مشروع خطير بين حماس واسرائيل

الصورة (من الارشيف): انقلاب حماس في غزةتتزايد الأصوات الفلسطينية التي تحذّر من إبرام اتفاق بين الاحتلال الاسرائيلي وبين سلطة حماس في غزة، يهدد بتكريس حالة الانفصال السياسي بين غزة والضفة الغربية، أي حالة اخطر بكثير من الانقسام (الخطير) الحاصل بين فصائل سياسية.
ويعتبر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض،هذه المفاوضات التي تجري سرًا ولا تنجح حماس بنفيها تمامًا.. “خطوة لفصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل أراضي دولة فلسطين، ونقل حالة الانقسام الداخلي إلى الانفصال التام، ومحاولة لتقسيم التمثيل الفلسطيني بما يخدم رغبة دولة الاحتلال في عدم إمكانية دولة فلسطينية واحدة على الأراضي المحتلة عام 1967 بعاصمتها القدس”.
المعلومات التي تتسرب تشمل جوانب خطيرة جدًا، أبرزها إخضاع ميناء غزة لرقابة تركية ورقابة حلف الناتو، إضافة الى رقابة الاحتلال الإسرائيلي! أي رمي غزة في بحر تتلاطمه أمواج جهات معادية لمصلحة الشعب الفلسطيني وكل قضايا التحرر في المنطقة.. فأهم بنود الاتفاق الجاري بحثه بين حماس وإسرائيل هو “الموافقة الإسرائيلية على إقامة ميناء بحري عائم على بعد 3 كلم من شاطئ غزة يرتبط بشكل مباشر مع جزيرة قبرص التركية ويخضع لرقابة إسرائيل وحلف شمال الأطلسي (الناتو)”..
كل هذا يجري بدون أي تشاور او تنسيق من حماس مع بقية الفصائل الفلسطينية، التي تُجمع على رفضها هذا المسار الخطير وتطالب حماس بوقف التورط فيه. وتؤكد أن أية تهدئة يجب التوصل اليها تحت إطار الوفد الفلسطيني الموحد، بما يضمن التمثيل الفلسطيني الموحد ووحدة المشروع الوطني. خلاف ذلك، سينشأ وضع تصبح غزة فيه خارج المشروع الوطني الفلسطيني، وستسوّقها سلطات اسرائيل على أنها “دولة مستقلة” ما يعني أنها غير مجبرة على تقديم “دولة فلسطينية ثانية في الضفة” كما يحذر عوض.
من المحظور الوقوع في هذه المصيدة الإسرائيلية! إن الحالة الفلسطينية الراهنة لا تحتاج الى أية انقسامات جديدة، وبالتأكيد ليس انقسامًا ضخمًا في حجمه وخطره وإسقاطاته كهذا الاتفاق الذي يُقال إنه يُبرم في الخفاء، وبوساطة من مجرم الحرب توني بلير بالذات! إن المطلوب هو السير في الاتجاه المعاكس بـ 180 درجة؛ نحو المصالحة الفلسطينية الشاملة والمشروع الوطني الواحد للنضال المبرمج للتخلص من الاحتلال والحصار والاستيطان ومن اجل الاستقلال والسيادة والعودة.

(الاتحاد ـحيفا)

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .