بحضور المئات من رجال ونساء الاعمال والاقتصاديين ومتخذي القرار، نظمت كلية القاسمي للهندسة والعلوم، أمس الأربعاء، في باقة الغربية، مؤتمرها الاقتصادي الأول الذي جاء تحت عنوان “أهداف ومبادرات في ظل التحديات”.
وبدأ المؤتمر الذي تولى عرافته، عصمت وتد-مراقب حسابات وقانونيّ ورئيس مسار الادارة المالية والاقتصاد في كلّية القاسمي، بكلمات ترحيبية، حيث رحّب وتد بالمشاركين معتذرًا بالنيابة عن وزير الطاقة وعضو الكنيست د. يوفال شطاينتس لعدم تمكنه من الحضور موضحًا أنّ هذا المؤتمر سيعمل على تشخيص الواقع والتحديات أمام الاقتصاد العربي مقابل عرض حلول فعليّة للنهوض به.
بدوره ايضًا رحب رئيس بلدية باقة الغربية-المحامي مرسي أبو مخ، بالحضور مؤكدًا على أنّ باقة الغربية، بهذا المؤتمر، في خطى ثابتة نحو التقدم والتطور والنهوض بمجتمعنا العربي الذي يعاني من التمييز المننهج في كافة المجالات لا سيما الاقتصادية.
وفي بداية كلمتها، أوضحت د. داليا فضيلي- رئيسة كليّة القاسمي للهندسة والعلوم أنّ هذا المؤتمر هو بداية تقليد سنويّ، من خلاله تقوم كلية القاسمي للهندسة والعلوم بطرح أفكار حول ادارة طاقات مجتمعنا والعلاقات ما بين المجتمع والمؤسسات المختلفة.
وتطرقت د. فضيلي إلى بداية عملها في كلية القاسمي للهندسة والعلوم، مشيرة إلى أنّها شغلت منصب نائبة رئيس كلية القاسمي التي عملت على تأهيل المعلمين، وخاصة المعلمات العربيات، للتدريس في المدارس، وقد أقيمت لاحقًا كلية القاسمي للهندسة والعلوم، وفي عام 2012، وبعد ترأس د. داليا فضيلي لها، أحدثت التحوّل الكبير الذي جعلها بوصلة ومركز ثقل لكافة الباحثين عن اندماج في سوق العمل. فقد تم بناء هوية تنظيمية جديدة للكلية، تلك التي تأخذ بعين الاعتبار احتياجات السوق، واحتياجات المجتمع العربي والمعيقات التي تحول دون تقدمه.
وتطرقت د. فضيلي إلى المحاولة الناجحة في تغيير الفكر النمطي السائد فيما يتعلق بالمدارس التكنولوجية، حيث نجحت القاسمي على دفع هذه المدارس إلى مقدمة المسيرة التربوية. كما وتطرقت إلى سبل تمويل الكلية وخلق متبرعين عرب، أسوة بالمجتمع اليهودي، إلى جانب العمل على إيجاد مصادر تمويل مختلفة للنهوض بالتعليم العربي.
وشددت د. فضيلي أنّ مواضيع التعلم واختيار التخصصات في الكلية والمبنى التعليمي لبرامج التعليم موجه بشكل مباشر ليلائم فرص العلم في السوق المحلي والقطري.
اما نائبة بنك إسرائيل، د. نادين بودو- طراختنبرغ فقد قامت خلال مداخلتها بالتطرق إلى السوق الإسرائيلي بشكل عام وسوق العمل العربي.
وأشارت إلى معطيات تشخص حالة السوق الإسرائيلي منها السلبية والإيجابية. فمثلا اشارت بودو- طراختنبرغ إلى أنّ الناتج المحلي الإسرائيلي أقل من دول منظمة التعاون والتنمية (OECD)، وأنّ مستوى الولادة لا ينخفض كما هو الحال في دول الـOECD، كما وأنّ مستوى البطالة قد أنخفض مؤخرًا في المقابل أرتفع مستوى المشاركة في سوق العمل.
إلى ذلك اشارت، إلى أنّ التضخم المالي لا زال سلبيًا، وأنّ مستوى التصدير في إسرائيل إلى السوق العالمي قلَّ بشكل كبير نظرًا لقوة الشيكل، وأنّ السوق الإسرائيلي يتجه اليوم نحو الهايتك فقرابة الـ 640 مبادرة تفتح سنويًا إلا أنه وللأسف مستوى نجاحها واستدامتها لا يراوح الـ 5%!
كما وتطرقت بودو- طراختنبرغ إلى النساء العربيات مؤكدة أنه ووفقًا للمعطيات فأن نسبتهم في الجامعات هي الأعلى إلا أنه وللأسف نسبة مشاركتهن في سوق العمل هي الأقل.
ولخصّت بودو- طراختنبرغ مداخلتها بالقول أنّ جزءً كبيرًا من إمكانيات النمو الاقتصادي لإسرائيل موجودة في المجتمع العربي ويجب استغلال الوضع من خلال الاستثمار في مجال التعليم وتطوير مهارات القوى العاملة.
وعقب مداخلة نائبة عميدة بنك إسرائيل، مداخلة قدمها كل من باز هيرشمان- مدير مشارك في تسوفن، وهانس شقور متطرقين إلى سوق الهايتك العربي، مؤكدين أنّ عدد الطلاب والعاملين في الهايتك من العرب، خاصة من النساء، آخذ في الازدياد، وأنّ مناطق عربية تتحول مؤخرًا إلى دفيئات للهايتك منها الناصرة التي تشغل اليوم 900 موظفا في الهايتك منهم 100 من المجتمع اليهودي.
كما وتطرق الاثنان إلى الدفيئة الجديدة في كفرقاسم وإلى النوايا في “تسوفن” للمضي قدمًا في إنشاء دفيئات ومراكز عمل في الهايتك في عدة مناطق في مجتمعنا العربي.
وإلى جانب التشخيص وعرض الحلول، شمل المؤتمر عرض تجارب ونجاحات، حيث قام داني غال-مدير كاف مشفيه باستضافة عددً من الناحجين العرب، كل من موقعه، للحديث عن فرص النجاح وتخطي العقبات في سوق العمل الإسرائيلي، وقد شاركه في هذا الحوار كل من؛ المحامي ومدقق الحسابات والمدير في قسم ضريبة العقارات BDO طارق دبيني، مدير برنامج مركز ريان للتوجيه والتشغيل نبراس طه، مدقق الحسابات وعضو إدارة مجلس Deloitte محمد هيبي، ومدير عام شركة الفنار د. ياسر حجيرات.
وتلا هذا المحور مداخلة شيّقة قدمها رون جيرلتس- مدير مشارك في سيكوي تطرق من خلالها إلى مساعي الحكومة في دمج العرب، لا سيما النساء، في سوق العمل، مفصلا بعض النقاط في الخطة الخمسية 922 والإشكاليات التي فيها.
وتحدث جيرلتس عن العنصرية في سوق العمل الإسرائيلي مشيرًا إلى أنها ليست المشكلة الوحيدة فالمشكلة الثانية هي عمل الحكومة المتواصل على تحسين العرض في العمل، من خلال تأهيل ومهننة طواقم عربية، في حين أنها لا تحرك ساكنًا ازاء معطيات الطلب في العمل، مما يترك فجوة واسعة ما بين العرض والطلب، الأمر الذي يترجم إلى بطالة.
وتناول المؤتمر ايضًا، المعيقات من وجهة نظر رجال الأعمال وفي هذا السياق قام الإعلامي رائد ذياب باستضافة عددً من رجال ونساء الأعمال العرب للحديث عن أعمالهم والتحديات التي تواجههم وقد شارك في هذا المحور كل من؛ محرر صحيفة “دا ماركر” سامي بيرتس، رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية مازن غنايم، صاحب شركةSEVEN يوأف كابلان، مؤسسة شركة الفا اوميغا ريم يونس ورجل الأعمال محمود قعدان.
وفي حديثٍ شيّق جدًا، يصب في سياق تخطي التحديات، قام عصمت وتد باستضافة مراقب الحسابات ايلان بيرنفلد رئيس شركة DELOITTE للتأكيد على أنّ إمكانية تخطي الحواجز للعربي قائمة جدًا، وقد عرض بيرنفلد عدة أمثلة تؤكد على ذلك.
واختتم المؤتمر في مداخلة قدمها أيمن سيف- مدير سلطة التطوير الاقتصادي الذي فصّل بنود الخطة 922 مجيبًا على التساؤلات التي تطرح لتطبيق وتنفيذ هذه الخطة.
واشار سيف إلى أنّ مبلغ الـ 15 مليار سيصل من عددٍ من الوزارات الحكومية منها وزارة التعليم ووزارة المواصلات وغيرها من المكاتب الحكومية.
وكشف سيف في خضّم حديثه أنّ وزارة المواصلات والتي اعتادت على تخصيص فقط 7% من موازنتها للمجتمع العربي ستقوم في العام 2017 بتخصيص 40% من ميزانتها للمجتمع العربي من أجل تحسين وتيرة وجودة المواصلات في المجتمع العربي مما يتيح للنساء الخروج إلى سوق العمل.
يُشار إلى أنه وخلال المؤتمر تحدث ايضًا الوزير وعضو الكنيست السابق السيد غالب مجادلة، والذي أكد على ما جاء في كلمة د. فضيلي بأن هذا المؤتمر بات تقليدًا سنويّا، حيث سيعقد المؤتمر التالي بـ 7.12.16 وأنّ عدة مؤتمرات جانبية سترافقه إلى حين تنظيمه عام 2017.