القرشي
واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس “إزالة” زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوإبراهيم الهاشمي القرشي من “ساحة المعركة”، بعدما أقدم على تفجير نفسه خلال تنفيذ القوات الخاصة الأميركية إنزالا استهدف مقر إقامته في شمال غرب سوريا.
وقال بايدن في خطاب متلفز “بينما كان جنودنا يتقدّمون للقبض عليه، اختار الإرهابي، في عمل جبان يائس أخير، ومن دون أيّ مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى، تفجير نفسه… عوضا عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها”.
وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض أنّه عند بدء العملية، “فجّر الهدف الإرهابي قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال” داخل منزله الواقع في بلدة أطمة في محافظة إدلب، وهي المنطقة ذاتها التي نفذت فيها واشنطن عملية مماثلة أسفرت في السابع والعشرين من 2019 عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبوبكر البغدادي.
ومنذ تسلمه مهامه خلفا للبغدادي في نهاية أكتوبر 2019، لم يظهر القرشي علنا أو في أي من إصدارات التنظيم المتطرف ولا يعرف الكثير عنه أو عن تنقلاته. ولم يعن اسمه حينها شيئا للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الجهادية، حتى أنّ بعضهم طرح إمكانية أن يكون شخصية وهمية، وقال عنه مسؤول أميركي رفيع المستوى حينها إنّه “مجهول تماما”.
وبعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو أمير محمّد عبدالرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت قد رصدت في أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قياديا في التنظيم الجهادي لكنّه مع ذلك كان “خليفة محتملا” للبغدادي.
وضاعفت المكافأة في يونيو 2020 إلى عشرة ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”.
وبحسب موقع “المكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأميركية فإنّ المولى، الذي “يعرف أيضا باسم حجي عبدالله” كان “باحثا دينيا في المنظمة السابقة لداعش وهي منظمة القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولى دورا قياديا كبيرا” في التنظيم.
واستهدفت العملية الأميركية مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وتضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى الدخان الأسود سقفه الذي انهار جزء منه. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.
وتداول سكان ليلا تسجيلات صوتية خلال العملية، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء المكان المستهدف.
وجاء القضاء على قائد التنظيم بعد أيام من إعلان قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، إعادة سيطرتها على سجن الصناعة في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، حيث خاض التنظيم هجوما منسقا على السجن، شارك فيه مقاتلون من الخارج وسجناء من الداخل. وعقب الهجوم اشتباكات استمرت لأيام، وأوقعت المئات من القتلى من الطرفين.
المصدر: