افتُتحت “الاربعاء” في القدس جلسة الاستماع إلى الدعوى التي رفعها ماني نفتالي، مصرّف الأعمال في مسكن بنيامين نتنياهو، ضدّ مكتب رئيس الحكومة، وقد كُشفت خلالها أدلّة تُزعج بشكل خاصّ زوجة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو.
عندما جئت إلى مسكن رئيس الحكومة، اكتشفت أنّ سارة نتنياهو تشرب كميات جنونية من الكحول. فزعت عندما رأيت كم تشرب: 3 زجاجات شامبانيا في اليوم”، هذا ما قاله اليوم (الأربعاء) ماني نفتالي، مصرّف الأعمال السابق في مسكن رئيس الحكومة، في جلسة الاستماع في محكمة العمل اللوائية في القدس.
وقد شهدت وسائل الإعلام الكثيرة التي كانت حاضرة في قاعة المحاكمة، والتي كانت إحدى أكثر المحاكمات تغطية في إسرائيل في الآونة الأخيرة، أنّ الأمور قد سارت بنبرة عدائية، وأنّه قد تمّ تبادل الاتهامات بين محاميات الطرفين، والتي كسرت الأرقام القياسية في العدائية.
وقف نفتالي نفسه أمام تحقيق جدّي، حاولت خلاله المحامية التي تمثّل الزوجين نتنياهو الادعاء بأنّه رجل عنيف وكذاب، ولكنه أجاب على جميع أسئلتها وادعاءاتها. بحسب كلامه، من ادعى أنّه كان عنيفا تجاه الموظفين في مسكن رئيس الحكومة هم الموظفون الحاقدون، وأنّه بخلاف ما أعلن عنه في وسائل الإعلام، فليس لديه التزاما سوى ما نشأ بعد رفع الدعوى الحالية.
وكردّ على الهجمة التي وُجّهت إليه، بدأ نفتالي بالحديث عن عادات الشرب لدى السيّدة نتنياهو. في هذه المرحلة طلبت القاضية إيقاف جلسة الاستماع، مدعية أنّ “تحقيق المدّعي يتّجه لموضوعات لا صلة لها إطلاقا مع الدعوى الماثلة أمامنا والأسئلة التي يتنازع عليها الطرفان، مع المسّ غير المناسب بخصوصيات المدّعي. في الواقع، فعلى المدّعي الذي رفع الدعوى أن يتوقع أسئلة شخصية، ولكن الأسئلة التي طُرحت حتى الآن ليست فقط أنّها لا تقدّم جلسة الاستماع، وإنما هي موجّهة لمسارات غريبة جدّا، وليس من الواضح لماذا تم طرحها”.
استقال نفتالي من عمله في مسكن نتنياهو قبل نحو عامين، وكان قد عمل كحارس شخصي لسارة نتنياهو وأبنائها، وأصبح لاحقا مصرّفا لأعمال مسكن رئيس الحكومة. في شهر آذار الأخير رفع لمحكمة العمل في القدس دعوى بمبلغ مليون شاقل ضدّ مكتب رئيس الحكومة. اشتملت الدعوى على مزاعم بتوظيف ضارّ والحرمان من الحقوق، بالإضافة إلى وصف سلسة من الإهانات والعبارات العنصرية اليومية، كما يُزعم، كانت تنتهجها زوجة رئيس الحكومة.
وقد فصّل نفتالي في إفادة قدّمها بأنّ سارة نتنياهو فرضت كما يزعم على الموظّفين قواعد صارمة من أجل الحفاظ على النظافة الشخصية، وطلبت منهم تغيير ملابسهم ثلاث مرات خلال يوم العمل. بحسب ادعائه، فقد طُلب من الموظفين غسل جسمهم قبل أن يدخلوا إلى غرفة النوم واضطُرّوا إلى الاستماع لنزوات سارة نتنياهو المختلفة، كما يُزعم، مثل تعبئة البيض في الثلاجة في أكياس منفصلة لكلّ بيضة.
“الأقوال التي نقلتها في الإفادة هي نماذج صغيرة جدّا عن الأمور التي حدثت في مسكن رئيس الحكومة”، كما قال نفتالي. “لم أرغب بالإضرار برئيس الحكومة والليكود”.
وقد جاء في ردّ أسرة نتنياهو: “أقوال الكذب والتشويه والتشهير التي لا أساس لها ممّا يرويه ماني نفتالي في المحكمة عن زوجة رئيس الحكومة – التي لم يتمّ الادعاء بها مطلقا من قبله – هي فضيحة. ليس أقلّ من ذلك. “يستغلّ نفتالي حقيقة أنّه لا يمكن مقاضاته على التشهير والسبّ الذي يقال على منصّة الشهود، وهو مستمرّ في حملة تشويه السيّدة نتنياهو، كل ذلك بهدف استخراج الأموال من الدولة بطريقة غير مشروعة، والإضرار برئيس الحكومة وأسرته. وقد أعرب الشعب الإسرائيلي عن اشمئزاز من هذا التصرّف اللاذع، العنيف وغير الأخلاقي. بعد أن تظهر الحقيقة في المحكمة، سوف يظهر أن جميع دعاواه لا أساس لها”.