ضمن مشروع “قلب البلد-صناعة المكان”، والمُنفذ من قبل جمعية تشرين والمركز العربي للتخطيط البديل ومرافقة إعلاميّة من مركز “إعلام”، نظمت مؤخرًا جولة تثقيفية خاصة إلى القدس شارك بها كافة المجموعات المشاركة من الطيبة والطيرة والناصرة وعكا.
تأتي أهمية هذا الجولة التثقيفية في تمكين الشباب بالقدرات المهنيّة والمعرفة حول ادوات التخطيط المستعملة في “صناعة المكان” وعلاقاتها بسياسات التخطيط الحاليّة وتأثيرها على الموروث الحضري والانتماء للمكان.
ورافق الجولة التي هدفت إلى اظهار البعد المكاني للمشاركين والتطورات على الحيّز وهويته الفلسطينية المرشد المقدسي داوود الغول الذي تحدث عن المكان بشكل خاص وعن مواقع أخرى تبهر برسالتها المعمارية المحافظة على هويتها الفلسطينية متحدية مساعي طمس الهوية وتغليب رواية مكانية إسرائيلية.
وكانت المحطة الأولى في قرية “النبي صموئيل”، وهي قرية صغيرة تقع على أعلى تلة إلى الشّمال الغربيّ من مدينة القدس المحتلة. يسكن في القرية 250 فلسطينيًا، معزولين عن القدس وعن بقية مناطق الضّفة الغربيّة بجدار الضمّ والتوسع الذي يطوّق القرية، حيث أطلع المشاركون على القدس من أعالي القرية في محاولة لإستيعاب عملية الضم والتوسع والتطويق التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.
وفي المحطة الثانية، مر المشاركون من جانب قرية لفتا المهجرة وصولا إلى بيت صفافا لزيارة القيمين على مشروع “صناعة المكان” في المنطقة: السيد سامي طه عثمان والسيدة ليان مديرة برنامج الاستدامة وأطلع المشاركون على الحديقة التي تمت تأسيسها للتحوّل لحديقة جميلة تطل على القدس، سميت حديقة البرج-بيت صفافا نسبة لمنطقة البرج القديمة في بيت صفافا.
وكانت المحطة الثالثة متنزه المحطة، أطلع فيها المشاركون على كيفية تحويل مكان مهمل وغير مستعمل لموقع جذاب، فنّي ومزدهر اقتصاديًا مع ابقائه كحيّز عام متاح للجميع.
وفي الطريق للمحطة الرابعة، اطلع المشاركون على مواقع تمت فيها صناعة المكان على طول شارع ابن جبير مرورا بحديقة كرم الخليل (الروكفلر) وعلى تحول الحديقة من وكر سموم لحيّز عام حيوي وآمن.
في المحطة الخامسة زار المشاركون مؤسسة برج اللقلق وتم تقديم الشرح لهم عن أهمية عمل المؤسسة في سياق الحيّز العام، ليتوجه المشاركون للمحطة السادسة في الجالية الأفريقية حيث التقوا بأفراد من الجالية وقدّم لهم الأسير المحرر علي جدّة نبذة عن الجالية في القدس وعن تجذرها مع الشعب الفلسطيني.
أما المحطة الاخيرة فكانت في باب العمود وشملت شرحًا عن هوية وتاريخ المكان، وأهميته كحيّز عام شعبي جدًا، حيث يبدع سكان المنطقة بأساليب متنوعة لتحدي القيود المفروضة عليهم للتواجد في هذا المكان وتعزيز انتمائهم وملكيتهم فيه.
بقي أنّ نشير إلا أنّ هذا المشروع يأتي بدعم سخى من مؤسسة التعاون وروزا لوكسمبورغ ويهدف إلى تطوير مفهوم “صناعة المكان” وتحويل أمكنة عامة إلى امكنة تحاكي قصة المكان مما يعزز الانتماء الجماهيري إليها.