وبواسطة جهاز التنفس الاصطناعي المتصل بها كل الوقت تقريبا. وأكدوا أن هذه العائلة المنكوبة التي يحاول من قتلها أن يكفّر عن جريمته بتقديم العلاج لابنتها لا تزال تعيش الجرح الذي لم يندمل، وتبحث عن الغفران، لينطبق على المؤسسة الاسرائيلية المثل الدارج القائل “بُقتُل القتيل وبِطلَع بجنازتُه”.
هذا وتوافدت حشود الزائرين للمعرض من اليهود والعرب الذي امتد لست ساعات متواصلة، بينهم الكاتب الصحفي التقدمي جدعون ليفي وعدد من الاعلاميين الاسرائيليين التقدميين وعدد من الأشخاص الذين رافقوا مشوار ماريا الصعب وخاصة في السنين الأولى بعد مقتل عائلتها.
وأعرب نواب المشتركة عن اعتزازهم بماريا التي لم تستطع أن تخفي تأثرها ومشاعرها الداخلية للحب الذي التف من حولها طوال يوم المعرض، حيث رفضت الاستجابة لطلب النواب والمشاركين شراء لوحاتها، مؤكِّدة أنها ستنسخ عنهم مستقبلا لغرض توزيعها وانتشارها.