الأخوة الأحرار من بني معروف.
وأخيرا وبعد ملاحقة 8 سنوات صدر ضدّي القرار بالسجن ولم يكن الأمر مفاجئا وتوقعته منذ قلت لرئاسة لجنة التواصل وقبل
أن نغادر الأرض السوريّة وبحضور ممثل مشيخة العقل في الجبل: “سيفتحون ضدنا تحقيقا… فحُطّوها كلها في ظهري !”.
رأيت أن أوجه لكم هذا البيان التوضيحي وقبل دخولي السجن، شكرا للمئات من المتضامنين وبشتّى الأشكال ومسامحة
لكل أولئك الذين هَرُوا الطريق إلى بيتي ذهابا وإيابا لأبعثهم إلى سوريّة لرؤية أقاربهم ولم يكلفوا أنفسهم حتّى السؤال
هاتفيّا، فإن كانوا لا يستأهلون فربّما أقاربهم هنالك يستأهلون، ولا ضغينة عندي لهم وأرجو الله أن يسامحهم!.
ليس السجن أمنية، ولكن عندما يأتي ثمنا لحقّ عام ونتيجة خدمة إنسانيّة لأمتك وشعبك وأهلك يهون، فلست نادما على
ما فعلت إذ حقّقت للأم أن ترى أبناءها والأخ أن يرى أخاه والقريب أن يرى قريبه وقبل أن يرحلوا رحيلهم هذا عن وجه
هذه البسيطة، ولست نادما أن حقّقت للمؤمنين القيام بواجب دينيّ من الدرجة الأولى.
في الإنسانيّة بشكل عام وفي أمتنا وشعبنا وأهلنا أناس دفعوا رؤوسهم وسنوات طويلة من حريّتهم ثمنا لحقّ مجتمعاتهم، فما
أنا قياسا لهم ؟! وبالمناسبة وللتاريخ فجدّي الأول نفاع كنعان نفّاع كان سجنه الجزّار سنوات طويلة إثر تصدّيه وغيره من
رجالات الطائفة حينها لظلمه، وليس جزّار اليوم بمختلف عن جزّار الأمس إلا بالأدوات.
الأخوة الأحرار.
بعد هذه المقدّمة أودّ أن أوضح لأصحاب الضمائر الأحرار فيكم أن ما تروّجه المؤسسة الإسرائيليّة وكأن القضية هي لأني
التقيت بعض قيادات الشعب الفلسطينيّ، ويردّد ذلك وراءها بعض الببغاوات في أقفاصها هو تحريض أرعن، وسأفعل
ذلك بواسطة اقتباسات من القرار، لتعرفوا أن المستهدف الحقيقي هو هذا الحق المقدس في التواصل الممنوع فقط عن
الدروز في هذه البلاد، وبدعم أولئك الببغاوات:
* أولا: الحكم هو نصف سنة فعليّة على تنظيم الزيارة ومساعدة المشايخ على الزيارة… عن هذا يقول القاضي: “عضو
الكنيست ليس وكيل سفريّات غير قانونيّة ول-“سياحة إجراميّة” لدول الأعداء”.
هكذا… فزيارة المشايخ ضريح النبي هابيل )ع( وضريح عين الزمان )ع( سياحة إجراميّة ؟!
وكذلك يقول: “عضو الكنيست الذي ينادي بإرساء السلام مع جيراننا لا يستطيع أن يفعل ذلك طريقة سفريّات
ممنوعة لدولة عدوة ومساعدة آخرين على السفر…” لا حاجة لتعليق ؟!
ويزيد: “الخروج إلى دولة عدو، ومن خلال مساعدة آخرين الخروج إليها، يمسّ مسّا صعبا في القيمة المحميّة:
أمن الدولة… الدولة لا ترغب أن يسافر مواطنيها إلى دول عدو، الأمر محفوف- كذلك- في الخوف من أن يُمس
مواطنها، وكذلك في الخوف من أن يُبر على إيصال معلومات أو أن يُند لنشاط معادي لإسرائيل”.
وماذا مع بقيّة المواطنين المفتوحة الأبواب أمامهم على إيران والسعوديّة ولبنان والعراق ووو… فلا خوف عليهم؟!
* ثانيا: وسنة على اللقاء، ويقول: “حتى لو قبلنا حرفيا شهادة نهاد )نهاد ملحم( الشاهد من قبل الدولة والتي وجدتها
المحكمة المركزيّة أمينة، بأن المحادثة بين المستأنف وناجي )طلال ناجي( تمحورت حول أمور سياسيّة بين فتح
وحماس ولم تتمحور حول مواضيع أمنيّة، فعندما نتوجه للفحص إذا كان هذا عملا من الممكن أن يمس في أمن
الدولة، فإن تبادل الحديث هذا لوحده وحتى لو أن نهاد لم ينقص شيئا يكفي ليكون قاعدة للمس في أمن الدولة”.
أيها الأحرار يا أصحاب الضمائر
ربّما تظن الدولة و”ببغاواتها” أنهم بسجني قضوا على حقّنا في التواصل، ولكني سأردد وراء طيب الثرى سلطان الأطرش قوله:
لا يضيع حق وراءه مطالب والحقّ يؤخذ بالسيف عندما يكون سالبه أرعنا… وإن غدا لناظره قريب!
7 أيلول 2015 . سعيد نفاع
هذا واصدرت مشيخة العقل في سوريا زالدائرة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بيانين جاء فيهما: