من مصدر خاصّ: أقامت مؤسّسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف وبالمشاركة مع مؤسّسة الأفق للثّقافة والمسرح وقد أقيمت النّدوتان برعاية مجلس كفر ياسيف المحلّيّ ومؤسّسة “سوليداريس” البلجيكيّة الدّاعمة لنشاطات مؤسّسة محمود درويش الثّقافيّة.
في النّدوة الأولى في مقرّ المؤسّسة في كفر ياسيف افتتح الكاتب عصام خوري مدير المؤسّسة مستهلًّا بالتّرحيب بضيفيْ الأمسية: د. عاطف أبو سيف وزير الثّقافة الفلسطينية ومرافقه وكيل وزارة الثّقافة جاد الغزّاوي ومحمّد بركة رئيس لجنة المتابعة العربيّة العليا، وشكر الحضور الّذي جاء من كفر ياسيف والقرى والمدن المجاورة.
بدوره رحّب رئيس المجلس المحلّيّ في كفر ياسيف بضيوف القرية والمؤسّسة وبالحضور وتناول الموضوع المطروح وأهمّيّته في هذه الظّروف السّياسيّة العصيبة الّتي تمرّ بها القضيّة الفلسطينيّة كقضيّة صراع وطنيّ وسياسيّ ووجوديّ لإبراز الهويّة الفلسطينيّة العربيّة.
أمّا في النّدوة الثّانية الّتي انعقدت في مقرّ مسرح الأفق، وأمام جمهور لافت ونوعيّ افتتح الفنّان المسرحيّ عفيف شليوط مدير مؤسّسة الأفق بكلمة ترحيبيّة بالحضور والضّيوف: د. أبو سيف وبركة والغزّاوي.
والسّيّد كايد عبّود رئيس مؤسّسة الأفق للفنون ألقى كلمة ترحيبه بضيوف المؤسّسة وحضورها.
وفي مداخلته في النّدوتيْن تناول محمّد بركة بأسلوب التّحليل العلميّ وبالاعتماد على الحالة الواقعيّة الّتي يعيشها المجتمع العربيّ في إسرائيل، تحت شبح العنف والإجرام والسّياسات السّلطويّة عامّة من تمييز عنصريّ ومصادرة أرض وهدم بيوت وحرمان واعتقال وقتل الحفاظ منوها الى اهمية الحفاظ على أرضنا لنضمن امتدادنا الأفقيّ على ترابنا المهدّد يوميًّا.
اما مداخلة الوزير د. عاطف أبو سيف والّتي جاءت على شكل حوار في شفاعمرو، فقد حاوره الفنّان شليوط حول عدّة محاور تمسّ الموضوع المطروح، وأهمّها ارتباط المكان بالهويّة وتأثيره عليها، خاصّة أن الفلسطينيّين منتشرون على كثير من أماكن التّواجد، وحول أهمّيّة الثّقافة والكتابة عندما تتحوّل إلى فعل نضال وعن مرحلة التّحدّيات الأدبيّة وتنوّع الأدب المباشر وغير المباشر في ظلّ تهديد هويّتنا ولغتنا وأدبنا، وقد طرح شليوط أيضًا موضوع ترجمة الأدب الفلسطينيّ إلى اللّغات الأخرى كرسالة تحمل عدالة قضيّتنا الوطنيّة وصورة هويّتنا الرّاسخة، وفي خضمّ النّقاش شارك الفنّان نصر علي والكاتبة دعاء زعبي خطيب من النّاصرة والنّاشط مصطفى نفّاع من شفاعمرو بطرح أسئلة ومداخلات قصيرة أغنت الحوار.
وقد أشار د. أبو سيف إلى ضرورة حماية ثقافتنا وأدبنا أمام الإعلام الصّهيونيّ القويّ، واقعنا صعب ولكن لا يمكن الهروب منه، ولذلك علينا أن نسعى بكثير من الوسائل للوصول إلى هدفنا الأسمى، وهو البقاء والصّمود والتّطوّر والوصول بأدبنا إلى العالم بطرق شتّى عدّدها الوزير، من أهمّها التّرجمة وضرورة إقامة مؤسّسة وطنيّة للتّرجمة، وضرورة رفع مستوى تشبيك ثقافتنا وأدبنا بالآداب العالميّة، وأشار إلى مدى اهتمام الوزارة بدعم المبدعين وبخاصّة الأسرى منهم، وكذلك قال أنّه بالرّغم من وجود 18 جامعة فلسطينيّة إلّا أنه لا يوجد حتّى الآن مساقات تدرّس الأدب الفلسطينيّ القديم، وتكلّم عن ضرورة رفع الميزانيّات كي تستطيع أن تتحوّل وزارة الثّقافة إلى مؤسّسة مؤثّرة وتقود مسيرة النّظم الثّقافيّة الفلسطينيّة كسلاح ضروريّ بيد الشّعب الفلسطينيّ في مسيرة كفاحه الوطنيّ من أجل صيانة الهويّة أمام التّهديد الصّهيونيّ بتغييبها، ومن أجل الحرّيّة والاستقلال القوميّ والدّولة الوطنيّة والحياة الكريمة.