في  ذكرى السنة لرحيل فارس الكلمة والقلم المرحوم حسين فندي مهنا (أبو راشد)

بقلوبٍ يملؤها الحزن والأسى،

مرت سنة كاملة منذ أن رحل عنا الأخ والصديق العزيز أبو راشد حسين مهنا، نرفع أكفّنا إلى السماء بالدعاء، مستذكرين روحًا طيبةً أضأت حياتنا وتركَت في قلوبنا أثراً لا يُنسى. نُعرب عن حزننا العميق لفقداننا شخص كان له تأثير كبير في حياتنا، لم يكن مجرد زميل دراسي، بل كان إنسانًا صالحًا وشاعرًا مبدعاً. لقد كان ابن صفي الذي أضاء حياتنا بشعره النقي وحنانه اللامحدود.

إن ذكرى رحيله تذكرنا بعمق قيم الصداقة والمحبة التي زرعها في حياتنا. ورغم مرور الوقت، فإن ذكراه العطرة ستظل حيّة في أذهاننا، كنبعٍ لا ينضب من الإلهام والتفاؤل. نرجو من الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراقه.

لقد أحب وطنه بكل قلبه، وكرّس قلمه في التعبير عن حبه وانتمائه للأرض التي نشأ عليها. كانت دواوينه مرآةً لروحٍ تتوق إلى الخير والجمال، وكلماته ما زالت تعيش في قلوبنا وتُذكّرنا بما فقدناه.

أحدى قصائد الفقيد الغالي هي قصيدته ” أَيا طِيبَ دارٍ …” عن المرسة وأبناء وبنات صفه في المرحلة الابتدائية، لقد كانت كباقي قصائده بمثابة لوحة فنية تميزت بجمال الكلمات ودقة الوصف. استطاع أن يصف كل واحد منا بميزاته الفريدة، مُظهِرًا احترامه وتقديره لكل شخصية في الصف والمدرسة. كل سطر في القصيدة كان ينطق بمشاعر الأخوة والمحبة التي تجمعنا، معبّرًا عن تفاصيل شخصياتنا وأدوارنا التي لعبناها في أيام الطفولة.

مطلع القصيدة :

أَيا طِيبَ دَارٍ قَدْ حَللْتُ فَحَلَّت

بِقلبي جِمَاراً إنْ حَبَا الشَّوقُ هَبَّتِ

في وصف أبناء وبنات الصف الثامن، يذكرنا جميعاً مرفق بضع الأبيات من القصيدة (الأسماء حقيقية)

هُنَاكَ (نَسيبٌ) يَملأ الصَّفَّ بَهْجةً

و(لولو) و (سَمْيا ) وَرْدتانِ بِرَوضَةِ

—-

وَذَاكَ ( سُهَيْلٌ ) يَلبَسُ اللُّطفَ حُلَّةً

وَهَذاَ ( عَفيفٌ ) سَاهِمٌ دُون َعِلَّةِ

بعد أن ذكرنا جميعاً كتب عن نفسه ما يلي:

أُولَئِكَ أَتْرابِي وَقَدّ كُنْتُ بَيْنَهُمْ

أَمِيراً يَقُودُ الرّكبَ مِنْ غَيْرِ إِمْرَة

ينهي القصيدة بما يلي:

وَمَا العُمْرُ إِلاَّ سَاعَةٌ قَدْ نَعِيشُها

عَلَى غَيرِ هَمٍ أَو حُظُوظٍ تَخَلتِ

فَعِشْها إِن اسْطَعْتَ الحَياةَ كَرِيمةً

لِتَحْيا عَزِيزاً ثُم تَقْضِي بِعزَّةٍ

في إحدى زياراتي للمرحوم وتحديداً يوم 29 نيسان 2014، بعد أن تحدثنا عن أشعاره وكتاباته وعن ما أكتب وأصور من أجل الأجيال القادمة أشار الى شجرة زيتون يعتز بها ، لأنها شجرة مباركة وطاعنة في السن تقريباً 1700 سنة وما زالت تثمر وقد يمتد عمرها الى ألف سنة إضافية. صورتها ونشرت صورها في موقع فلسطين في الذاكرة.

إن ذكراه الحية وكلماته الرقيقة ستظل محفورة في قلوبنا، تُشعرنا بالفخر أننا كنا جزءًا من حياة إنسان رائع نسأل الله العظيم أن يرحم فقيدنا ومن فقدنا من أبناء صفنا. سنظل نتذكرك في صلواتنا وأدعيّتنا، وستبقى ذكراك حية في قلوبنا وذكرياتنا.

للفقيد الرحمة وفسيح جناته ولذويه الصبر والسلوان

سهيل موسى مخول – البقيعة

تشرين الأول

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .