يبدو أن العاصفة الثلجية الحالية التي تضرب منطقة الشرق الاوسط والتي أُطلق عليها اسم ‘ العاصفة هدى’ لن تكون إلا مجرد بداية لسلسلة من العواصف القطبية غير المسبوقة لهذا العام والتي ستتوالى على منطقة بلاد الشام. حيث اجمعت هيئات الارصاد الأوروبية والروسية على أن منطقة الشرق الاوسط ستكون تحت تأثير واحدة من اعنف العواصف الثلجية عبر تاريخها وذلك نتيجة تعرض الجزء الشمالي من القارة الأوروبية لسلسلة من المرتفعات الجوية التي ستدفع بالموجات القطبية القادمة من سيبيريا والشمال الروسي الى الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط. حيث اكدت عدة مصادر على ان الموجة الثانية من العواصف الثلجية ستضرب كل من سوريا ولبنان والاردن وفلسطين نهاية الاسبوع الحالي.
ففي حين تؤكد هيئة الارصاد الروسية على تعرض الجزء الغربي من روسيا لمرتفع جوي سيدفع بواحدة من اكبر الكتل الغائمة المحملة بالثلوج والقادمة من سيبيريا لمنطقة البحر الاسود وتركيا ومن ثم الى بلاد الشام جنوبا في غضون خمسة ايام. وقد اكدت مصادر في الهيئة المشتركة للتنبؤات الجوية الأوربية على نفس الخبر حيث أعلنت الاخيرة ان الموجة الثلجية القطبية ستصل المنطقة مساء الاربعاء القادم وقد تمتد الى اجزاء من الجزيرة العربية في ظاهرة تحدث لأول مرة منذ اكثر من 80 عاماً. هذا وقد اكدت نفس المصادر ان هذه الموجة الثلجية ستغطي جميع بلاد الشام بما فيها المناطق الساحلية من اللاذقية في سوريا الى مدينة غزة جنوبا ونستثنى من ذلك منطقة غور الأردن التي يصل ارتفاعها الى اكثر من 300 متر تحت سطح البحر.
والجدير بالذكر ان المناطق الساحلية لم تشهد تساقطا للثلوج منذ خمسينيات القرن الماضي.
وتشير التوقعات الأولية الى ان ارتفاع الثلوج قد يتجاوز المترين في المرتفعات التي تزيد عن 800م في حين تتراكم الثلوج في جميع المناطق التي ترتفع عن سطح البحر وهو ما يشكل تحدي كبير للأجهزة العاملة في هذه الدول. وفي نفس السياق, حذر خبراء في الكوارث الطبيعية ان البلاد التي ستضربها العاصفة القادمة ستتعرض لما يشبه الكارثة الطبيعية من الدرجة الثانية وهو ما قد يتسبب في خسارات هائلة في الأرواح والممتلكات نتيجة عدم جهوزية المؤسسات العاملة في المنطقة لمثل هذا النوع من الكوارث.