استمرارا للندوات والطاولات المستديرة التي ينظمها مركز إعلام لمناقشة التقرير الاستراتيجي حول السيناريوهات المستقبلية لفلسطينيي الداخل، عقدت يوم الثلاثاء 21.3.17، في مقر جمعية بلدنا في حيفا، طاولة مستديرة حملة العنوان “الشباب والتحديات التي تواجه فلسطينيي ال-48: السيناريوهات المستقبلية”.
وشارك في الندوةِ كل من بروفسور امل جمال – مدير عام مركز إعلام، غدير شافعي – عضوة في مجموعة التفكير الاستراتيجي ومديرة جمعية أصوات، الناشط السياسي وطالب الدكتوراه في مجال العلوم السياسية محمد خلايلة، الناشطة السياسية، الحقوقية سهير أسعد والحاصلة على لقب ثان في القانون الدولي وحقوق الانسان، والمحام وطالب الماجستير في دراسة الأديان في جامعة تل ابيب رامي يونس، فيما ادار الندوة الناشط السياسي وعضو في إدارة جمعية بلدنا، محمد كبها.
وفي مداخلته شرح بروفسور امل جمّال عن مشروع التفكير الإستراتيجي وضرورة إشراك الشباب به، حيث تأتي هذه الندوة من هذا الباب.
أكد بروفسور جمّال أنه لا توجد حتميات بالتفكير، وان هناك أهمية كبرى للصوت الشبابي في تحديد وصياغة التحديات التي يواجهها شعبنا وبناء اليات مواجهتها، مضيفًا أنّ هناك أهمية للنقد، كونه لا يلغي النص والتفكير انما يدعو للتغيير وللطرح الى الأمام.
ودعا بروفسور جمّال إلى ضرورة التعلم من تجارب الشعوب الأخرى عند الخوض في مسألة التحديات التي تواجه مجتمعنا وهي متعددة ومتنوعة.
بدوره، أكد الناشط محمد خلايلة انّ هنالك أهمية كبيرة للحضور الشبابي في التقرير الصادر عن مجموعة التفكير الاستراتيجي، مشيرًا أنّ الحراكات الشبابيّة والجيل الشبابي تأثر بالحراك الثوري في العالم العربي بشكل فعال، مما يعني أنه لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها.
وأشار خلايلة إلى تأسيس حراكات شبابية عديدة، مستشهدًا بالحراك ضد مخطط برافر، التي كان لها دورًا فعالا في التأثير والتغيير ومواجهة التحديات لشعبنا الفلسطيني.
وأوضح خلايلة أنّ دور الشباب آخذ في الصعود في الانتخابات المحلية وفي الأحزاب السياسية، كما وأنّ دور الحركات الطلابية في التنشئة الاجتماعية والسياسيّة بات يزداد مما يمكن اعتبارها “ثروة بشرية من اجل احداث التغيير”- حد تعبيره.
المحامي رامي يونس فضّل بدوره طرق التقرير من خلال التطرق إلى صعود فكر الإسلام السياسي في العالم العربي عامةً، وفي فلسطين خاصةً، موضحًا أنّ الجواب لهذا الصعود نجده بالمصطلح “تعددية”.
وأكد المحامي يونس أنه آزاء هذا الوضع فإن مسؤولية التغيير تقع على النخب الفلسطينية، خاصة وأن التعددية لا تعني فقط ضرورة تقبل الخطاب الديني ومنحه الحيّز اللازم إنما انعدام التعددية لدى التيار العلماني الذي يحاول إسكات هذا الخطاب، عليه فإن تذويت قيمة التعددية وقيمة الانسان هي المفتاح للتعامل مع المستقبل.
بدورها علقت الحقوقية والناشطة سهير اسعد على التقرير مؤكدةً أنّ هنالك أهمية لتفكير استراتيجي في ظل نضال تحرري وليس من منطق الأكمة وردة الفعل، خاصةً أنّ التفكير في هذا السياق يفاقم الأزمة.
وقالت اسعد أنّ هنالك أهمية في التشارك عند الحديث عن مرجعية استراتيجية، والقصد مشاركة جميع الفئات، مما يعني الاكاديميين والناشطين والقواعد الشعبية.
وشددت أسعد على ضرورة العمل على تشخيص الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الوضع، خاصة من عنف وتطرف وهوس إجتماعي في السيطرة، فهي عوامل ليس أقل خطورة وتأثيرًا على وضعنا ومكانتنا من الإحتلال ذاته.
وأنهت مداخلتها قائلة بان هناك حاجة لتفكير استراتيجي اخذًا بعين الاعتبار العملية التراكميّة للفلسطينيين، وتشخيص قدراتنا بشكل صحيح وبذلك ممكن أن نعطي معنى للعمل السياسي.
وفي مداخلتها، عززت الناشطة غدير شافعي، ضرورة تطوير آلية التفكير الإستراتيجي، والتي تعني بالضرورة كسر انماط التفكير التقليدية وتجاوز حدود اللغة المستعملة وعدم القبول بها أو القبول بما عرفناه بالمسلمات.
واختتمت الشافعي بالقول أنّ التفكير الإستراتيجي يساهم ايضًا بتفكيك الواقع المركب والمتغير الذي وصلنا إليه اليوم، الأمر الذي ينقلنا من مستوى رد الفعل إلى الفعل والتنظيم.