الطاقم الوزاري للإسكان يقر إقامة شيبولت بمحاذاة بيت ريمون، تماشيًا مع قرار المجلس القطري للتخطيط والبناء الذي اتخذ بضغوط وجهود المركز العربي للتخطيط البديل ومجلس طرعان وجمعية حماية الطبيعة.
قام المركز العربي للتخطيط البديل بالتعاون مع مجلس طرعان المحلي وجمعية حماية الطبيعة بتقديم اعتراض على محاولة نقل مخطط مستوطنة “شيبولت” الى موقع أخر، خلافًا لقرار المجلس القطري للتخطيط والبناء الصادر بتاريخ 7.7.2015، الذي ينص على إقامتها قرب “بيت ريمون”. وتم ارسال رسالة شديدة اللهجة تطالب اللجنة الوزارية للاسكان، باالامتناع عن تغيير الموقع، والإبقاء على القرار المهني لمجلس التخطيط القطري، بإقامة “شيبولت” بمحاذاة بيت ريمون لتستفيد من المنشئات والبنى التحتية القائمة، وعدم اقامتها بشكل منفصل على جبل طرعان.
لقد استمرت مواجهة إقامة مستوطنة “شيبولت” شمالي طرعان، قرابة عقد من الزمن، بلغت ذروتها في سنة 2015، حين نجح مجلس طرعان المحلي، بمرافقة المركز العربي للتخطيط البديل وجمعية حماية الطبيعة، بإقناع المجلس القُطري للتخطيط والبناء برفض الاقتراح المقدم من قبل دوائر الاستيطان لإقامة مستوطنة “شيبولت” بمحاذاة طرعان. وحينها أقرّ المجلس القطري للتخطط والبناء نقل موقع المخطط وإبعاده عن طرعان، ليشكل جزءًا من مستوطنة “بيت ريمون” الواقعة في الطرف الغربي من جبل طرعان.
تقديم الاعتراض للطاقم الوزاري للاسكان
وكان المركز العربي للتخطيط البديل قد توجه إلى “طاقم الإسكان” مطلع الأسبوع، مطالبا ومحذرا من مغبة الوقوع في شرك الالتفاف على قرار المجلس القطري، والانسياق وراء دوائر الاستيطان بالعودة إلى نقطة الصفر بخصوص موقع “شيبولت”. وجاء في كتاب الاعتراض الذي قدمه المحامي جواد أبو الهيجاء من المركز العربي للتخطيط البديل، ان الجلسات المهنية التي افضت الى اتخاذ قرار إقامة شيبولت بمحاذاة بيت ريمون، كانت قد ناقشت عدة اقتراحات بخصوص الموقع، وان الموقع الأنسب تم اختياره لاسباب مهنية، ولا يمكن تجاوز هذا القرار، بل يجب على الهيئة الوزارية احترامه والاخذ به، وعدم التضييق على بلدة طرعان.
مسؤولية ومواجهة
وأعلن رئيس مجلس محلي طرعان السيد عماد دحلة رفضه المطلق للنوايا والأحابيل الجديدة بخصوص “شيبولت” وأكد على نيته في إحياء الجهود القانونية والشعبية لمواجهة وإفشال مقترح نقل موقع مستوطنة “شيبولت” إلى موقع آخر يتعارض مع قرار المجلس القطري للتخطيط والبناء من عام 2015. وقال دحلة ان مجلس طرعان المحلي سارع بالتحرك فور وصول المعلومات بانعقاد جلسة “طاقم الإسكان” لمناقشة قضية شيبولت، وتم اجراء الاتصالات والمشاورات مع العديد من الجهات والهيئات المهنية، للوقوف على مجريات الأمور.
وأكد دحلة ان يقظة المجلس المحلي والتنبه للأخطار المحدقة بنا، توجب منا العمل المتواصل من اجل مستقبل طرعان، والحفاظ على أراضيها التاريخية. وان النجاح الذي حققناه في العام 2015 بنقل شيبولت الى محاذاة “بيت ريمون” لم يكن بالأمر الهين، وتطلب منا جهودًا كبيرة، ومن واجبنا ومسؤوليتنا متابعة هذا الأمر وعدم التفريط بما حققناه. تعاملنا مع القضية بشفافية ووضوح مع أهالي بلدنا، ونفتخر بأننا نحمل الثقة ونحقق الإنجازات من اجل أهالي طرعان ومستقبلها.
اليقظة والتنبه للاخطار المحدقة
وكان د. حنا سويد، رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، قد اوضح بأنّ الاستحقاقات والتبعات المباشرة لقانون القومية العنصري ستتجلى في مجالات التخطيط والبناء والأراضي والاستيطان ومناطق النفوذ ومسطحات البناء، منبهًا الطواقم المهنية والهيئات الشعبية ورؤساء السلطات المحلية من استنهاض مخططات قديمة ومستحدثة تستهدف الوجود العربي في البلاد. وقال سويد، لا نستهجن أن يتم في هذه الاجواء رفع وتيرة الترويج بصلافة وعنصرية لمخططات التهويد وسلخ الأراضي وإعادة احياء مشاريع استيطانية مكدسة على الرفوف، وتشديد سياسات تضييق وخنق البلدات العربية.
وأكد سويد ان يقظة المركز العربي للتخطيط البديل والتعاون السريع مع مجلس طرعان المحلي والتنسيق مع جمعية حماية الطبيعة، أدت الى النتيجة المرجوة، وعدم فتح القرار المهني لمجلس التخطيط والبناء القطري، ونقل موقع شيبولت، وفي هذه الأجواء يجب تكثيف المتابعة والتيقظ لكل القرارات والمناقشات لدرء الاخطار المحدقة ببلداتنا العربية.