ترفض لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية العمل الاجرامي التي وقعت في مقهى في تل أبيب، وتؤكد أنه يستحق كل استنكار، فهو يتعارض من حيث الجوهر، مع طريق نضالنا الديمقراطي والشرعي، الذي اختارته الجماهير العربية، بكل تياراتها. وهذه الجريمة تشكل خروجا قاسيا جدا، عن طريق النضال العادل من أجل تحقيق حقوق الجماهير العربية، كما أنها تشكّل هدية للمحرضين الدائمين ضد جماهيرنا.
إن لجنة المتابعة التي تضم كل ألوان القوس السياسي والاجتماعي في المجتمع العربي، اختارت طريق نضال سيسي وديمقراطي ثابت ودائم، منذ قيام الدولة، وهذا على الرغم من سياسة الاضطهاد والتمييز التي اتخذتها المؤسسة الحاكمة في إسرائيل منذ عشرات السنين، ولم يفلت منها اي مجال من مجالات الحياة: مصادر الأراضي، سلب الحقوق، اقصاء عن مجال المساواة وعن المجال الديمقراطي، وضرب متواصل لحرية التعبير وحرية التنظيم للجماهير العربية، وتغاضي لا يطاق عن الجرائم المتنوعة التي ارتكبت ضد الجماهير العربية، والتنكر كليا لمبادئ العدالة والسلام، وتمييز متواصل ومستفحل، الى درجة خلق مجتمعين: مجتمع الأغنياء، ومجتمع الفقراء، الذي بغالبيته الساحقة من المواطنين العرب.
في السنوات الـ 20 الأخيرة، وقف على رأس المحرّضين ضد الجماهير العربية، شخص اسمه بنيامين نتنياهو، الذي جعل من التحريض أيديولوجيا من أجل الدفع بأهدافه السياسية، ويحاول بشكل رخيص وضيع، واختلاق خلافات طائفية في داخل جماهيرنا، وهو آخر من يستطيع أن يعظ للجماهير العربية وقيادتها بالأخلاق.
إن تصريحات نتنياهو بشأن “الدولتين في داخل إسرائيل”، مرتدة عليه، لأنه هو الذي أقام، دولة الاحتلال، ودولة المستوطنين، ودولة شارة ثمن، ووقف من خلف ودعم كل القوانين العنصرية والمناهضة للديمقراطية، وأقام دولة الأغنياء وحيتان المال، وهو الذي اغلق باب طريق السلام والمساواة الحقيقية.
إننا نرفض هذه العملية الاجرامي في المقهى، ونبعث تعازينا لعائلات الضحايا، وفي نفس الوقت، نرفض كليا كل محاولة لنسبها الى الجماهير العربية، التي تسعى الى العدالة والمساواة.