أعرف الصديق الكاتب الاعلامي نادر أبو تامر منذ أيام الطفولة، من خلال مجلة ” لاولادنا ” التي كانت تصدر عن دار النشر العربي، حيث نشر فيها عددًا من محاولاته الشعرية، ثم عرفته مهتمًا بالبحث والدراسة أثناء دراسته الجامعية في القدس، وقد نشر في حينه عددًا من الدراسات والأبحاث الأدبية باسمه نادر خليل عبد الكريم في مجلة ” الجديد”، التي كان يصدرها الحزب الشيوعي، واحتجبت عن المشهد الثقافي الابداعي.
وأذكر دراسته عن رواية الطيب صالح ” موسم الهجرة الى الشمال ” تحت العناوين: ” الادراك الفني ، الجنس والحب والزواج، والصراع بين الشرق والغرب في الرواية “.
بعد ذلك سرقت الاذاعة نادر ابو تامر، وأخذ منه العمل الاعلامي والصحفي الوقت الكثير في تقديم البرامج الأدبية والثقافية والسياسية اليومية، الى أن عاد بقوة الى المشهد الابداعي بكتابة الخواطر الأدبية، أجملها خاطرته بل قل قصيدته المؤثرة التي كتبها الى روح أمه الراحلة، وراح يكتب بعزارة للأطفال، وله في هذا المجال حوالي عشرين عملًا قصصيًا ناجزًا، بدأها برامي لا يشبه أحدًا، واخرها ” انقطع الماء فجأة ” و” الزرافة ظريفة ” و ” البيت السعيد “.
وتتفاوت هذه القصص في قيمتها الأدبية والانسانية والجمالية وأبعادها التربوية، وهي ليست مجرد قصص، وانما فيها جدوى ومنفعة ومتعة، وتحترم وعي الطفل وعقله. ولذلك لفتت الانتباه، وتناولها بالنقد والاطراء عدد من المهتمين والكتاب والنقاد في البلاد.
ويكاد يتفق الجميع أن قصص نادر أبو تامر ملائمة للصغار، لما تحمله من لغة بسيطة واضحة باذخة ، وروح انسانية دافئة، ورصد تربوي، وأثر أخلاقي وقيمي.
ما يميز نادر أبو تامر امتلاكه لأسرار اللغة، وتمكنه من السباحة في بحرها واصطياد المفردات، واجادة فن اغواء الحرف. فهو يكتب بلغة أنيقة عميقة المعنى تحفر عميقًا في الشعرية، واستطاع أن يمتص كل نبوءات جمال الحروف وسحرها، وحقق كينونة من الصعب الوصول اليها.
نادر أبو تامر كاتب مبدع يتسم بجمال الكلام وأناقة الأسلوب في رسم الكلمات والتعبير عن المشاعر وطرح القضايا الحارقة التي يعاني منها مجتمعنا، وفي كتابته نجد الألق والعذوبة والجمال والانسياب.
فتحية عطرة للصديق المبدع نادر أبو تامر، مع تمنياتي له بدوام العطاء والابداع المشوق الماتع، الذي يحاكي العقل ويلامس الروح وشغاف القلب، ومزيدًا من العطاء في مجال الكتابة للكبار والصغار.