ضمن حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة التي بادرت إليها “كيان” تحت عنوان “كوني Anti”، نظمت مجموعة “عسفاوية انا” مؤخرًا أمسية تحت عنوان “وميض إمرأة” شارك بها عشرات النساء “العسفاويات” مؤكدات على أنّ العنف ضد المرأة مرفوض بجميع أشكاله.
وبدأت الأمسية التي افتتحتها الناشطة امتياز منصور، بمداخلة بعنوان “العنف ضد المرأة جريمة”، القتها الناشطة منى محاجنة، من كيان، مؤكدة خلالها على أهمية تعزيز الوعي عامة وعند النساء خاصة فيما يتعلق بمسالة العنف ضد النساء.
وتطرقت محاجنة من خلال كلمتها إلى أصناف العنف وأشكاله على أرض الواقع مشيرة إلى أنّ هنالك انواع قد تبدو غير عنفيّة إلا أنها تقع ضمن خانة العنف بالتأكيد.
وانتهت كلمة الناشطة منى محاجنة بتجاوب وتفاعل كبير حيث عقبها تقديم مداخلات من عددٍ من النساء تحدثت فيها كل امرأة عن تجربتها الخاصة فيما تحدثت إحدى المشاركات عن تجربتها مع العنف مُفصلة ما تعرّضت له من اساليب قمع وتعنيف الأمر الذي حرّك مشاعر المشاركات وتأكيد رفضهّن لأنواع العنف كافةً.
وتلا ذلك فقرة القاء شعر قدمتها الشاعرة هيام ابو الزلف، حيث القت قصيدة “المرأة انسان”، موضحة خلالها على أنه لا فروقات بين المرأة والرجل وحتى لو كانت هنالك فروقات بيولوجية إلا أنه من غير المفترض أن تعكس على الأداء الوظائفي والتعامل علمًا أنّ الفريقين يرد إلى نفس الجذر، وهو الإنسانية.
بدورها، تطرقت الحكواتية حنان ابو الزلف من خلال مقطع موندراما ملفت بشكل كبير إلى “المكتوب”، حيث عرضت مقطع من مسرحية “كله مكتوب” انتقدت من خلاله المعتقدات السائدة في مجتمعنا العربي وكأن كل ما يقع لنا هو مكتوب الأمر الذي يدفعنا إلى التسليم بالـ “الأمر الواقع” علمًا أنه قابل للتغيير، موضحة أنّ العنف ليس مكتوب إنما فعل يستوجب الانتفاض والعمل على تغييره وعدم التسليم به.
وفي فقرة مؤثرة جدًا، قامت لاحقًا مجموعة “عسفاوية انا” بقراءة نصوص تحت عنوان “وميض إمرأة” قدمن من خلاله شهادات وقصص 8 نساء قتلن.
وأوضحت المجموعة خلال قراءة القصص أنه وفقط في المجتمع الدرزي قتلن في الـ 20 سنة الماضية 18 إمرأة! مما يعني أنّ ظاهرة القتل على ما يسمى بشرف العائلة، وبخلاف الاعتقاد السائد، موجودة وراسخة ايضًا في المجتمع العربي الدرزي، الأمر الذي يستدعي الوقوف عندها ومناهضتها، إلى جانب مناهضة كافة أشكال العنف التي لربما تكون كلامية أو اقتصادية أو جسدية وما إلى ذلك من أساليب.
وفي حديثٍ مع منى محاجنة من كيان قالت أنّ الأمسية كانت مؤثرة جدًا، ومميزة في ذات الوقت، وأضافت: التفاعل الذي لمسناه في الأمسية يؤكد أنّ ظاهرة العنف مرفوضة قطعيًا وأنه علينا كافة، كمجتمع وكمؤسسات نسوية وكأفراد، العمل على اجتثاثها.
وأوضحت: خلال الأمسية قمنا بـ “أنسنة الجريمة”، والقصد عرض قصص النساء الضحايا، اسمائهن وتفاصيلهن وقصصهن التي تقشعر لها الأبدان، من المؤسف اننا بتنا نتعامل مع الضحايا فقط بالأرقام علمًا أن لكل ضحية قصة، وكيان، ومستقبل.
بدورها قالت سميرة عزام من مجموعة “عسفاوية انا”: حضر الأمسية أكثر من 70 امرأة وتفاعلن بشكل كبير مع الأمسية لدرجة أنّ إحدى النساء شاركتنا بالمعاناة والعنف الذي تعرّضت له لأكثر من 15 عامًا.
وأضافت: الاعتقاد السائد في المجتمع الدرزي أنّ جريمة القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة معدومة، لكن أكثر ما صدم الحضور هو عدد الضحايا من النساء الدرزيات، حيث تم تسمية 18 ضحية قتلن تحت هذا المسمى المرفوض.
وأختتمت عزام: من المهم شكر “كيان” على هذه الجهود في رفع الوعي النسائي للظاهرة ودفعهن إلى التأثير والتغير في المجتمع، انضممت إلى كيان منذ 3 سنوات ومنذ ذلك الحين ننشط في عسيفا لمساندة النساء ومن هذا الباب جاء تشكيل خليتنا “عسفاوية انا” التي اعتز بها.